سجون تحولت إلى فنادق فاخرة

فيما يأتي، سنعرض عليكم أماكن من بلدان مختلفة في العالم، كانت تستقبل «نزلاء» معينين، وأصبحت في فترات لاحقة، تستقبل «نزلاء» آخرين، ولكن هناك فرق شاسع وكبير بين النوعين ، فمن السجون التي كانت تضم بين جدرانها أعتى وأشرس المجرمين. أصبحت تلك الأماكن من أفخم الفنادق في العالم لتستقبل شخصيات مشهورة وأناساً من علية القوم، وذلك وفقاً لما نشره موقع «سنيار» الإماراتي.

فندق «لويد» - هولندا:
البداية، ستكون مع «فندق لويد Lloyd Hotel»، في منطقة «دوكلاندز» بالعاصمة الهولندية أمستردام، والذي عمره يقارب قرناً من الزمن، وعلى وجه التحديد 98 عاماً، حيث أنه كان قد بُني خلال العام 1921، وكان حينها فندقاً فخماً يستقبل العديد من الأثرياء والأرستقراطيين من مختلف مناطق العالم، وتحديداً القادمين من قارة أميركا الجنوبية على متن سفن «رويال داتش لويد».

في العام 1935، أعلن مُلّاك هذا الفندق الفخم إفلاسهم، وظل مكاناً شبه مهجور لفترة من الزمن، يعيش فيه المشردون والمجرمون الهاربون، حتى جاء وقت خلال الحرب العالمية الثانية، واستحوذ عليه الجنود الألمان النازيون، وحولوه إلى سجن يضم المئات من أسرى الحرب والمجرمين، وظل على حاله حتى نهاية الحرب. وفي حقبة التسعينيات من القرن العشرين الماضي، أعاد الفنانون بعض الروح فيه، إذ أصبحوا بعد أعمال الصيانة والتجديد، يستأجرون غرفه بين فترة وأخرى، وخلال العام 2004، تمت إعادة فتحه كفندق مرة أخرى، ومما لا يعرفه الكثيرون، بأن فندق «لويد»، الذي يعتبر في الوقت الحالي أحد المعالم في أمستردام، كان أول فندق في العالم يقدم غرفاً من فئة «خمس نجوم» للضيوف من الفئات المتوسطة.

فندق «ذي ثيف» – النرويج:
يبدو واضحاً من اسم هذا الفندق «ذي ثيف The Thief»، أي بمعنى «اللصّ»، بأنه كان يملك ماضياً مُظلماً في ما مضى، وإن كنت تعتقد ذلك عزيز القارئ، فأنت لست مخطئاً على الإطلاق، إذ أن هذا الفندق الموجود في أبرز المناطق الشهيرة بصخبها والنابضة بالحياة والفن والموسيقى في العاصمة النرويجية «أوسلو»، والتي كانت تُسمى «جزيرة اللصّ»، كان ذات يوم خلال القرن الـ 18، مكاناً يضم أخطر المجرمين واللصوص في القارة الأوروبية، وكانت جدرانه شاهدة على العقول الشياطين التي كانت تسكنه من هؤلاء المجرمين ، إلا أن هذا الأمر قد تغير كله في العصر الحديث، حيث تحول السجن إلى فندق فاره للغاية، وسط جزيرة كانت تضم الهاربين و«عتاولة» الإجرام، وأصبحت مركزاً للحياة والفن تشتهر بهندستها المعمارية على الطراز الأوروبي، والتي تمتلئ بمتاحف الفن الحديث، وأماكن التسوق والمطاعم والمقاهي في شبه الجزيرة النرويجية.

