رامي العلي ل ربيع وصيف 2020

رامي العلي، المصمم السوري الذي خطى أول خطواته في عالم الفن في كلية الفنون الجميلة في دمشق. ملأت زوايا دفاتره تصاميم أزياء نسجها من مخيلته، وها هو اليوم ينقل تلك الرسومات إلى مستوى أكثر احترافية وبراعة، ويحولها إلى تصاميم حقيقية يعرضها بكل فخر في باريس عاصمة الموضة والجمال التي ترحب به كل عام.

مسيرة حياة رامي العلي أكثر من ملهمة، فقد منح نفسه مجالاً من الخيال لا يعرف الحدود يرسم فيه بحرية وشغف، ومن هذا الخيال انتقل إلى درج النجاح والشهرة ليصعده بكل ثقة ويحتفل بالمزيد من النجاحات كل يوم، وأصبحت فساتينه من الخيارات المفضلة التي تعشقها أشهر نجمات العرب والعالم.

خلافاً لغيره من المصممين، تصاميم أزياء رامي العلي تروي تراثاً وحضارة، فهي تمثيل للفن عن طريق الأقمشة، ومن ترتديها تشعر بأنها تحفة فنية جميلة. وفي كل مجموعة يطلقها يستوحي هذا المصمم المتميز أفكاره من فنان عالمي ليرسم جمال تلك الأعمال من جديد لكن بالإبرة والخيط. لم يقيد رامي العلي نفسه بصيحة أو موضة معينة، بل كان انتقائياً جداً في أبسط تفاصيل التصاميم التي يقدمها لتعكس شخصيته وتبرز فنه.

ومن جديد كنا على موعد مع رامي العلي مؤخراً في فندق Westin في باريس حيث عرض مجموعة أزيائه لموسم ربيع وصيف 2020ضمن عروض أسبوع باريس للموضة، والتي استوحاها من أعمال الفنان غوستاف كليمت فرأينا مجموعة مميزة من الفساتين التي تمثل حيوية ونعومة الربيع، وبالتأكيد القصات الهندسية التي يعشقها رامي.

لنتعرف أكثر على هذه المجموعة التقينا بالمصمم رامي العلي لنتحدث معه أكثر عن مجموعة أزياء موسم ربيع وصيف2020 ونكتشف أفكاره والرحلة التي تمر فيها كل مجموعة حتى تصبح بالشكل الذي نراه اليوم، وعن رأيه بصيحات الموضة، والرسالة التي يقدمها عن طريق أزيائه.

ماذا تعني لك باريس؟
هي منارة للموضة وكل ما هو جديد في هذا العالم أهم الدور بتقدم أهم ما عندها وبالتالي بترفع من مستوى المنافسة، هي مصدر مثالي لأستمد الوحي وإبرازه بذات الوقت.

ما هو المكان الذي تحلم أن يكون منصة لعرض أزيائك يوماً ما؟

باريس، ولهذا السبب أعرض كل من مجموعتي الكوتور والملابس الجاهزة فيها كل موسم.

حدثنا عن مجموعتك لأزياء ربيع وصيف 2020 مصدر الإلهام والقصات والألوان.
المجموعة مستوحاة من الفنان غوستاف كليمت القريب لقلبي، فعمله مليء بالألوان الزاهية وعناصر الطبيعة والأشكال الهندسية التي تضفي الحداثة إلى التصاميم رغم قِدم عمله. دائماً ما أعود إلى فنه في العديد من تصاميمي، ففي هذه المجموعة استوحيت الألوان الزاهية التي دائماً ما كان يستخدمها كالأزرق والأخضر الليموني ولون السالمون، بالإضافة إلى الرموز والأشكال الجرافيكية التي أضفتها من خلال فن التطريز. كذلك توجهت إلى القصات الكلاسيكية مثل التانير الكبيرة والقصات الضيقة ”حورية البحر“ مع إدخال تقنيات جديدة في القصات.

حدثنا عن الرحلة التي تمر بها مجموعة الأزياء الجديدة حتى تصل إلى النتيجة التي نراها أمامنا.
على سبيل المثال وفي هذه المجموعة، بدأنا بالتطريز، حيث قمت بتصميم فستانين لمجموعة سابقة ولم نقم باستخدامهما، ووجدناهما مناسبين لفكرة هذه المجموعة، لذا بدأنا بهما وأكملنا بقية المجموعة التي تميزت بذات النمط.

ما هو نوع القماش الأقرب لقلبك؟
ليس هناك نوع معين أقرب إلى قلبي بل مجموعة من الأقمشة مثل الساتان والتول والحرير.

بالنظر إلى كل التقلبات التي نعيشها اليوم، برأيك، هل يجب أن يكون للموضة دور ورأي، أم يجب أن تبقى الخيال الجميل الذي نهرب إليه لنأخذ دفقة من الفن والجمال؟
الموضة والأزياء كانتا ولازالتا طريقة هروبنا من الواقع، ولكن لا يجب أن نبتعد كثيراً عن الواقع لأن الأزياء تعكس ما نمر به في واقعنا، وتعطينا الأمل لشيء أجمل من الواقع.

ما هي الصيحات الأهم التي تحدد موضة موسم ربيع وصيف 2020؟
لا أؤمن بموضوع الصيحات، فهي انتهت في فترة التسعينات، و أصبح هناك شيء شخصي أكثر يعطي نكهة خاصة لكل دور. ولاحظنا في الفترة الأخيرة الستريت ستايل والذي أصبح يعطي دور الأزياء نوعاً من الإلهام.

كيف تضمن أن تحافظ تصاميمك على تميزها وسط مجال تنافسي كعالم الموضة؟
التجدد الدائم والتواصل الدائم مع الجيل الجديد مع معرفة ما يجذبهم إلينا، وبالتالي يصبح التنافس أسهل.

الفن رسالة، وتصميم الأزياء هو نوع من الفنون، فهل تستخدم أزيائك لترسل رسالة إلى سيدات العالم؟
أعتقد أن تصميم الأزياء هو الفضاء الذي يأخذ في مصمم الأزياء متابعيه إلى عالم خيال مليء بالأمل والإيجابية، بعيداً عن الواقع. كل مصمم له رسالة معينة يتبع بها رؤيته وشخصيته، فرسالتي هي القوة للمرأة التي تكون بالعادة رقيقة وحساسة، فأحثها على الشعور بالقوة والثقة وذلك من أجلها وليس من أجل محيطها.

وقد يهمك أيضا:

"ميزوني" تتحرّر من القيود لتصميمات صيفية وتُشعل العرض بمصابيح شمسية

مصممو الأزياء يلجئون إلى عالم الرقص لتقديم أشهر إبداعاتهم