قوات سورية الديموقراطية

أعلنت "قوات سورية الديموقراطية"،  استئناف عملياتها العسكرية ضد تنظيم "داعش" في شرق البلاد بعد عشرة أيام على تعليقها رداً على القصف التركي لمناطق سيطرة الأكراد شمالاً. وأوضحت في بيان الأحد، أن "نتيجة الاتصالات المكثفة بين القيادة العامة لقواتنا وقادة التحالف الدولي التي استهدفت نزع فتيل الأزمة على الحدود، فقد ارتأت القيادة العامة لقوات سورية الديموقراطية استئناف عملياتها العسكرية ضدّ تنظيم داعش".وأكدت استمرار "العمل على إلحاق الهزيمة النهائيّة به".

وأشارت "قوات سورية الديموقراطية" في بيانها الى أنها "في الوقت الذي تؤكّد عزمها على ملاحقة الإرهاب، فإنها تؤكد بالمثل عزمها حماية الحدود الدولية لشمال سورية". ودعت إلى "الحوار سبيلاً لحلّ جميع المشاكل والابتعاد عن لغة التهديد والتصعيد".

وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لـ"فرانس برس" أن "خلال اجتماع عُقد قبل يومين، بلّغت قيادات من التحالف، وتحديداً أميركيين وفرنسيين، "قوات سورية الديموقراطية" أنها تلقت وعوداً من تركيا بأنها لن تشن هجوماً ضد المنطقة الواقعة قرب حدودها". وتوقف مذاك، حسب قوله، القصف التركي.

ومنذ تعليقها العمل العسكري في جيب هجين في أقصى دير الزور، اقتصرت العمليات البرية لقوات سوريا الديموقراطية على الرد على هجمات تنظيم "داعش".  ولم يُوقف التحالف الدولي بدوره غاراته ضد التنظيم في المنطقة، ما أسفر عن مقتل العشرات في صفوف الجهاديين فضلاً عن مدنيين من عائلات التنظيم، وفق المرصد السوري.

وأوردت "قوات سوريا الديموقراطية" في بيانها الأحد، أن تنظيم "داعش" استغلّ القصف التركي و"اضطرت قوّاتنا لإيقاف الحملة ريثما تزول التهديدات على حدودنا الشماليّة، فشنّ سلسلة من العمليّات الهجوميّة المعاكسة، مستخدماً السيّارات المفخخة وما يسمى بالانغماسيين".

وأشار عبد الرحمن إلى أن "قوات سورية الديموقراطية" ترسل المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، استعداداً لبدء العمليات البرية". ورغم وقفها للعمليات البرية، قالت "قوات سورية الديموقراطية" إنها نفذت "عملية نوعية خاصّة" بدعم من التحالف الدولي أدت الى اعتقال أحد قادة التنظيم المتطرف في الرقة سابقاً.

ومُني التنظيم خلال العامين الماضيين بهزائم متلاحقة في سورية، ولم يعد يسيطر سوى على جيوب محدودة في أقصى محافظة دير الزور وفي البادية السورية شرق حمص. وتشهد سورية نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وطالما هدَّدت تركيا بشن عملية عسكرية جديدة ضد الأكراد بعد سيطرة قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية على منطقة عفرين (شمال غرب حلب) ذات الغالبية الكردية العام الحالي. ودائماً ما اثارت تهديدات أنقرة توتراً بينها وبين حليفتها واشنطن. وتصنف أنقرة الوحدات الكردية منظمة "إرهابية"، وتعتبرها امتداداً لحزب العمل الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدها منذ عقود. كما تخشى إقامة حكم ذاتي كردي قرب حدودها.