مجلس الأمن يجتمع في ريف السويد لحل الأزمة السورية

اجتمع أعضاء مجلس الأمن الدولي، السبت، في مزرعة نائية على الطرف الجنوبي للسويد في مسعى لتخطّي انقسامات عميقة بينهم بشأن إنهاء الأزمة السوري، ومِن المنتظر أن تتصدّر سورية الأجندة عندما يعقد أعضاء مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وذلك في اللقاء السنوي الذي كان يقام في العادي بجزيرة لونغ القريبة من نيويورك، لكن الأمم المتحدة وافقت على دعوة لزيارة السويد وهي حاليا عضو في المجلس.

المنطقة الهادئة تعجّ بالمسؤولين والصحافيين
خرج صوت مثير من "باكاكرا" وهي مزرعة سويدية تقليدية، محاطة بأربعة أضلاع خشبية، وتطلّ على منزل زراعي وعلى ساحل مغمور وسط الزهور الأرجوانية، لكن هذا المكان السلمي من مدينة أويتيرلن، في الركن الجنوبي الشرقي لمقاعة سكاين السويدية، سيشهد ضجيجا السبت، لذهاب ضباط الأمن المتخصصين والدبلوماسيين والصحافيين إلى هناك، في الوقت الذي يجتمع فيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في معتكفه السنوي.
ويحتوي المنزل على ست نوافذ صغيرة تم بناؤها داخل جدران البيت الأبيض، وفي الداخل من الصعب رؤية كيف يجلس المثثلين الـ15 للمجلس، والـ10 مسؤولين من الأمم المتحدة بداخله.
وفي حديثه في نيويورك قبل رحيله إلى السويد، بدا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، قلقا من إجباره على الاقتراب من نظرائه من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وشهد الأسبوع الذي بدأ فيه الاجتماع، اتهامات الجانبين لبعضهما البعض بالكذب بشأن الهجوم الكيماوي في سورية، وقال نيبنسيا "سأرى كيف يشعرون بشأن التعامل معي بعد كل ما حدث".

المنزل يخصّ الراحل داغ همرشولد
وإذا ما تصاعدت التوترات الدبلوماسية، فإن الطريقة السهلة للهروب ستكون دائرة التأمل التي تبعد 300 متر والتي بناها داغ همرشولد، الأمين العام السويدي السابق للأمم المتحدة، والذي قُتل في حادث تحطم طائرة في ظروف غير معروفة في زامبيا عام 1961.
اشترى همرشولد المزرعة قبل وفاته بأربعة أعوام، ولهذا السبب تختارها السويد مقرا لكبرا الدبلوماسيين في العالم، حيث الذهاب إلى عمق الريف، وبعد عملية تجديده الأخيرة، أُعيد افتتاح المنزل في شهر مايو/ آيار، ووصفته كارين إيرلاندسون، المديرة المسؤولة عن التجديد بأنه مخصص للمؤتمرات الحصرية للشركات والمنظمات الحصرية التي تشارك داغ في مبادئه.
من جانبها، قالت مارغوت ولستروم، وزيرة الخارجية السويدية في مؤتمر صحافي الجمعة، إنها تأمل في أن يكون وجود كتب والأثاث المنزلي لهمرشولد في المنزل، مصدر لأعضاء المجلس اليوم، ومضيفة "كان شخصا شجاعا للغاية ذا صلة وثيقة بمجلس الأمن".

القضية لن تحلّ بسهولة
وأصيب المجلس بالشلل بسبب الخلافات الشديدة في الاجتماعات الستة التي عقدها منذ الهجوم بالأسلحة الكيماوية على دوما في ريف دمشق في 7 أبريل/ نيسان. ولفتت وولستروم" لا أعتقد بأن أي شخص يجب أن يكون لديه أي توقعات مبالغ فيها بأن يتم حل القضية بأكملها هنا، ستأخذ وقتا، ما نأمله هو توفير فرصة لهم في أن يكون لديهم وقت للاسترخاء والقيام بذلك بطريقة غير رسمية تسمح بها مثل هذه البيئة".

ومِن المتوقع أيضا أن يناقش المجلس قضية اللاجئين ومستقبل جهود حفظ السلام الخاصة بها، وقالت السفيرة البريطانية كارين بيرس إنها تأمل أن يبدأ التراجع على الأقل بعملية سياسية يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق السلام في سورية، مضيفة "هذا هو الشيء الأكثر أهمية، آمل أن يتمكن التراجع من إحراز تقدم في هذا الشأن".
وقال غيل وغان، وهما من السكان المحليين للمنطقة السويدية الريفية، إن طعم ريف أوسترلن قد يساعد بالفعل نيبنسيا ونظيرته الأميركي نيكي هالي على الخروج من خلافاتهما، وربما سيكون لديهما المزيد من الأفكار اللطيفة هنا.​