الرئيس التركي رجب طيب إردوغان

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن بلاده لن تسمح بأي تأجيل في الاتفاق مع واشنطن بشأن المنطقة الآمنة في شمال شرقي سورية، في وقت بحث فيه التطورات في إدلب هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووصف الاتفاق مع واشنطن بشأن المنطقة الآمنة بأنه «تحرك صائب»، قائلا إن «أنقرة لن تسمح بتأجيله».

وأضاف إردوغان، في تصريحات لمجموعة من الصحافيين الأتراك أثناء رحلة عودته من موسكو التي زارها الثلاثاء، نشرت الخميس، أن الاتفاق الذي توصلنا إليه مع الولايات المتحدة هو التحرك الصائب نحو إقامة منطقة آمنة وإجلاء وحدات حماية الشعب من منطقة شرق الفرات.

وتابع أن تركيا لن تقبل بتأجيل الخطة، كما حدث مع اتفاق خريطة الطريق في منبج المبرم العام الماضي مع واشنطن لإخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب من مدينة منبج في غرب الفرات، والذي اتهمت أنقرة واشنطن بالمماطلة في تنفيذه. مضيفا: «كل القوات (التركية) وناقلات الجند على الحدود. نحن في وضع يمكننا من فعل كل شيء في أي لحظة». (في تهديد ضمني بشن عملية عسكرية في منبج وشرق الفرات ما لم يتم تنفيذ اتفاق المنطقة الآمنة).

وأعلنت وزارة الدفاع التركية الأسبوع الماضي افتتاح مركز العمليات المشتركة للمنطقة الآمنة المقترحة وبدء تشغيله بكامل طاقته، بموجب اتفاق تم التوصل إليه خلال مباحثات وفدين عسكريين تركي وأميركي في أنقرة في 7 أغسطس/ آب الجاري.
وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي لتحالف قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة في ظل تحالف بينهما في الحرب على تنظيم "داعش"، بينما تصنف تركيا الوحدات الكردية «منظمة إرهابية»، وتريد أن تنفرد بالسيطرة على منطقة آمنة بعمق نحو 40 كيلومترا خالية تماما من عناصر الوحدات الكردية لكن الولايات المتحدة ترفض ذلك وتعمل على صيغة تلبي الاحتياجات الأمنية لتركيا وتضمن في الوقت ذاته وضع الوحدات الكردية الحليفة.

واتفق إردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي بينهما ليل الأربعاء - الخميس، على التعاون لحماية المدنيين الذين يتعرضون للهجمات في سورية.

وجاء الاتصال الذي أجراه إردوغان مع ترامب بعد يوم واحد من زيارة «عاجلة» لإردوغان إلى موسكو لإجراء مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين بشأن التطورات الأخيرة في إدلب وتقدم قوات النظام فيها بدعم روسي، وهو ما وضع نقاط المراقبة التركية التي أنشئت في إطار اتفاق أستانة بشأن منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سورية، تحت التهديد وجدد مخاوف تركيا من اندلاع موجة نزوح ضخمة إلى حدودها الجنوبية مع سورية، في الوقت الذي بدأت فيه توجها نحو إعادة السوريين إلى بلادهم.

اقرأ  أيضًا:

أحزاب شمال شرق سورية تُحذِّر من عواقب أي عملية عسكرية تركية

وبحسب بيان صدر عن دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، تناول الرئيسان التركي والأميركي علاقات البلدين، ومستجدات الأوضاع في سورية، واتفقا على مواصلة التعاون من أجل حماية المدنيين ومنع وقوع أزمات إنسانية جديدة.

وحذّر إردوغان في اتصال هاتفي مع بوتين سبق زيارته لموسكو من كارثة إنسانية بسبب هجمات النظام في إدلب، وأعلن عقب مباحثاتهما أن تركيا لن تبقى صامتة إزاء استهداف النظام لجنودها في نقاط المراقبة في إدلب، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هذه الهجمات تعيق التزامها بمسؤولياتها بموجب اتفاق سوتشي الموقع مع روسيا في سبتمبر/ أيلول 2018 بشأن إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح للفصل بين قوات النظام والمعارضة المدعومة من أنقرة في إدلب.

قد يهمك أيضًا:

الحكومة السورية تُشكِّل لجنة لمتابعة تنفيذ توصيات مجموعة إصلاح القطاع العام

قوَّات الحكومة السورية وروسيا تُواصل قصف شمال خان شيخون الاستراتيجية