الآثار في المملكة السعودية

يُولي علماء الآثار الروسيون اهتماما خاصا بالآثار التاريخية في السعودية، وبغية المشاركة في الحفريات في أكثر من منطقة هناك يجري العمل حاليا على إعداد نص اتفاقية لتوقيعها مع وزارة الثقافة السعودية، وهذا ما أكده المؤرّخ المستشرق الروسي ميخائيل بيتروفسكي، مدير متحف الإرميتاج الشهير.

ونقلت وكالة "تاس" عن بيتروفسكي قوله إن متحف الإرميتاج الحكومي يعمل على إعداد نص اتفاقية لتوقيعها مع وزارة الثقافة في السعودية بشأن الحفريات المشتركة في أكثر من موقع أثري مهم للغاية على أراضي المملكة.

وزار بيتروفسكي السعودية ضمن وفد نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأشار في هذا الصدد إلى محادثات مع وزير الثقافة في السعودية، الأمير بدر بن عبدالله بن محمد الفرحان آل سعود، وقال: "بحثنا خلال اللقاء مع وزير الثقافة في السعودية المعايير الرئيسية لاتفاقية بشأن العمل المشترك لعلماء الآثار الروسيين، في بعثات مشتركة"، وأضاف أن "هذا يبقى حتى الآن ضمن خطط عملنا".

وأكد اهتمام علماء الآثار الروسيين بالحفريات في مواقع أثرية كثيرة في المملكة، وأشار بصورة خاصة إلى منطقة جازان جنوب غربي المملكة، ومدائن صالح في محافظة العلا شمال غربي الأراضي السعودية، لافتا إلى مواقع أثرية في المنطقة يعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي.

وتُعرف مدائن صالح على أنها من أهم المواقع الأثرية، وتحتل موقعا يربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، وتضم آثار مدائن صالح 153 واجهة صخرية منحوتة، كما تضم عددا من الآثار    الاسلاميه التي تتمثل في عدد من القلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز، والتي تمتد لمسافة 13 كم، وكذلك المحطة والقاطرات، وهذه المنطقة التاريخية هي الأولى في المملكة التي تم إدراجها على قائمة التراث العالمي.

ولم يكن هذا الاهتمام الروسي بالمواقع الأثرية في السعودية جديدا، إذ سبق أن أجرى علماء الآثار الروسيون زيارات للمملكة، منها زيارة وفد من المستشرقين الروسيين على رأسهم بيتروفسكي، وذلك في عام 2011، وتعرف الوفد خلال تلك الزيارة على المعالم الأثرية والتاريخية في نجران وعسير وأبها، إذ توجد مواقع أثرية تاريخية قديمة، بعضها يزيد عمره على 10 آلاف عام.