قوات الجيش السوري

يستمر الجيش السوري منذ يوم أمس الثلاثاء، في شن هجوم واسع من عدَّة محاور ويخوض اشتباكات دامية مع مقاتلي "داعش" المتطرف في الجروف الصخرية بعمق تلول الصفا، محققًا تقدمًا كبيرًا في آخر معاقل التنظيم التكفيري في البادية الشرقية لمدينة السويداء، وجاء ذلك بينما نشبت اشتباكات عنيفة صباح الأربعاء، بين قوات سورية الديمقراطية "قسد" وعناصر من "داعش"، على أطراف بلدتي "الباغوز والسوسة"، شرقي نهر الفرات وسط قصف مدفعي وجوّي للتحالف الدولي يستهدف المنطقة.

تحرير مساحات من المنحدرات الصخرية

وقال مصدر عسكري "إن الهجوم أسفر حتى الآن عن مقتل العشرات من مقاتلي "داعش" بينهم عدد من القناصين المتمركزين بين الصخور"، لافتا إلى أن هذا الهجوم تبع صد الجيش لمحاولة اختراق نفَّذها مقاتلو "داعش" باتجاه مواقعه ونقاطه، وأن الساعات الأخيرة أسفرت عن تحرير مساحة واسعة هي عبارة عن منحدرات صخرية، كانت تحت سيطرة المتطرفين.

وأضاف المصدر أن الفرقتين الثالثة والعاشرة في الجيش، تتابع الهجوم من محاور مختلفة هذه اللحظة مقتحمة المزيد من مواقع تنظيم "داعش"، حيث دمرت القوات المتقدمة على المحور الشمالي شاحنة تابعة للتنظيم ومزودة برشاش ثقيل، وقتلت أكثر من 10 مسلحين معظمهم قناصون يتمركزون بين الصخور على حين تقدمت القوات على المحور الغربي مئات الأمتار خلال معركة طاحنة مع مقاتلي التنظيم الذين أبدوا مقاومة شرسة خلال الساعات الأخيرة.

تقدُّم القوات السورية

وقال ضابط سوري في القوات المهاجمة "لا تزال القوات تتقدم في الجروف الصخرية المتاخمة لتلول الصفا وباتجاه تجمعات تنظيم "داعش" المتطرف والذي بات يُعاني الجوع والعطش بعد إطباق الحصار عليه وقطع الإمدادات عنه، وبعد فقدانه معظم موارد مياه الشرب من برك وبحيرات، وباءت كل محاولاته للفرار باتجاه الحدود العراقية والأردنية بالفشل.

وأضاف الضابط أنه يتم استهداف تجمعات التنظيم المتطرف في عمق الجروف الصخرية أمام تلول الصفا عند برك المياه والمستودعات الكبرى للتنظيم، مشيرا إلى أهمية السيطرة على الجرف الصخري والمتمثلة بكسر خطوط دفاع "داعش" القوية وضرب تجمعاته الكبيرة وقطع خطوط إمداده وطرق هروبه وبالتالي السيطرة النارية على كامل المنطقة.

ولفت الضابط السوري إلى أن القوات المهاجمة تقدمت بنحو 3.5 كلم في عمق الجرف الصخري "والعملية لا تزال مستمرة بقوة حتى القضاء على أي أثر لوجود التنظيم المتطرف في المنطقة".

"قسد" تسيطر على مواقع في "دير الزور"

وكانت أطراف بلدتي "الباغوز والسوسة"، شرقي نهر الفرات، في دير الزور شهدت صباح الأربعاء، اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية "قسد" وعناصر من "داعش"، على وسط قصف مدفعي وجوّي للتحالف الدولي يستهدف المنطقة.

وتمكنت "قسد" وفقًا لما ذكر مصدر محلي في دير الزور، من السيطرة على أطراف بلدة "الباغوز فوقاني" من جهة البادية بعد اشتباكات مع التنظيم، وأسر ثلاثة عناصر من "داعش" على أطراف بلدة "السوسة"، بينما الاشتباكات ما تزال مستمرّة وهناك مجموعة من عناصر قسد محاصرة من قبل التنظيم في بلدة "السوسة".

تعزيزات عسكرية وحصيلة العمليات

وكشف المصدر المحلي أن تعزيزات عسكريّة جديدة لـ "قسد" وصلت إلى جبهات "الباغوز و هجين"، وذكر المركز الإعلامي لـ "قسد"، في بيان ظهر الأربعاء، حصيلة العمليات القتالية منذ انطلاق "معركة دحر التطرف"، وأوضح أنَّ قسد تقدّمت على محور قرية "الباغوز" فوقاني شرقًا بمقدار أربعة كيلو مترات، وهذا المحور شهد إسنادًا جويًّا من طائرات التحالف ثلاث مرّات، وأصيب أربعة مقاتلين من قسد بجراح، فيما تعرّضت جرّافة مصفّحة لـ "قسد" لانفجار لغم أرضي ألحق بها أضرارًا ماديّة.

وأضاف البيان أنَّ قسد تقدّمت في جبهة "الكسرة" بمقدار ستة كيلو مترات، وشهد هذا المحور اشتباكاتٍ عنيفةً وجها لوجه، ونفّذت طائرات التحالف سبع غارات، وتحدثت القيادة الميدانية لقسد عن مقتل 41 عنصرًا من "داعش" في هذه المعارك وتدمير العديد من الآليات بينها عربات دفع رباعي حاملة للأسلحة الرشاشة المتوسطة وجرّافات، فيما قُتل ستة عناصر من قسد، وما تزال هذه الجبهة تشهد أعنف الاشتباكات، حيث يستميت التنظيم في المعارك لصدّ تقدم "قسد".

"دحر التطرف" لن تكون سهلة

وصرّح القائد العام لمجلس دير الزور العسكري بأنّ معركة "دحر التطرف" لن تكون سهلة نظراً لحشد "داعش" كافة قوّاته وأسلحته في الجيب الأخير شرق نهر الفرات"، فيما أعلن "داعش" عبر وكالته أعماق في بيان امس الثلاثاء، عن مقتل ستة عناصر وإصابة آخرين من قسد على أطراف الباغوز وأسر عنصر آخر خلال إيقاعهم بكمين والاشتباك معهم بكافّة أنواع الأسلحة.