منطقة جبلة في اللاذقية

تُؤرّخ التنقيبات المستمرة في منطقة جبلة باللاذقية التي كشفت عن مدافن جماعية محفورة بالصخور ونصب جنائزية والعديد من اللقى والمباني الأثرية لحقبات تاريخية تبرز أهمية هذه المنطقة ودورها التاريخي والحضاري.وأوضح الدكتور مسعود بدوي رئيس دائرة آثار جبلة لـ سانا سياحة ومجتمع أن أعمال التنقيب العام الماضي في الجهة الشمالية لقرية “عرب الملك” جنوب مدينة جبلة التي كانت تعرف خلال الألف الثاني قبل الميلاد باسم بالتوس أسفرت عن العثور على مدفن جماعي محفور بالصخر يعود للعصر الروماني، كشف فيها عن بعض التوابيت الفخارية والعديد من السرج الفخارية كان على قاعدة أحدها كتابة يونانية تشير إلى اسم صانع السرج وهو “تيودوروس” وتم الكشف على نفس النمط من السرج بمدافن الجبيبات بجبلة وهذا دليل أن الصانع معروف في هذه المنطقة.

كذلك تم العثور في منطقة الفاخورة حسب بدوي على بعض الأباريق الفخارية والقطع المعدنية مثل القبضات المصنوعة من الحديد التي تعود لصناديق أو توابيت مصنوعة من الخشب، وبعض القوارير الزجاجية والخرزات المصنوعة من عجينة الزجاج إضافة إلى نصب جنائزي عليه نقش كتابي باللغة اليونانية.

وبين رئيس دائرة آثار جبلة أنه في منطقة الفيض الواقعة على بعد حوالي 700م جنوب غرب مدينة جبلة القديمة تم الكشف على 5 مدافن متوضعة على الجرف الصخري الشمالي لمصب نهر الفيض وهذه المدافن مثل مدافن الجبيبات وعرب الملك خالية من العناصر الزخرفية.

كما كشف عن مدفن جماعي يعود للعصر الروماني أعيد استخدامه خلال العصر البيزنطي ويعد أول مدفن روماني تم استخدامه بالعصر البيزنطي في هذه المنطقة عثر فيه على مجموعة من السرج الفخارية تؤرخ للقرنين الخامس والسادس الميلادي.

وأشار بدوي إلى أنه عثر في حديقة مجلس مدينة جبلة على قبور تعود للقرن الثامن عشر وأساسات من الجدران تعود للفترة الرومانية والعصر البيزنطي إضافة إلى قنوات فخارية وحجرية متجهة من الجهة الشرقية لمدينة جبلة القديمة الموصولة من نبع الفوار مبيناً أن معظم الدراسات تشير إلى أن مدينة جبلة خلال العصور الكلاسيكية كانت تغذى من نبع الفوار.

وكانت التنقيبات في منطقة الجبيبات كشفت حسب بدوي على بعض المدافن التي تتسم بميزات مدافن الفيض وعرب الملك أغلبيتها محفورة بالصخر بطريقة الكهف وهي على عدة أنماط مدافن جماعية مدخلها بشكل بئر وأخرى مدخلها على شكل درج وبعض القبور الفردية تعود للعصرين الهلينستي والروماني إضافة لقوارير فخارية تعود للعصر الهلنستي وقوارير الزجاجية وسرج فخارية تعود للفترة الرومانية ومرآة وبعض الخواتم البرونزية.

وفي موقع “عين سالم” الواقعة على مقربة من قرية عين الشرقية تم الكشف على كنيسة عثر ضمنها على أجزاء من أرضية فسيفساء عليها بعض الزخارف الحيوانية يمكن أن نسميها بلوحة الجنة أو السلام حيث نجد صور لحيوانات مفترسة متعايشة مع حيوانات أليفة وغيرها من اللوحات.

قد يهمك ايضامخاوف بشأن حماية المباني الأثرية القديمة النادرة في محافظة القاهرة

برنامج لتدريب وتجهيز كادر متخصص بالمباني الأثرية في حمص