الصحفي السعودي جمال خاشقجي

كشف مسؤول تركي رفيع عن إرسال المملكة العربية السعودية خبيرين في الكيمياء والسموم إلى قنصليتها في إسطنبول في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي لإزالة الأدلة ومعالم الجريمة".

وجاءت تصريحات المسؤول التركي لـ"بي بي سي" تأكيدًا لتقرير نشرته صحيفة الصباح التركية اليومية زعم أن السعودية قد أرسلت المختص الكيميائي أحمد عبد العزيز الجنوبي وخبير السموم خالد يحيى الزهراني ضمن وفد وصل إلى إسطنبول "لإزالة الأدلة

وقالت الصحيفة "إن لديها معلومات تفيد بتوجّه الخبيرين إلى القنصلية العامة في إسطنبول، وكانا يترددان عليها وعلى مقر إقامة القنصل لمدة أسبوع كامل بدءً من 12 إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول".

وأشارت إلى أنهما أقاما في فندق فاخر في منطقة بشكتاش بالقرب من القنصلية، وأنهما غادرا تركيا في 20 أكتوبر/تشرين الأول.

وكانت السلطات السعودية أقرت بمقتل خاشقجي الشهر الماضي، ولكن تباينت تفسيراتها لملابسات مقتله.

ويعتقد المحققون الأتراك أن جسده قد قُطّع حتى الموت واتلفت أشلاؤه.

وقدم اثنان من أبناء خاشقجي، في مقابلة مع محطة سي أن أن التلفزيونية الأحد، مناشدة من أجل الحصول على جثة والدهما لدفنها,وقال صلاح خاشقجي كل ما نريده الآن دفنه في مقبرة البقيع في المدينة بحضور بقية العائلة".

وأضاف "تحدثت بشأن ذلك مع السلطات السعودية، وأمل أن يتم ذلك سريعًا".

وقتل خاشقجي، الذي عرف بانتقاده للقيادة السعودية الحالية، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من اكتوبر/تشرين الأول أثناء مراجعته لها من أجل الحصول على وثائق مطلوبة لزواجه.

وتزامن آخر التقارير عن مقتل خاشقجي في اليوم نفسه مع كلمة لمندوب السعودية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أبلغت الرياض فيها المجلس الأممي بأنها تحقق في مقتل خاشقجي بهدف "مقاضاة مرتكبي الحادث".

وقال رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية، بندر العيبان أمام المجلس الاثنين إن "الملك سلمان أصدر تعليماته إلى النائب العام بالتحقيق في القضية وفق القوانين المعمول بها وتقديم الجناة إلى العدالة".

واعتقلت السلطات السعودية حتى الآن 18 شخصا تقول إن لهم صلة بمقتل خاشقجي.

وتطالب تركيا بتسليمهم لها لمحاكمتهم في إسطنبول، بيد أن السعودية ظلت تؤكد أنهم سيحاكمون داخلها.

وتغيّر الرواية السعودية الرسمية لما وقع لخاشقجي مرات عدة منذ الإعلان عن اختفائه.

و قالت إنه غادر القنصلية حيًا ولم يمس بأذى، ثم عادت لتقر بموته في مشاجرة بالأيدي، ثم بات المسؤولون يصفون موته بـ "الجريمة" المخطط لها

وأكّدت وسائل إعلام أميركية أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، "وصف خاشقجي بأنه إسلامي خطير".

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الأمر بقتل خاشقجي جاء من "أعلى المستويات في الحكومة السعودية"، بيد أنه أكد في الوقت نفسه على روابط "الصداقة" مع السعودية، مشددًا على أنه لا يعتقد أن للملك سلمان أي صلة بالقضية.

وقال عرفان فيدان، المدعي العام في اسطنبول ، الذي يقود فريق التحقيق في القضية، الأسبوع الماضي، إنه يعتقد أن الصحفي "قد قطع حتى الموت مباشرة" بعد دخوله مبنى القنصلية في 2 أكتوبر/تشرين الثاني، ثم قطعت أوصال جثته واتلفت.

وكان فريق التحقيقات التركي قد دخل القنصلية في 15 أكتوبر/تشرين الأول وتفتيشها، غير أنه لم يحصل على الإذن بتفتيش منزل القنصل إلا بعد يوم 17 من الشهر نفسه.

ونفت السعودية صحة هذه التقارير التي نُشرت في صحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز".

ولم يعثر على جثة خاشقجي حتى الآن، وقال ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي إنه يعتقد أن جثة الصحافي قد أذيبت في الحمض بعد تقطيعها.

وأضاف أن "الاستنتاج المنطقي الوحيد هو أن من قتلوا الصحفي السعودي في إسطنبول شوهوا جثته حتى لا يتركوا أثرا".

وأقيم حفل تأبيني لخاشقجي الجمعة في مدينة واشنطن حيث كان يقيم في منفى اختياري قبل مقتله.