أهالي الغوطة الشرقية يتشاركون في إعداد الطعام

تشارك رجال ونساء من أهالي الغوطة الشرقية في إعداد الطعام في مطبخ مركز الإقامة المؤقتة بالحرجلة وتقاسموا العمل لإعداد وجبات للمقيمين في المركز.
وأمّنت وحدات الجيش العربي السوري خروج أكثر من 100 ألف مدني كانوا محتجزين لدى التنظيمات المتطرفة التي اتخذتهم دروعا بشرية في الغوطة الشرقية، وذلك عبر ممرات إنسانية باتجاه عدة مراكز الإقامة المؤقتة ومنها مركز الحرجلة.

ابتسام الحلبي امرأة من سكان جوبر وصلت إلى المركز وتعمل حاليا في المطبخ معبرة عن فرحتها بخلاصها منا الإرهاب قائلة "طلعنا وكانت حالتنا سيئة وكان الوضع مآساويا.. عانينا فقدان الغذاء والدواء واللباس، والجيش استقبلنا وما قصر معنا” مضيفة نحنا الآن بأمان وكل شي بدنا ياه مؤمن، ويغطي المطبخ الحاجة الغذائية للمقيمين في المركز والبالغ عددهم نحو 22 ألف مواطن ويتم توفير المواد الغذائية عبر المؤسسة السورية للتجارة التي تتحمل الجزء الأكبر والجمعيات الخيرية وبعض رجال الأعمال وأصحاب الفعاليات الاقتصادية الذين يقدمون تبرعات للمركز.

وحسب شهادات من أهالي الغوطة الشرقية أشاروا فيها إلى أن التنظيمات الإرهابية لم تكتف باتخاذ المدنيين دروعا بشرية على مدى سنوات من استباحتها لها بل تاجرت بآلامهم ومعاناتهم واستولت على أطنان من المساعدات الطبية والغذائية التي كانت تدخل الغوطة وخزنتها في مستودعاتها وحرمت المدنيين منها أو تم بيعها لهم بأسعار باهظة.

زياد غزال من بلدة حمورية أحد المشاركين في العمل داخل المطبخ بين أن العمل يستمر لساعات متأخرة من الليل موضحا أنه عمل في المطبخ على الرغم من أنه كان يعمل نجارا داخل حمورية.

أم مؤيد العاملة في المركز قبل قدوم أبناء الغوطة قالت: "أعمل منذ خمس سنوات في مطبخ المركز وأقوم بتدريب الرجال والنساء العاملين فيه على كيفية الطبخ بكميات كبيرة لأن بعضهم لا يتقن الطبخ بهذه الكميات"، مشيرة إلى أن الطعام الذي يقومون بإعداده يوميا والذي يزيد على الطن يغطي حاجة المركز مع وجود رضا كبير من الأهالي.

ورغم التعب والإرهاق اليومي عبرت أم مؤيد عن الشعور بالفرح لما يقدمونه للمقيمين بعد معاناتهم وتعرضهم للحرمان من الطعام سنوات عدة أثناء وجودهم في الغوطة الشرقية.

ويبقى الأمل والإصرار سلاح ابتسام وزياد وأم مؤيد بعد بسط الجيش العربي السوري سيطرته على الغوطة الشرقية بالعودة إلى بلداتهم ومنازلهم من جديد ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية كما كانت قبل الأزمة.​