نقابة الفنانين السوريين

في سابقة لم تشهدها الأوساط الفنية السورية تحولت انتخابات نقابة الفنانين إلى حملة هدفها انتهاز الفرصة للتخلص من نقيب الفنانين زهير رمضان، عبر الحض على المشاركة في الانتخابات والتّصويت للمرشحين المنافسين على رئاسة النقابة.

وبدأت الانتخابات أمس، التي تجري على مراحل في مبنى فرع دمشق لحزب البعث، (كون نقابة الفنانين تعتبر من المؤسسات الرديفة للحزب)، لاختيار 11 عضواً ونقيباً واحداً سيشكلون إدارة جديدة لنقابة الفنانين، خلفاً للمجلس الحالي برئاسة الممثل زهير رمضان الذي تسلّم منصبه أواخر عام 2014، وتستمر لغاية 4 مارس (آذار). وبعد دمشق تبدأ اليوم في حلب واليوم التالي اللاذقية ثم طرطوس، على أن تبدأ الانتخابات في حماه في الأول من آذار تليها المنطقة الجنوبية لتختتم في المنطقة الشرقية.

ومنذ التحضير لانتخابات النقابة، دعا عدد من الفنانين زملاءهم للمشاركة في الانتخابات والتّصويت لمنافسي النقيب الحالي زهير رمضان الذي اتخذ قرارات تعسفية بحق عدد كبير منهم بينهم نجوم على الصعيد العربي، على خلفية مواقفهم السياسية المعارضة ، ففصل العشرات منهم مثل فارس الحلو ومكسيم خليل وأصالة نصري وجمال سليمان والراحلة مي سكاف، وعبد الحكيم قطيفان ومازن الناطور وغيرهم، كما حارب زملاءهم من الموالين للنظام لأسباب شخصية، أو بزعم عدم تسديد الاشتراكات للنقابة.

الممثل الكوميدي بشار إسماعيل قال في لقاء مصور إنّ زهير رمضان، «هدده بقطع لسانه» لأنّه انتقده وكشف أنّ النقيب زهير رمضان يروج لعلاقته بمسؤولين كبار في الأمن والمخابرات ويهدّد الفنانين، وشكك في أن يفوز أحد آخر غير زهير رمضان برئاسة النقابة، متمنياً أن يكون مخطئاً في تقديره، لأنّ بقاء رمضان نقيبا للفنانين «كارثة»، حسب تعبيره، فهو يتصرف وكأنّه «ورث النقابة عن أبيه».

 وقد حول النقابة إلى «فرع مخابرات»، بل إن فروع المخابرات أفضل منها بكثير، لأنها تقوم بعملها بحفظ الأمن بينما النقابة تهدد أمن الفنانين، وقال: «آن الأوان لكي يتغيّر النقيب في سوريا».

وكانت الممثلة تولاي هارون بعد إعلانها التّرشح لانتخابات النقابة قد اتهمت رمضان بأنّه يريد البقاء «للأبد» في منصب النقيب، وأنّه يدّعي أنّ الرئيس بشار الأسد أعطاه توجيهات حول الانتخابات، وحول بقائه نقيباً للفنانين. مشيرة إلى أنّ رمضان يضطهد الفنانين السوريين ويمنع بعضهم من العمل، لأسباب شخصية. كما منع نشر قوائم المرشحين على منصات النقابة في مواقع التواصل الاجتماعي، والاكتفاء بنشر القوائم ضمن لوحات الإعلانات داخل النقابة.

وفور الإعلان عن أسماء المرشحين سارع عدد من الممثلين السوريين لتزكية بعض الأسماء لرئاسة النقابة بهدف التخلص من الإدارة السابقة، التي عادة تأتي في عمليات انتخابات صورية، لتعيين من تختاره قيادة حزب البعث أو جهات أخرى لتولي النقابة.

الممثل باسم ياخور كان أوّل من أعلن دعمه للممثل فادي صبيح بطل مسلسل «دقيقة صمت»، وكتب في السوشيال ميديا: «فادي صبيح الإنسان والصديق المشترك للجميع بقلبه المحب. ولهفته لإصلاح أي مشكلة أو إنقاذ أي زميل... شكر كبير لكل الزملاء الذين يقفون إلى جانبه».

بعد ياخور غردت الممثلة كاريس بشار التي نادراً ما تعلن عن مواقفها في السوشيال ميديا: «24 سنة بمهنة التمثيل... 24 سنة ما كنت أتحمل فكرة الانتساب لنقابة الفنانين لكتير أسباب... بس هالمرة إذا بيكون النقيب فادي صبيح... أنا ما بفكر... أنا أكيد بنتسب! كل الحب».

ويبدو أن الفنان فادي صبيح الذي نال شعبية واسعة بدور (سليم- سلنغو في المسلسل الكوميدي ضيعة ضايعة) لغاية الآن هو صاحب الحظ الأوفر في تأييد زملائه منهم خالد القيش، وكل من المخرجين الليث حجو وعبد اللطيف عبد الحميد ورشا شربتجي وأحمد إبراهيم أحمد وزهير قنوع ومحمد عبد العزيز، والكتّــاب ونور شيشكلي وعثمان جحي والموسيقار طاهر مامللي.

 والإعلامية ديانا جبور وغيرهم. وفي تصريح إعلامي اعتبر صبيح إشاعات فوزه أخبارا من شأنها «التشويش على العملية الانتخابية»، وتعهد في بيانه الانتخابي بأن «لا شعارات ولا وعوداً زاهية، بل هي الرغبة في الدفاع عن خصوصية الفن السوري».

أمّا النقيب السابق زهير رمضان فقد أغلق هاتفه وامتنع عن أي تصريح ولم يرد على اتصالات الإعلاميين. المفارقة أنّ زهير رمضان لعب دور المختار (بيسة) في مسلسل ضيعة ضايعة هو والد (عفاف) التي رفض تزويجها لحبيبها (سلنغو) وظل طوال المسلسل يلاحقه ويعنفه كي يبعده عنها.

قد يهمــك أيضــا : 

جمال سليمان يكشف أسرار مسيرته المهنية في برنامج "واحد من الناس"

الممثل السوري مكسيم خليل يرفض دخول سوريا