أدلة من "العصور المظلمة" تثبت وجود "الكوكب التاسع" المفترض

سجل علماء الفلك الأنجلوسكسون مسارات من الغبار والغاز في سماء الليل، قد تقدم دليلا على وجود الكوكب التاسع الغامض، حسب ما يدعي أكاديميون في جامعة كوينز.

ويعتقد الخبراء أن صور المذنبات التي تم رصدها في "العصور المظلمة" ستقدم المزيد من الأدلة حول مكان الجسم السماوي الافتراضي.

ولطالما ناقش العلماء ما إذا كان هذا الكوكب الذي يطلق عليه اسم الكوكب التاسع موجودا على حافة نظامنا الشمسي. ويعتقد علماء الفلك أن وجود الكوكب المزعوم، الذي يرجح أنه يعادل 10 أضعاف كتلة كوكب الأرض، يفسر الطريقة الغريبة لتحرك الأشياء في الفضاء.

ويشير الخبراء إلى أن حسابات علماء الفلك الأنجلوسكسون، إلى جانب التقنيات العلمية الحديثة، يمكن استخدامها للتحقق من آثار الكوكب التاسع.

ومن خلال المزج بين المناهج التاريخية والعلمية، يأمل الخبراء في الكشف عن نتائج جديدة، حيث لا يعتقد هؤلاء الخبراء أن الجرم السماوي هو الكوكب الافتراضي " نيبيرو"، الذي يشار إليه أيضا باسم "الكوكب التاسع"، والذي يقول أصحاب نظريات المؤامرة بأنه قد يؤدي إلى نهاية الحياة على الأرض.

وقالت الدكتورة ماريلينا سيزاريو من مدرسة الفنون واللغة الإنجليزية واللغات في جامعة كوينز: "يرجعنا هذا المشروع البحثي إلى التفكير في معنى وأهمية العلوم في العصور الوسطى، ويوضح كيف يمكن لسجلات القرون الوسطى حول المذنبات، أن تساعد في إثبات نظرية وجود الكوكب التاسع (المراوغ)".

وأضافت سيزاريو، أن دراسة سجلات المذنبات في النصوص الإنجليزية واللاتينية والإيرلندية والروسية القديمة، تهدف إلى إظهار أن الأشخاص في أوائل العصور الوسطى، والتي يشار إليها عادة باسم "العصور المظلمة"،  قاموا بالفعل بتسجيل ملاحظات فلكية حقيقية تعكس اهتمامهم بعلم الكون وفهم السماوات.

وجاء أقرب وصف للجرم السماوي في إنجلترا في عام 891 في عهد ألفريد الكبير، ثم تم تصويره في "نسيج بايو" الشهير في القرن 11، وهو ما اعتبر في التاريخ الأنجلوسكسوني "علامة في السماء لم يسبق رؤيتها من قبل"، وأصبح يُفهم على أنه نذير يبشر بإنهاء الأسرة الإنجليزية على أيدي النورمان.

ويعتقد علماء الفلك أن مدارات عدد من الأجسام في المناطق النائية من النظام الشمسي قد تعطلت بسبب سحبها من قبل كوكب مجهول، وقد استخدم هذا الكوكب الغريب لأول مرة من قبل مجموعة تسمى "CalTech" في الولايات المتحدة لشرح المسارات المشوهة في الأجسام الجليدية البعيدة.

ولكي يتلاءم مع البيانات الموجودة لديهم، يجب أن يكون هذا العالم الغريب المعروف باسم "الكوكب التاسع"، أربعة أضعاف حجم الأرض وعشرة أضعاف كتلتها، ويقول الباحثون إن جسما بهذا الحجم والكتلة سيشرح المسارات العنقودية لعدد من الكواكب الصغيرة الجليدية خارج نبتون.

ويستند الكوكب التاسع المفترض إلى قوة الجاذبية التي يمارسها على الأجسام من حوله، ويثق الفلكيون في أنهم سيعثرون عليه في السنوات المقبلة.

وأضاف عالم الفيزياء الفلكية والخبير في المذنبات والنظام الشمسي في جامعة كوينز، الدكتور بيدرو لاسيردا: "من الرائع أن نتمكن من استخدام بيانات عمرها ألف سنة تقريبا للتحقق من النظريات الحالية، بالنسبة لي، هذ واحد من أروع جوانب مشروعنا". وأوضح أن "أي إشارة قوية إلى أن الكوكب التاسع يتناسب مع مشاهد المذنب المسجلة في العصور الوسطى، ستكون نتيجة فريدة وسيكون لها بالتأكيد تأثير ملحوظ على فهمنا للنظام الشمسي".