وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت

أظهر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، تقييما متفائلا لفرص المحادثات السياسية ووقف إطلاق النار في الحرب الأهلية اليمنية المستمر منذ أربع سنوات، بعد أن أسفرت زيارته إلى المملكة العربية السعودية، بإعلان موافقتها على السماح بإجلاء بعض جرحى "المتمردين الحوثيين" الى سلطنة عًمان لتلقي العلاج هناك .

ووفقا لصحيفة الـ"غارديان" البريطانية،  قال هانت، في بيان، أمس الثلاثاء، إن "فرص إجراء محادثات لإنهاء الحرب في اليمن صارت أكثر واقعية بعدما أكدت السعودية له استعدادها لإجلاء 50 مقاتلا حوثيا جريحاً الى مسقط للعلاج، في إجراء لبناء الثقة". وأضاف هانت، أن "المقاتلين الجرحى هم أكبر مشكلة كانت تواجه الجولة السابقة من محادثات السلام  التي جرت في اكتوبر /تشرين الاول، وأن الانفراجة الواضحة قد تمهد الطريق لمفاوضات جديدة، والمرجح أن تعقد في السويد".

وتوقعت وزارة الخارجية البريطانية أن يقوم المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث، بإخبار مجلس الأمن الدولي يوم غد الجمعة بشأن جهوده لتأمين المحادثات ، بما في ذلك العديد من إجراءات بناء الثقة التي يتعين على كلا الطرفين اتخاذها. ورحب هانت بوقف إطلاق النار وإعلان الهدنة في القتال في اليمن ، الذي جاء بعد مقتل أكثر من 150 شخصًا على مدار 24 ساعة، في الوقت الذي دعمت فيه قوات التحالف العربي الجيش اليمني في قتال الحوثيين للاستيلاء على ميناء الحديدة الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر.

و قالت وزارة الخارجية: لقد "وافق التحالف الذي تقوده السعودية على إجلاء الجرحى الحوثيين من اليمن ، والذي كان إحدى العقبات الرئيسية أمام محادثات جنيف الدولية في سبتمبر/أيلول الماضي". وأضافت: "ستسمح قوات التحالف الآن للأمم المتحدة بالإشراف على إجلاء الحوثيين الجرحى، وععدهم يصل إلى 50 مقاتلاً جريحاً ، إلى عُمان قبل جولة أخرى مقترحة من محادثات السلام في السويد في وقت لاحق من هذا الشهر".

وقد منع السعوديون مجموعة مماثلة من 50 مقاتلاً حوثياً من مغادرة اليمن قبل محادثات السلام المقررة في جنيف في الشهر الماضي ، مما دفع الحوثيين إلى رفض الحضور وإجبار غريفيث على التخلي عن جهوده. وقال غريفيث إنه رحب بتقارير وقف القتال في اليمن ، لا سيما في مدينة الحديدة.

وأضاف: "أدعو جميع أطراف النزاع إلى التحلي بضبط النفس المستمر.. لقد عانى شعب اليمن بما فيه الكفاية. وأنا على ثقة من أن جميع الأطراف مستعدة للعمل على إيجاد حل سياسي وأشجع من خلال المشاركة البناءة التي نتلقاها من جميع الأطراف ... ونحن في وضع يمكّننا من المضي قدمًا ".

يذكر أنه خلال زيارته إلى الرياض وأبو ظبي يوم الاثنين الماضي، التقى هانت العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ، بالإضافة إلى قادة من الإمارات العربية المتحدة واليمن. وقال هانت: "تبقى الدبلوماسية والتفاوض السبيلين الوحيدين لإنهاء النزاع ، وشجعني أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أظهرتا دعمهما لعملية السلام في الأمم المتحدة".

وقالت وزارة الخارجية إن هانت أجرى "مناقشات بناءة بشأن مسارات تحقيق الهدنة والحد من التوترات ، وكان من الواضح أن كلا الطرفين بدآ اجراءات بناء الثقة".

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريس ، يوم الاثنين من "وضع كارثي" محتمل إذا تم تدمير ميناء الحديدة. وقال "يجب أن يتوقف القتال ويجب أن يبدأ النقاش السياسي وأن نعد استجابة إنسانية ضخمة لتجنب أسوأ مجاعة يشهدها العالم في العام المقبل."

وقد تمت السيطرة على الحديدة من قبل المتمردين الحوثيين عام 2014 عندما اجتاحوا العاصمة صنعاء ، ثم وصولوا الى معظم أنحاء البلاد. ودخل الائتلاف الذي تقوده السعودية في العام التالي اليمن واستعادت القوات الموالية للحكومة تقريباً كل الجنوب ومعظم ساحل البحر الأحمر.