قوات سورية الديمقراطية

توعدت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) تركيا بحرب واسعة في حال شنت معركة ضدها في مناطق شرق الفرات.

وجاء التهديد خلال زيارة وفد من أعضاء التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، أمس الأحد، إلى منطقة رأس العين غرب الحسكة الخاضعة لسيطرة القوات الكردية.

وقال القيادي في "قسد" شرفان قامشلو، "إن دخول تركيا إلى شرق الفرات يعني بالنسبة لنا "قضية الوجود أو الموت".

وأضاف قامشلو، وفقًا لوكالة أنباء كردية اليوم الاثنين، "إذا دخلت تركيا ولو لشبر واحد في أي منطقة كانت فإننا سوف نبدأ حربًا واسعة".

واعتبر القيادي أن "قسد" مكلفة بمهام حماية المنطقة، ولا أحد يرغب بدخول الحرب مع تركيا، مؤكدًا أنه في حال شنت تركيا هجومًا فإن الجميع مستعد للقتال.

ويأتي ذلك في ظل تهديدات مسؤولين أتراك بشن عملية عسكرية مشابهة لعمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" في منطقة شرق الفرات.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرارًا التجهيز للسيطرة على أربع مناطق شمالي سوريا، وقال في نيسان / أبريل الماضي، "بدأنا الاستعدادات اللازمة من أجل تطهير عين العرب وتل أبيض ورأس العين والحسكة، صوب الحدود العراقية، من الإرهاب".

واستهدف الجيش التركي عدة مرات، خلال الأسبوعين الماضيين، مناطق تابعة لـ”قسد” ومحيط عين العرب بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى مقتل سبعة عناصر من “قسد” وثمانية مدنيين وإصابة 13 شخصًا، وفقًا لـ "قامشلو".

وقال الوفد بشأن موقف التحالف من الهجمات التركية، "إنهم في المنطقة من أجل معرفة ما الذي يجري، حكومتنا أرسلتنا إلى هنا، لكي نقدم الدعم لكم، لكن سؤالنا هو إلى أي حد تريد قوات سوريا الديمقراطية أن ينتشر الأمن والأمان في المنطقة؟".

وأضاف الوفد أن التحالف يسعى للوصول إلى حل يحقق الاستقرار، مشيرين إلى أن "التحالف سيبقى في المنطقة حتى تتمكنوا (قسد) من إدارة شؤونكم بأنفسكم (..) القوات الأوروبية والأمريكية تدعمكم، ولذلك يجب أن تكونوا حذرين، وأن تخبرونا بما يحدث أو تخبروا جميع الناس. يجب أن تقولوا للجميع إن قسد تسعى إلى استقرار المنطقة".

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ردًا على اللقاء بين الطرفين، "إن تركيا حذرت الجانب الأميركي من تكرار مشاهد جنوده وهم جالسين سوية مع الإرهابيين".

وأضاف خلال لقائه برئيس الأركان الأمريكي، جوزيف دانفورد، في كندا، أمس، أن "تركيا تتطلع لوقف واشنطن دعمها لوحدات حماية الشعب في سورية".

وتشكلت "قسد" في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وهي الذراع العسكرية للإدارة الذاتية المعلنة شمال شرقي سوريا، وعمادها "وحدات حماية الشعب" (الكردية)، ومدعومة من الولايات المتحدة الأميركية.

وتعتبر تركيا أن "الوحدات" امتداد لـ "حزب العمال الكردستاني" المحظور والمصنف إرهابيًا، وهو ما تنفيه "الوحدات" رسميًا.

وتشهد منطقة شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد" ترقبًا لما ستؤول إليه تطورات الفترة المقبلة، بعد التهديدات التركية بشن عملية عسكرية واسعة في المنطقة.