تدافع مُشيّعي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني

أفاد مراسل صحافي في إيران، الثلاثاء، بسقوط قتلى وجرحى إثر تدافع مُشيّعي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في مدينة كرمان جنوب شرقي إيران، وأفادت منظمة الطوارئ الإيرانية بمقتل 40 شخصا وجرح نحو 200 آخرين، في حادثة تدافع خلال تشييع سليماني في كرمان.ووصل جثمان سليماني، الذي قتل بضربة أميركية في العراق الجمعة الماضي، إلى مسقط رأسه الثلاثاء لدفنه، وشاركت حشود غفيرة في تشييع سليماني على مدى الأيام الماضية، حيث قدر عدد المشيعين أمس في العاصمة طهران بـ5 ملايين شخص.

وتدافع المشيعون الثلاثاء في كرمان، جنوب شرقي البلاد، وملأوا الشوارع الرئيسية في المدينة، وتسلقوا الهضاب المواجهة للمدينة ليتسنى لهم مشاهدة موكب التشييع.
وقال حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني أمام عشرات الآلاف من المشيّعين في مدينة كرمان "سننتقم بقوة من العدو وسيكون ردنا قويا وحازما"، وهتف كثير من المشيعين "الموت لأميركا" ولوحوا بالأعلام الإيرانية.

يُدفن بعباءة خامنئي
أكد باقر قاليباف عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أن سليماني، سيلف في قبره بعباءة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وقال في تغريدة: "لقد منح المرشد عباءته الخاصة بقيام الليل التي صلى بها لـ14 عاما كي يدفن بها قاسم سليماني.. وهذه المرة الثانية التي يمنح المرشد عباءة لدفن الشهداء والمرة الأولى منحها للشهيد الحاج أحمد كاظمي".
ويتوسط قبر سليماني قبرين لقادة عسكريين إيرانيين قتلوا في المعارك التي خاضتها البلاد بعد انتصار ثورتها عام 1979.

وحسب وصية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، يدفن سليماني في قبر تم حفره إلى جانب قبر رفيقه القائد العسكري محمد حسين یوسف اللهي الذي خاض معه الحرب مع العراق بقيادة صدام حسين آنذاك وقتل في الحرب إثر"هجوم كيميائي" وكان قائدا للعمليات العسكرية على الجبهة.
وجاء في نص وصية سليماني: "زوجتي لقد حددت مكان قبري في مقبرة الشهداء في كرمان... محمود (نجل سليماني) يعرف ذلك، فليكن قبري بسيطا كقبور أصدقائي الشهداء، وليكتب عليه الجندي قاسم سليماني وليس أي كليشيهات أخرى".

وتضمن مخطوط كتبه سليماني بيده باللغة الفارسية قبل ساعات من مصرعه ونشرت وكالات إيرانية نصه: "أللهم لا تكلني، أللهم تقبّلنِي، أللهم إني أعشق لُقياك كاللقاء الذي جعل موسى يخرّ صرعا وأوقف أنفاسه، اللهم تقبلني طاهرا، الحمد لله رب العالمين، اللهم تقبلني طاهرا".
وأشاد الجنرال حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني في خطاب أمام الحشد الذي اتشح بالسواد في ساحة أزادي، بالجنرال سليماني وأقرب مساعديه الجنرال حسين بورجعفري الذي قتل معه. وقال إن "الشهيد قاسم سليماني أقوى وحي اليوم بعد موته"، وقاطعه الحشد مرددا هتاف "الموت لأميركا".

وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، إنه نتيجة لحادث تدافع تم تأجيل دفن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي قُتل الجمعة في ضربة أميركية بطائرة مسيرة.
ويعدّ سليماني بمثابة الرجل الثاني في إيران، وتمتع بنفوذ كبير في عدد من دول المنطقة، خاصة العراق، نتيجة شبكة الجماعات المسلحة التي كونها في أنحاء المنطقة، وأثار مقتله تهديدات إيرانية جديدة للمصالح الأميركية، إلى جانب تهديدات من ميليشيات طهران بتنفيذ هجمات في المنطقة.

قد يهمك ايضاالخارجية الأميركية تؤكد أن المنطقة ستكون أكثر أمنا من دون سليماني

صحيفة أميركية تُؤكِّد أنّ قرار قتل سليماني "تتويج" لحملة قادها بومبيو