تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

أكد أن الجرائم مستمرة هناك لأن الإفلات من العقاب متجذر ولا أحد يحاسب

تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها

فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان
الخرطوم ـ جمال إمام

هناك حروب يبدو أنها تمر دون أن يلاحظها أحد، إلا أن انتهاكات حقوق الإنسان خلالها يمكن أن تجعلها تحظى باهتمام عالمي أكبر بكثير.

وقالت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية إن التقرير الأممي الذي نُشر الأسبوع الماضي عن "جنوب السودان" يعد مثالا على ذلك.  ووفقا لهذا التقرير المسهب، فإن هناك عدداً لا يحصى من انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان، تجعلها واحدة من الدول التي تتم إضافتها إلى فئة الدول الفاشلة حديثا.

وعلى الرغم من المحاولات الأخيرة لوقف إطلاق النار والحرب الأهلية والتوافق السياسي بين الأطراف المتحاربة التي تقاتل من أجل السيطرة على موارد الدولة الجديدة واحتياطياتها النفطية ، فإن تقرير لجنة حقوق الإنسان في جنوب السودان ، يكشف عن انتهاكات مستمرة، قد تصل إلى جرائم حرب خطيرة.

وتشير الاحصائيات إلى أن هناك 60٪ من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي ، في حين أن عدد السكان يزيد قليلاً عن 12 مليون نسمة يشمل 2.2 مليون لاجئ و 1.9 مليون مشرد داخليًا، فإنه في بعض المناطق، هناك 65 ٪ من النساء و 36 ٪ من الرجال يتعرضون للانتهاكات الجنسية.

وتقول الأمم المتحدة إن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم والتي تحدث في جنوب السودان ستحتاج إلى 1.5 مليار دولار (1،1 مليار جنيه استرليني) من المساعدات للمواطنين الذين لا يزالون داخل البلاد و 2.7 مليار دولار للاجئين .

اقرأ أيضا:

البشير يُؤكِّد على أنّ السودان يمرّ بـ"أزمات ومصاعب وابتلاءات"

كما أصبح جنوب السودان أكثر الأماكن غير الآمنة للعاملين في المجال الإنساني ، حيث قُتل 14 شخصًا في البلاد العام الماضي.

ولكن في التفاصيل الدقيقة ، يظهر رعب جنوب السودان ، بعد ثماني سنوات من الاستقلال حيث تظهر قصص الانتهاكات الأكثر فداحة لحقوق الإنسان في كل مكان تقريبا مرتبطا بالنزاع في أماكن مثل الإقليم الاستوائي، وولاية "الوحدة"، والتي ظلت لفترة طويلة محورا للعنف.تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها

وقالت رئيسة اللجنة، ياسمين سوكا، في بيان حول النتائج التي توصل إليها التقرير: إن "هناك نهجًا مؤكدًا يتمثل في مهاجمة المقاتلين للقرى وأخذ النساء كرقيق للجنس، ونهب وحرق المنازل".

وأضافت: "أصبحت أعمال الاغتصاب الفردية والجماعية، وتشويه الأعضاء التناسلية، والاختطاف، والعبودية الجنسية، وأيضا القتل، أمرًا شائعًا في جنوب السودان"، مؤكدة أن "ذلك يحصل بسبب الإفلات من العقاب".

وعلى الرغم من أن هذه النتائج صادمة، إلا انها لا تقترب من تصوير الواقع بشكل كبير حيث أن ربع ضحايا العنف الجنسي ، هم أطفال لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات، كما يتم تجنيد الأطفال بشكل متزايد من قبل الأطراف المتحاربة. ويتحدث التقرير عن أشخاص محتجزين منذ سنوات وتعرضوا للتعذيب حتى الموت في مراكز اعتقال سرية .

وقال محرر الـ"غارديان بيتر بومونت: "خلال زيارتي لجنوب السودان في العام الماضي ، أجريت مقابلات مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان ، بما في ذلك أولئك الذين فروا من القتال الأخير في مقاطعة "الوحدة"، ولجأوا إلى المساحات الشاسعة من الأهوار حول نيال.. كانت القصص التي قالها هؤلاء الناجون مروعة ، لكن التفاصيل التي جمعها أعضاء لجنة الأمم المتحدة ، ومجرد حجم انتهاكات حقوق الإنسان المذكورة ، تفوق إلى حد كبير تلك القصص".

أما عضو اللجنة أندرو كلابهام فقد أعلن في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الأربعاء الماضي أنه "لا شك في أن هذه الجرائم مستمرة لأن الإفلات من العقاب متجذر في جنوب السودان، والتي جعلت الانتهاكات تصل إلى اغتصاب وقتل الشباب وكبار السن".

وأضافت اللجنة في تقريرها: أن "الجيش والأمن القومي والمخابرات العسكرية والقوات المتمردة والجماعات المسلحة التابعة لها ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ، كما أن هناك قائمة سرية من المشتبه بهم تضم قادة الجيش والمعارضة ، وحاكمَيْ ولايتين ومفوض محافظة وعلى الرغم من أن الأطراف المتحاربة الرئيسية في جنوب السودان وقعت اتفاق سلام في سبتمبر/أيلول ، إلا أن العنف لا يزال واسع النطاق ، وخاصة الاغتصاب".

ووصف التقرير حالات الاغتصاب التي ارتكبت خلال القتال في ولاية "الوحدة" في الربيع الماضي ، وأضاف وفقا لأحد الشهود أنه :" تم اغتصاب امرأة كانت لا تزال ولدت طفلها منذ شهر، كما تم اغتصاب فتيات تتراوح أعمارهن بين 7 إلى 10 سنوات وقام جنود بتشويه الاعضاء التناسلية لامراة بعد أن اغتصبوها".

وتابع:  ماتت بعض النساء نتيجة تعرضهن للاغتصاب ، بينما روى أحد الشهود كيف تم قتل فتاة شابة بعد تعذيبها لأنها كانت ترفض اغتصابها جماعيًا".

كما أشارت اللجنة في تقريرها الى  مقتل سجناء على أيدي قوات الأمن في وحول المقر الأمني في البيت الأزرق في جوبا. ووصف أحد الشهود عمليات القتل في موقع قرب مدينة "ياي" حيث كان يتم احتجاز الضحايا في حاويات.

وأشارت اللجنة إلى أن الأوضاع قد تدهورت بشكل كبير، منذ التقرير الذي قدمته لمجلس حقوق الإنسان في ديسمبر/كانون الأول 2017 حول نطاق جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي في جنوب السودان.  وأكد التقرير أن السلام الدائم يتطلب سعيا حقيقيا للمساءلة والعدالة بما يلبي احتياجات آلاف الضحايا.

وقد واصلت اللجنة توثيق الانتهاكات وإعداد الملفات الخاصة بالجناة وحفظ الأدلة لتقديمها لأي عملية مساءلة مستقبلية

قد يهمك ايضا

الرئيس السوداني عمر البشير يقترب من فترة رئاسية جديدة

الرئيسان السوداني والجيبوتي يصلان إلى إثيوبيا

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها



GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف

GMT 20:30 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سوق السفر العالمي" ينطلق افتراضيًا في تشرين الثاني 2020

GMT 13:35 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"البنتاغون" يؤكد أن جثة أبوبكر البغدادي ألقيت في البحر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24