"عيد الغطاس"

يحتفل المسيحيون في كثير من دول العالم في 19 يناير/كانون الثاني، ب عيد الغطاس، بالصلاة والغطس في الماء، غير أن المسيحيين المصريين أضافوا لتلك الاحتفالات نكهة خاصة بهم بمذاق القلقاس والقصب ورائحة البرتقال.

يحتفل الأقباط المصريون السبت 19 يناير/كانون الثاني بذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن، على أيدي يوحنا المعمدان، وتقيم الكنائس بتلك المناسبة قداسات صلاة، والتي بدأت بترأس البابا تواضروس الثاني قداس عيد الغطاس في الإسكندرية، الجمعة، حسبما جرت العادة بأن يصلي البابا عيد القيامة في القاهرة، بينما يترأس قداس عيد الغطاس في الإسكندرية.
ويتميز الاحتفال بعيد الغطاس بتقديس ومباركة المياه خلال قداسات العيد والتي يتم الاحتفاظ بها طوال العام، وذلك خلال صلوات ما يسمى بـ"اللقان"، بينما يصوم الأقباط لمدة يومين قبل العيد صيام "برامون الغطاس"، ويمتنعون فيه عن أكل اللحوم والسمك، بينما تستمر احتفالاتهم بالعيد لمدة 3 أيام، ويحرص الأقباط على أداء طقس المعمودية لأطفالهم وهو أحد أسرار الكنيسة السبع، خلال صلوات قداس العيد بالكنائس.

ويحتفل الأقباط بعد الصوم والصلاة، في مصر بعيد الغطاس بأكل القلقاس والقصب وعمل فوانيس البرتقال، تقول الصحافية القبطية كارولين كامل إن ارتباط العيد بأكل القلقاس والقصب والبرتقال في مصر يرجع لارتباط العيد بخيرات الأرض وتاريخه الإنساني، لافتة إلى أنه بعيدا عن التفسيرات الروحية التي تذهب لكون نبات القلقاس يزرع عن طريق دفنه كاملا في الأرض ثم يصير نباتا حيا صالحا للطعام، والمعمودية هي دفن للإنسان تحت المياه وقيامه مع السيد المسيح كما حدث له عند التعميد في نهر الأردن، والقصب لونه الأبيض يرمز للنقاء الذي توفره المعمودية حسب الاعتقاد المسيحي، وهذه الطقوس لا دلالة دينية أصيلة لها في العقيدة المسيحية، ولا يعرفها سوى الأقباط "مسيحيو مصر"، إلا أن دلالتها وعمق تأصلها فعليا في حياة المسيحيين في مصر هو ارتباطها بخيرات هذا البلد وتاريخه الإنساني.

وتشرح كارولين طريقة عمل فانوس البرتقالة، الذي يحتفل به الأطفال في الكنائس، خلال عيد الغطاس، وسحر امتزاج رائحة حريق قشر البرتقال مع رائحة البخور وقت صلاة القداس، قائلة إن عمل فانوس البرتقالة يبدأ بشراء برتقال بـ"سرة"، وكلما كان البرتقال كبيرا كان الفانوس أكثر جمالا، موضحة أنها تحتاج إلى صنعه إلى سكين وملعقة طعام، وطبق كبير، وأسلاك كهربائية أو ما يمكن استخدامه كحبل لربط الفانوس، والشموع، وعن خطوات عمل الفانوس توضح كارولين الخطوات بقطع رأس البرتقالة من ناحية المواجهة للسرة لاستخدامها كغطاء للفانوس، وباستخدام المعلقة يتم حفر قلب البرتقالة مع مراعاة الحفاظ على القشرة الخارجية والداخلية للبرتقالة دون خدوش، رسم صلبان على القشرة من الخارج، عمل فتحتين في القشرة لإدخال سلك أو حبل لتثبيت الشمعة داخل البرتقالة وتثبيت غطاء البرتقالة، ثم غرس الشمعة في أسفل البرتقالة في "السرة"، وبإشعالها "استمتع برائحة البرتقال المحروق ونور الشمعة بيرقص جوه وبيخرج من النقش بتاع الفانوس" تضيف كارولين.

ويرتبط عيد الغطاس في الموروث الشعبي المصري، بأمثال شعبية منها "شوية مطر وقداس وعودين قصب وحلة قلقاس" و"اللي ماياكلش قصب يصبح من غير عصب"، إضافة إلى "اللي مياكلش قلقاس يصبح من غير راس"، وتبين الأمثلة الشعبية مدى ارتباط الغطاس كعيد وتوقيت بالظروف الطبيعية والمناخية.

قد يهمك أيضا

حاكم الشارقة يشهد جلسة حوارية بشأن تاريخ ومستقبل اللغة العربية ويبرز أهميتها

لارا بدري أفضل ممثلة في مهرجان السينما للجميع بالمغرب