صادرات البترول الإيرانية

أكدت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" أن صادرات طهران النفطية ستشهد انخفاضا ملموسا اعتبارا من مايو/أيار الجاري، على خلفية تشديد الولايات المتحدة عقوباتها ضد القطاع النفطي الإيراني، حيث نقلت الوكالة اليوم الجمعة عن مسؤول إيراني مطلع، قوله إن الصادرات النفطية قد تنخفض في مايو حتى مستوى 500-700 ألف برميل يوميا، فيما يتوقع مصدر في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، أن تشكل هذه الصادرات 400-600 ألف برميل يوميا.

من جانبها، رجحت المحللة، سارة وخشوري، للوكالة أن طهران ستتمكن من الحفاظ على بعض صادراتها لتسديد ديونها أمام الصين والهند، ومن نقل كميات من النفط إلى الصين، بالإضافة إلى تهريبها كميات إضافية محدودة من النفط كما فعلت سابقا رغم العقوبات الأمريكية، موضحة أنه من المهم إدراك أن انخفاض الصادرات الرسمية حتى نقطة الصفر في مايو، لن يعني في الواقع ألا تكون هناك صادرات نفط من إيران إلى الصين والهند هذا الشهر، ورأت أن الجمهورية الإسلامية تستطيع تصدير 200-550 ألف برميل من النفط يوميا.

من جانبهم، يتنبأ محللون في شركة "Energy Aspects" بأن تتقلص الصادرات النفطية الإيرانية، بدءا من مايو الجاري، حتى نحو 600 ألف برميل يوميا، حيث قدرت شركة "Kayrros" المختصة برصد تدفق النفط في العالم حجم الصادرات الإيرانية، في مارس الماضي، بما بين 1.4 و1.65 مليون برميل يوميا، مشيرة في تقرير لها إلى أن تضارب التنبؤات بشأن حجم انخفاض هذه الصادرات يعكس حالة من الغموض حول عدد ناقلات النفط الإيرانية في البحر.

وحسب مصادر مطلعة لـ "رويترز"، فإن ناقلات النفط الإيرانية توقف بشكل مؤقت عمل نظام "AIS" الخاص برصد السفن، وتشغله مجددا في وقت لاحق من الرحلة، ما يجعل من الصعب متابعتها، وأصبحت صادرات النفط الإيرانية أقل شفافية منذ استئناف الولايات المتحدة، في نوفمبر الماضي، جميع العقوبات ضد إيران، المجمدة سابقا بموجب الاتفاق النووي المبرم في عام 2015. ولم تعد طهران تقدم التقارير إلى "أوبك" بشأن حجم صادراتها، وليس هناك أي معلومات موثقة بها بهذا الشأن.

اقرا ايضا

لاغارد تُحذِّر مِن "عاصفة" اقتصادية عالمية

ويمثل نقص المعلومات هذا مشكلة ملموسة بالنسبة لشركاء إيران في "أوبك" وحلفائها الذين يجتمعون لبحث سياساتهم النفطية الشهر المقبل، بعد إلغاء اجتماع مقرر في أبريل، حيث ذكرت مصادر في هذا المجال لـ "رويترز" أن شركة "أرامكو" السعودية، التي من المتوقع أن تصبح مصدرا رئيسا للنفط تعويضا عن خسائر سوق البترول جراء انخفاض الصادرات الإيرانية، تطالب الأطراف في السوق بمنحها تقييماتهم لحجم الصادرات النفطية.

من جانبها، ترحب طهران بحالة عدم الشفافية هذه، إذ شدد وزير النفط، بيجن زنغنه، الأسبوع الجاري على قدرة إيران على مواصلة تصدير النفط وإيجاد سبل جديدة لذلك، وثمة توافق عام على أن صادرات النفط الإيرانية بلغت في أبريل 2018، قبل شهر من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، 2.5 مليون برميل يوميا.

وقد يهمك ايضًا:

لاغارد تُحذِّر بلدانًا عربية مِن الازدياد السريع للديْن العام

لاغارد تؤكّد أنّ احتجاجات فرنسا تُؤثِّر على الاقتصاد