مايتي البيردي

تُعد المرأة أفضل من يحكي لنا عن الجاسوسية، لأنها فضولية بطبعها محبة لجمع المعلومات، تهتم بأدق التفاصيل في الحياة، وهو ما تحقق في فيلم The Mole Agent أو الجاسوس للمخرجة التشيلية مايتي ألبيردي التي كتبت السيناريو ثم تولت إخراجه وفق رؤيتها الإبداعية في أول تجربة درامية طويلة لها.

وتدور قصة الفيلم حول المحقق رومولو، الذي يوظف جاسوساً لاختراق بيت للمسنين والمتقاعدين يشتبه في أنه تجرى فيه أشياء مريبة. إذ تشتبه امرأة في أن أمها تتعرض للإهانة والعنف في ذلك البيت، وتحاول أن تعرف طبيعة ما يحدث هناك.

ويستعين رومولو بالعميل المتقاعد سيرجيو 83 عاماً، الذي يقبل المهمة على الفور لكي ينشغل بعد وفاة زوجته. وفي مهمته لجمع المعلومات وكشف الحقائق يقترب العميل السري إنسانياً من عدد من النزلاء، ويكتشف الحقيقة التي غابت عن الجميع.
ونكتشف نحن أننا أمام نسخة كوميدية من جيمس بوند أو العميل 007، ولكن من دون أسلحة قاتلة ومطاردات رهيبة، وتكنولوجيا معقدة، ووسامة تجذب النساء الجميلات
.
هذه المخرجة الواعدة المولودة في مارس 1983، حاصلة على شهادة في الجماليات وشهادة في التواصل الاجتماعي من الجامعة البابوية الكاثوليكية في تشيلي. وحاضرت في الدراما الوثائقية في عدة جامعات داخل وخارج تشيلي، كما تمارس النقد السينمائي عبر موقعها على انترنت، وأخرجت عدة أفلام تلفزيونية وسينمائية قصيرة قبل أن تنتقل لعالم الأفلام الطويلة بفيلمها The Mole Agentالذي تعرضه المنصات الرقمية ودور السينما حالياً.

ولعل اهتمام مايتي بالتفاصيل الدقيقة وحرصها على اقتحام العوالم الصغيرة هو الذي أكسبها شهرة واسعة، وجعلها صوتاً بارزاً في السينما الوثائقية في أمريكا اللاتينية.

البطل الرئيسي لدى مايتي هو الرجل العادي والمهمش وليس الخارق، ولقطاتها السينمائية تحتفي بالمشاهد البسيطة شديدة الخصوصية.

وأخرجت المبدعة التشيلية أفلاماً صغيرة أو وثائقية عديدة من بينها Lifeguard أو المنقذ، Tea Time أو وقت الشاي، أنا لست من هنا، The Grown-Ups أو الكبار، I'm Not from Hereأو أنا لست من هنا. واختارها المنتدى الاقتصادي العالمي لتمثيله، كما اختيرت في عضوية أكاديمية الفنون والصور المتحركة والعلوم الأمريكية.

وقد يهمك أيضا:

يوري مرقدي يشعل مهرجان جوهرة الدولي‎ في المغرب

إيمان العاصي بإطلالة مثيرة على «انستغرام»