منظمة "أوبك"

يتوقع بعض الخبراء ارتفاع أسعار النفط في الفترة المقبلة، نظرًا للعديد من المتغيرات على الساحة الدولية، والتي من بينها اختفاء الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، وكذلك تلميح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بضرورة خفض "أوبك" لأسعار النفط.

سعر البرميل نحو 100 دولار

لا يمكن تصور ذلك قبل سنوات قليلة، أن يصل سعر النفط قريبًا إلى 100 دولار للبرميل، ولكن أسباب ذلك متعددة، حيث إن الجزء الثاني من العقوبات الإيرانية التي تلوح في الأفق في نوفمبر / تشرين الثاني، تواجه مشاكل العرض في الولايات المتحدة، ونقص الطاقة الاحتياطية من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وبعض المشاركين في سوق النفط الخام يراهنون على أن أسعار الذهب الأسود قد تتجه إلى 100 دولار، وهو سعر غير مرئي منذ عام 2014.

وقال روب تامل، المدير الإداري ومدير المحافظ في شركة "تورتيوز" للاستثمار في مجال الطاقة "لا يوجد في الواقع أي هامش للخطأ في الأسواق العالمية الآن، ويبدو أن الأسواق لا تعاني من نقص في المعروض، ولكن لم يعد لدينا الكثير من النفط" , وحتى وقت قريب من عام 2016، أدى إنتاج أوبك الزائد وارتفاع إنتاج الصخر الزيتي في الولايات المتحدة إلى تخمة نفطية، دافعين بذلك أسعار خام برنت القياسي وأسعار النفط الخام غرب تكساس إلى أقل من 30 دولارًا، وأدى ارتفاع الطلب العالمي ومستويات الإنتاج المعتادة إلى ارتفاع الأسعار إلى مستوياتها الحالية التي تبلغ 84 دولارا للبرنت، و 74 دولارًا في خام غرب تكساس، وهو أعلى مستوى خلال ما يقرب من أربع سنوات.

وتراجعت أسعار النفط بشدة هذا الأسبوع مع هبوط أسواق الأسهم، وأظهرت الأرقام مخزونات أكبر من النفط في الولايات المتحدة مما كان متوقعًا، ولكن التجار يراهنون بشكل متزايد على ارتفاع أسعار النفط، فوفقًا لبيانات من مجموعة CME، ارتفع عدد الصفقات المتداولة على 100 دولار للبرميل في الأسبوع الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 31 ألف، واعتبارًا من يوم الأربعاء، فإن العدد الحالي للصفقات المفتوحة سيكون تحت هذا المستوى.

الضغط الأميركي على إيران

ويأتي الكثير من الضغط على أسعار النفط من واشنطن، إذ في مايو/ أيار، انسحب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وأعاد فرض العقوبات وحظر ثالث أكبر عضو في منظمة "أوبك" من بيع النفط الخام، هذه العقوبات تدخل حيز التنفيذ في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، ويقول ثوميل إن ما يصل إلى مليوني برميل يوميًا من النفط الخام الإيراني قد يكون خارج السوق، وهو ما يأتي في وقت ينتج فيه أعضاء آخرون في أوبك مثل فنزويلا جزءًا صغيرًا مما يمكنهم ضخه، أما المملكة العربية السعودية هي أيضًا محددة بمقدار ما يمكن أن تزود به.

وقال اميل فان ايسن، المدير التنفيذي لصندوق الطاقة وكبير مسؤولي الاستثمار " إنه لا أحد يعتقد أن الولايات المتحدة ستضغط على إيران مثلما فعلت" , ويمكن أن تمتد الخلافات المحتملة مع السعودية بشأن اختفاء الصحافي جمال خاشقجي إلى النفط، على الرغم من أن المحللين يقولون إنه لا توجد مؤشرات على ذلك.

وأكد دانييل غالي، محلل السلع الأساسية في TD للأوراق المالية أن الولايات المتحدة لديها أيضًا مشاكلها اللوجستية والاقتصادية الخاصة، حيث القيودعلى  خط الأنابيب في حقل النفط الصخري الأعلى في الولايات المتحدة، وهو حوض بيرميان في تكساس، وبسبب الاختناق، فإن شركات الحفر هناك تحصل على حوالي 15 دولارا للبرميل أقل من النفط البريمي في مقابل مؤشر WTI، وهو ما يعني أنها لا تستفيد من ارتفاع الأسعار , وأضاف غالي "إذا كان هناك إزعاج عالمي آخر في العرض، فإن 100 دولار للبرميل أمر غير وارد على الإطلاق".

تغريدة ترامب تثير الجدل

ووافق جيسون بلوم، الخبير الاستراتيجي العالمي لصناديق البورصة في إنفيسكو، على أن ارتفاع السعر إلى 100 دولار أمر ممكن، لكن الارتفاع سيكون مؤقتًا فقط ، قائلًا إن الوضع الحالي للعرض والطلب لا يستحق 100 دولار , ومع ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أربع سنوات، طلب بعض الزعماء العالميين من المنتجين المزيد من النفط، وفي يوم الأربعاء حث رئيس الوكالة الدولية للطاقة أوبك وغيرهما من كبار منتجي النفط على فتح السبيحات لمنع ارتفاع الأسعار من الإضرار بالاقتصاد العالمي , وبالطبع، فإن التغريدة التي نشرها ترامب، أثارت الشكوك، وهو يلقي باللوم على "أوبك" بسبب ارتفاع أسعار النفط، على الرغم من إجبار النفط الإيراني على الخروج من السوق بسبب العقوبات الأميركية، حيث أوبك على تخفيض الأسعار.