سنة دراسية إضافية

كشفت دراسة جديدة أن سنة واحدة إضافية فقط من التعليم يمكنها أن تزيد من معدل ذكائك لبقية حياتك، بما يصل إلى خمس نقاط، وستظل تأثيرات ذلك ترافقك طوال الفترة المتبقية من حياتك, كما يدعي العلماء وفقًا لدراسة جديدة.

ويؤكد الباحثون من شئخلال الدراسة التي نُشرت في مجلة "Psychological" أن النتائج الأخيرة هي أوضح دليل حتى الآن على أن التعليم يثير الذكاء، ووصف التغيير بأنه "صغير لكنه ملحوظ"، كما يدحض ذلك الأسطورة الشائعة بأن الذكاء غير قابل للتغيير بعد الولادة.

- الذكاء يؤثر على جميع جوانب القدرة العقلية
وتم تسجيل الزيادة في الذكاء في جميع جوانب القدرة العقلية، مع التفكير المنطقي، والمعرفة الواقعية، والذاكرة، كل ذلك كلما زاد طول المدة التي يقضيها الشخص في التعليم, وأجريت هذه الدراسة من قبل جامعة ادنبره وجامعة تكساس, حيث قام باحثون من الجامعات بفحص ما مجموعه 42 مجموعة بيانات من 28 دراسة سابقة، مما أدى إلى الحصول على معلومات بشأن 615,812 فردًا.

وأظهرت البيانات وجود صلة واضحة بين درجة الاختبار النهائية للفرد، ومقدار الوقت الذي يقضيه في التعليم, ووفقًا للدراسة، فإن متوسط التحسن في معدل الذكاء لدى الشخص بعد قضاء عام إضافي في التعليم كان 3.4 نقطة ذكاء, ويبلغ متوسط معدل الذكاء نحو 100، مع قبول جمعية منسا "والتي تعتبر أشهر وأقدم جمعية تضم الأفراد ذوي نسبة الذكاء المرتفعة" للأشخاص الذين لديهم حد أدنى من الذكاء 130، وأي شخص يزيد عن 140 يعتبر على نطاق واسع "عبقريًا".

وجدوا أن التأثيرات طويلة الأمد
وقال الدكتور ستيوارت ريتشي من جامعة أدنبره "إن النتيجة الأكثر إثارة للدهشة هي الكيفية التي تبدو عليها تلك التأثيرات هي طويلة الأمد, "يبدو أن هناك شيئًا مفيدًا بشأن هذا الدعم التعليمي على مدار العمر "وهذا يدحض مفهوم شائع أن معدل الذكاء غير قابل للتغيير على نحو ما.

وكان على الباحثين أن يعوضوا مستوى الذكاء الطبيعي للشخص, فلو لم يتم ذلك، لأظهرت النتيجة أن الأشخاص الأكثر ذكاءً سيبقون في المدرسة لفترة أطول، مما يعني أنهم سيحصلون على معدل ذكاء أعلى, ولقد تمكنت الدراسة الأولى من الدراسات الثلاث من تفسير ذلك باستخدام بيانات المشاركين على مدى فترة زمنية طويلة، بما في ذلك قياسات الذكاء التي تم الحصول عليها قبل وبعد إكمال تعليمهم.

زيادة التعليم الأساسي عامين أدى لزيادة في درجات معدل الذكاء
واستفادت الدراسة الثانية من "التجارب الطبيعية" في شكل تغييرات في السياسات تتطلب أن يبقى الأطفال في التعليم لفترة أطول, على سبيل المثال، في ستينيات القرن العشرين، دخلت السياسة النرويجية حيز التنفيذ، مما زاد من متطلبات التعليم الأساسي لمدة عامين, ولقد أثار هذا الإجراء زيادة في درجات معدل الذكاء في جميع أنحاء البلاد، كما يدعي الباحثون.

ونظرت الدراسة الثالثة أخيرا، إلى أطفال من أعمار متشابهة، لكن تبعًا لتواريخ ميلادهم, ويلاحظ الباحثون أن كل نوع من أنواع الدراسة لديه نقاط قوة ونقطة ضعف، وتثير النتائج العديد من الأسئلة الجديدة التي سيتعين على البحوث المستقبلية معالجتها, وقالوا "ستكون الخطوة التالية الحاسمة هي الكشف عن آليات هذه الآثار التعليمية على الذكاء من أجل إعلام السياسات والممارسات التعليمية".