فندق «فور سيزونز إسطنبول» – تركيا:
فندق «فور سيزونز إسطنبول Four Seasons Istanbul»، الذي يقع في المدينة التركية الأكثر شهرة وحياة في البلاد، وبجانب العديد من المعالم الأثرية الشهيرة مثل «آيا صوفيا»، وقصر «توبكابي»، والمسجد الأزرق في منطقة «السلطان أحمد»، كان في يوم سجناً شهيراً ضمّت غرفه العديد من المساجين السياسين على وجه التحديد، ومن بينهم الشاعر التركي الشهير «ناظم حكمت»  إلا أنه خلال العام 1996 من القرن الماضي، قررت السلطات التركية تحويل هذا المكان الشهير بهندسته العثمانية الساحرة، إلى فندق فخم وفاره مستفيدة من جذوره التاريخية.
ويتكون فندق «فور سيزونز إسطنبول»، من 65 غرفة فخمة تم بناؤها حول فناء يتضمن الكثير من أنواع الأزهار والأشجار بمنظر سالب لألباب النازلين في هذا الفندق، وصُممت أماكن إقامة النُزلاء لتكون واسعة ومريحة للغاية، ومنسجمة مع العمارة العثمانية القديمة والكلاسيكية في المدينة مع تفاصيلها الشرقية، والأرضيات الصلبة وحمامات من الرخام.

فندق «مالميزون أكسفورد» - إنجلترا:
ومن قلب مدينة إسطنبول التركية، نتوجه إلى مدينة «أكسفورد»، في مقاطعة «أكسفوردشير» الواقعة شمال شرق إنجلترا، حيث يقع فندق «مالميزون أكسفوردMalmaison Ox ford» على بُعد 5 دقائق سيراً على الأقدام من قلعة «أكسفورد» وبرج «كارفاكس» الشهيرين ، هذا الفندق الفخم والمبني على الطراز الأوروبي الكلاسيكي القديم، والذي يعيدنا إلى القرون الوسطى في إنجلترا، كان هو الآخر مكاناً لمنع خطر المجرمين واللصوص والخارجين عن القانون في المدينة.

اليوم في العصر الحديث، تحول إلى واحد من أبرز الفنادق والمعالم السياحية في المدينة، إذ أن غرفه لا تزال تحتفظ بالقليل من تاريخ السجن الذي كان عليه، مثل الطوب المكشوف، والأبواب المعدنية الثقيلة والقاتمة، والإضاءة التي تجعلك تشعر أنك في زنزانة السجن فعلاً، كل ذلك مع وجود جميع وسائل الراحة الحديثة مثل خدمة الـ«واي فاي»، ومشغلات CD مجانية، وأجهزة التلفزيون الرقمية، وذلك حتى يظل زوار ونزلاء فندق «مالميزون أكسفورد»، فاطنين لأنهم ليسوا خارجين عن القانون، ويستطيون الاستمتاع بإقامتهم.

فندق «الحرية» - الولايات المتحدة الأمريكية:
فندق «الحرية Liberty Hotel»، هذا المكان الذي كان في يوم من الأيام «سجنــاً» عاش فيه أشخاص خطرون للغاية، تم اختياره خلال العام 2011، كواحد من أفضل الفنادق في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن وبالعودة في التاريخ إلى ما قبل ذلك بـ 20 عاماً، وتحديداً خلال العام 1991، كان «فندق الحرية» واحداً من أشهر سجون مدينة «بوسطن» في ولاية «ماساشوستس»، وكان معروفاً باسم سجن «شارع تشارلز»، حيث كان المكان الذي يضم أعتى مجرمي الولاية الأمريكية.

بعد أن تم إغلاقه، بدأت السلطات الأمريكية في مدينة «بوسطن» بتجديد وصيانة كاملة للمكان الذي كان سجناً، حيث كلّفت 150 مليون دولار أمريكي لتتم إعادة افتتاحه خلال العام 2007، ليكون واحداً من أبرز الفنادق هناك، ويصير نقطة جذب مهمة للسياح من كل العالم، وحتى السكان المحليين الذين يودون الإقامة فيه.

وقد يهمك أيضا:

جزيرة باكسوس تساعد الزائرين في اكتشاف نمط الحياة اليوناني