السعادة المطلقة

كشفت دراسة هي الأطول من بين الدراسات العلمية، عن واحدٍ من أهم أسباب السعادة على الإطلاق غير المال والنجاح المهني والتوسع في الثروة، التي يحرص الغالبية من الناس على تحصيلها.  وذكرت الدراسة الممتدة منذ 80 عامًا، والتي أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية الشهيرة، أن أحد أهم أسباب السعادة لا يأتي من المادة أو الكسب أكثر، ولكن لأسباب كلها غير مادية. 

وبحسب الدراسة التي تعد واحدة من أطول الدراسات التي تشمل البشر في العالم والتي استمرت على مدى ثمانين عاما، فإن "الأصدقاء الجيدين" أكثر مدعاة للشعور بالسعادة، مقارنة بالمال والنجاح.

بدأت الدراسة عام 1938، في ذروة الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم وعُرفت باسم "الكساد الكبير"، وأثبتت وجود رابط قوي بين العلاقات بالأصدقاء والسعادة، وما يترتب على ذلك من تحسن الحالة الصحية. وحسب صحيفة "هارفارد جازيت"، فإن الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي؛ ورئيس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" بن برادلي؛ كانا بين المبحوثين.

وشملت الدراسة أسئلة عن الحياة العامة، بما في ذلك الحالة الصحية والمسيرة المهنية والزواج. وقالت صحيفة "ديلي ميل": لقد توصلت الدراسة إلى أن الأصدقاء الجيدين لعبوا دورًا في حماية الناس من التدهور العقلي والجسدي، مقارنة بالطبقة الاجتماعية ومستوى الذكاء".

وقال مدير البحث الطبيب النفسي في مستشفى ماساشوستس، روبرت والدينجر: "الاكتشاف المفاجئ هو أن علاقاتنا وسعادتنا بها لديها تأثير قوي في صحتنا أيضًا. الاعتناء بالجسد مهم، لكن الاعتناء بالعلاقات نوع من الاهتمام بالنفس أيضًا".