الاحتجاجات في الجزائر

بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الجزائر، الخميس، 41.14%، وهي أدنى نسبة على الإطلاق تسجل في انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البلاد، بحسب ما أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.

وبعد 10 أشهر من احتجاجات شعبية حاشدة غير مسبوقة شهدت الجزائر، الخميس، انتخابات لاختيار خليفة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة قوبلت بحركة اعتراض شعبية واسعة من قبل محتجين يعتبرونها مناورة من قبل النظام للبقاء في السلطة.

وساهمت المقاطعة الواسعة للانتخابات في منطقة القبائل في تراجع النسبة، حيث لم تتعد 0.02 بالمئة في تيزي وزو و0.12 بالمئة في بجاية، أكبر مدينتين في المنطقة التي تضم نحو 10 ملايين نسمة من أصل 42 مليون في البلاد، أما في العاصمة مركز الحركة الاحتجاجية منذ بدايتها في 22 فبراير، فبلغت 4.77 بالمئة بحسب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.

وكشف رئيس السلطة (اللجنة) الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر محمد شرفي، أن 9 ملايين و672 ألف شخص شاركوا في الانتخابات الرئاسية، بنسبة 41.14 بالمائة من الذين يحق لهم الانتخاب، وقال إن أكبر النسب سجلت بالجهتين الغربية والجنوبية للهضاب العليا، مشيرا إلى أن مشاركة الجالية الجزائرية في الخارج بلغت 914 ألفا 308 أشخاص، أي بنسبة مشاركة بلغت 8.69 بالمائة.

وسجلت منطقة أسيا وعاصمتها أبو ظبي 17.96 بالمائة، ومنطقة إفريقيا وعاصمتها تونس 18.65 بالمائة، وأمريكا 3.20 بالمائة، أما نسب التصويت في فرنسا فكانت متفاوتة، حيث سجلت باريس 4.49 بالمائة، كما سجلت نسبة مشاركة بين أكثر من 60 بالمائة و50 بالمائة: درار 61.24 بالمائة، لأغواط 66.48 بالمائة، شار 56.20 بالمائة، سيدي بلعباس 53.43 بالمائة، معسكر 51.24 بالمائة، لبيض 60.61 بالمائة، إليزي 54.76 بالمائة، لطارف 52.35 بالمائة، ندوف 64.14 بالمائة، عين تموشنت 54.34 بالمائة.

وتراوحت معدلات المشاركة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية حتى الآن بين 50.7 بالمئة في 2014 (انتخابات العهدة الرابعة لبوتفليقة) و75.68 بالمئة في 1995 حين شهدت البلاد أول انتخابات رئاسية تعددية فاز فيها يومها من الدورة الأولى الجنرال اليمين زروال.

وواصل رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، أن النتائج الرسمية لهذه الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية ستُعلن يوم الجمعة في الساعة الثالثة بعد الظهر (14:00 توقيت غرينيتش)، كما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن "السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات" قولها في بيان إن "المجلس الدستوري سيعلن عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية، في الفترة ما بين 16 و25 ديسمبر الجاري.

وأوضح البيان أنه "في حال عدم حصول أي من المرشحين الخمسة على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، فستجرى جولة ثانية بين 31 ديسمبر الجاري و9 يناير المقبل.تظهر المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية في الجزائر تقدّم المرشح الرئاسي المستقل عبد المجيد تبون في عدد من مراكز الفرز، يليه المرشح عبدالقادر بن قرينة.

وفي وقت تشير فيه المعلومات إلى فشل جميع المرشحين في الحصول على الأغلبية، أعلنت حملة تبون أن "التقارير الأولية تشير إلى فوز عبد المجيد تبون بنسبة 64%"، ما يعني عدم إجراء دور ثان في حال ثبوت هذه النتائج، لكن ممثل المرشح بن قرينة تحدث عن دور ثان للانتخابات الرئاسية، وتشير نتائجه لحصوله على 30% من الأصوات. وكذلك تشير الإحصائيات لدور ثان للانتخابات الرئاسية بين المرشحين تبون وبن قرينة.

وعلى الجانب الآخر، يُنتظر أن تشهد شوارع ومدن جزائرية أخرى الجمعة خروج مظاهرات هي الثالثة والأربعين مند بدأ الحراك الشعبي الجزائري الذي أطاح بالرئيس بوتفليقة من الحكم، وستكون الأولى بعد إجراء هذه الانتخابات التي تثير جدلا واسعا.

وبينما تشهد العاصمة الجزائرية تشديدات أمنية مكثفة، اندلعت في العديد من المدن الجزائرية، الخميس، مظاهرات منددة بإجراء الانتخابات ومطالبة بإلغائها، وكانت أكثر حدة في مدن شرق العاصمة الجزائرية كبويرة وبجاية وتيزي وزو، ما أسفر عن تخريب مكاتب التصويت وإغلاق أغلبها، حيث سجلت بهذه الولايات أقل نسبة مشاركة، ولم تتعدى الواحد في المئة.

وتتواصل عمليات فرز الأصوات في أغلب مدن الجزائر، التي بدأت مباشرة إثر غلق مراكز الاقتراع وانتهاء التصويت في الانتخابات، التي سجلت نسبة مقاطعة كبيرة وجرت في أجواء مشحونة، بسبب انقسام الشارع بشأنها بين مؤيد لها ومعارض.

يذكر أن اقتراع الخميس هو أول انتخابات رئاسية لاختيار أول رئيس للبلاد بعد عبد العزيز بوتفليقة، الذي استقال تحت ضغط حركةٍ احتجاجية مستمرة منذ عشرة أشهر.

وقد يهمك أيضا:

هيئة الانتخابات الجزائرية تعلق على نسبة المشاركة وسير عملية الاقتراع

الجزائر غضب وذهول وسط رموز بوتفليقة بعد إدانتهم بعقوبات قاسية