استدعاء نصف مليون سيارة

كشف رصد إحصائي لـ «البيان الاقتصادي » أمس عن استدعاء نحو نصف مليون سيارة خلال العامين الماضيين لدواعي الأمن والسلامة وتركزت عمليات الاستدعاء على إصلاح عيوب فنية متنوعة كما شملت حملات الاستدعاء التي زاد عددها عن أكثر من 300 حملة سيارات جميع المصنعين العالميين الكبار دون استثناء أحد وهيمنت على عمليات الاستدعاء السيارات التي تعود لموديلات السنوات 2016 -2018.

وكشفت تقارير الاستدعاء التي تصدرها وزارة الاقتصاد ووكلاء السيارات في الدولة على موقع الوزارة على الإنترنت (استدعاء المركبات) أن إجمالي السيارات المستدعاة خلال الفترة من مايو 2016 إلى أبريل 2018 بلغ 492 ألف و244 سيارة منها 136 ألف و832 سيارة تم استدعاؤها خلال الفترة من مايو 2016 إلى يناير 2017 و242 ألف و734 سيارة خلال الفترة من يناير 2017 إلى ديسمبر 2017 و95 ألفاً و678 سيارة خلال الفترة من يناير 2018 إلى 15 أبريل 2018 بمتوسط شهري يزيد على 17 ألف سيارة مستدعاة خلال العامين.

300 حملة

وأوضح الرصد أن حملات الاستدعاء التي زادت على 300 حملة شملت 201 طرازاً لسيارات جميع المصنعين العالميين دون استثناء، واحتلت سيارات مرسيدس الترتيب الأول بين العلامات التجارية الكبرى المستدعاة يليها سيارات علامة نيسان وفولكس فاجن ولم يسلم العملاق الياباني «تويوتا» من حملات الاستدعاء حيث استدعت الوزارة موديلات لسيارات تويوتا أفانزا وكورولا وياريس، كما شملت عملية الاستدعاء سيارات كيا الكورية وفورد الأميركية.

ويكشف التحليل أن موديلات أعوام من 2016 إلى 2018 كانت الأكثر استدعاء لسيارات عمالقة تصنيع السيارات، واستحوذت هذه الموديلات على 70.2% من إجمالي عدد السيارات المستدعاة العامين وتصدرت مرسيدس بنز أحدث السيارات تصنيعاً (موديلات 2017 و2018) تليها طرازات فورد الأميركية ثم طرازات فولكس فاجن الألمانية.

وكشف الرصد الإحصائي أن الفترة من أغسطس 2018 إلى منتصف أبريل 2018 شهدت استدعاء 67 موديلاً للسيارات، منها 60 موديلاً لأعوام ما بين 2016 إلى 2018 و3 موديلات لأعوام ما بين 2015 إلى 2010 و4 موديلات لأعوام ما بين 2005 إلى 2008 وحصلت سيارات مرسيدس على أعلى عدد موديلات مستدعاة خلال هذه الفترة بعدد 9 موديلات تليها سيارات فورد الأميركية 7 موديلات وشيفروليه الأمريكية 5 موديلات ومازدا اليابانية 5 ولاند روفر 4 موديلات وبريوس هايلوكس (تويوتا) 3 وجاكوار 3 وهوندا 3 موديلات.

ولم تفرق حملات الاستدعاء بين السيارات الفارهة والسيارات الشعبية فالكل في العيوب سواء، وتصدرت سيارات نيسان صني وباجيرو وسوزوكي سويفت السيارات الشعبية خاصة خلال شهر أبريل 2017 بينما تصدرت سيارات جاكوار ولامبورجيني أفننتادور ومازيراتي سيارات النخبة خلال مارس ويناير 2017.

6 أسباب

ووفقاً لتقارير الوزارة فإن هناك 6 أسباب لاستدعاء السيارات تشمل إصلاح عيوب ميكانيكية، إصلاح عيوب فنية، دواعي وقائية، أسباباً متعلقة بالسلامة، وجود عمليات سحب للسيارة خارج الدولة، إعلان الشركة المصنعة عن حملة سحب السيارة.

وضمت حملات الاستدعاء عيوباً فنية خطيرة وأخرى بسيطة، وتمثلت العيوب الخطيرة في وجود خلل في نظام الحركة الأتوماتيكي وتسربات مستمرة في الزيت وخزانات الوقود وعيوب قاتلة في العجلات الأمامية وعيوب في وسادات هواء السائق والركاب، بينما تواجدت العيوب الفنية الأقل ضررا في اهتزاز مرآة السائق وإعادة برمجة قفل أبواب السيارات.

وشدد الدكتور هاشم النعيمي مدير إدارة حماية المستهلك في الوزارة على إيجابيات عمليات استدعاء السيارات مؤكداً أنها تستهدف سلامة وأمن المستهلك أولاً وأخيراً وتتم بالتعاون مع مصنعي السيارات ووكلائهم داخل الدولة والجهات المختصة.

وشدد على أن الوزارة تتابع عمليات استدعاء وسحب السيارات المعيبة يومياً مع وكالات السيارات والشركات التجارية المحلية، وترصد شكاوى المستهلكين، وتنسق مع الدوائر الاقتصادية المحلية لمراقبة التزام وكالات السيارات بإصلاح العيوب، كما تطبق الوزارة إجراءات صارمة ضد الوكالات المخالفة وتفرض عليها عقوبات تصاعدية تصل إلى إغلاق الوكالة وتحويل المخالفة إلى القضاء، كما أن المادة 10 من اللائحة التنفيذية لقانون حماية المستهلك تلزم وكلاء السيارات بسحب السيارات المعيبة لإصلاحها فوراً.

تكنولوجيا متطورة

ويؤكد فادي غصين المدير الحالي لمكتب التسويق العالمي لشركة نيسان في اليابان مدير التسويق التنفيذي السابق للشركة في الشرق الأوسط على أن شركات السيارات وكلائها سواء في الإمارات وغيرها حريصون على الإعلان عن حملات استدعاء السيارات بالتعاون مع وزارة الاقتصاد لدواعي الأمن والسلامة والجميع يهمه سلامة وأمن العميل أولا وأخيراً.

وينوه بأن السبب في أن حملات الاستدعاء تتركز في الموديلات الحديثة يرجع إلى أن هذه الموديلات تتضمن تكنولوجيا عالية جداً وبعد طرحها في الأسواق تظهر عيوب طفيفة لا تظهر أثناء الاختبارات الأولية والمهم هنا هو متابعة الشركات المصنعة لهذه العيوب وسرعتها في إصلاحها بالمجان حيث إن كل الشركات تسعى لتحسين صورتها وسمعتها بسبب المنافسة القوية بينها على مستوى العالم كله وليس دولة واحدة.