جريمة زواج الداعية من الممثلة
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

جريمة زواج الداعية من الممثلة!

جريمة زواج الداعية من الممثلة!

 العرب اليوم -

جريمة زواج الداعية من الممثلة

بقلم : عماد الدين أديب

منذ أيام والجدل يدور على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعى حول الجريمة المروعة التى هزت الرأى العام شرقاً وغرباً، جنوباً وشمالاً، وهى جريمة زواج الداعية الإسلامى الشاب معز مسعود، والفنانة الشابة شيرى عادل!

هذه الجريمة المروعة يتم التسويق إليها بشكل سلبى على الرأى العام فى مصر تحت دعوى: كيف يتزوج «داعية» من «ممثلة»! وكأنها جريمة مخلة بالشرف الإنسانى.

وبالطبع، وكعادة، منصات الإعلام فى بلادنا، فإن كل صاحب قلم أو ميكروفون يستخدم أى حدث من المنظور الذى يخدم أفكاره، أو يحقق له النقد أو الانتقاد أو الثأر الشخصى أو السياسى أو الاجتماعى من الغير.

وفى حالة «معز» و«شيرى» (مع الحفاظ على الألقاب)، فإن الموضوع أسىء التعامل معه إلى أقصى حد للثأر من الداعية أو من الممثلة أو كليهما. وانتقل الأمر إلى مرحلة أكثر فجاجة، وهى طرح مسألة: هل تحتجب شيرى عن الشاشة أو إذا ما كانت سوف تتحجب؟

وزاد الأمر قسوة عند العودة إلى كلام الداعية فى حلقاته عن «ضرورة حجاب المرأة» من أجل الإساءة إليه تحت نظرية: «كيف تقول ما لا تفعل، أو تفعل ما لا تقول»، فيبدو الداعية وكأنه متناقض، فيفقد قاعدته الجماهيرية الواسعة!

مَن هو ضد الدعاة الجدد يستخدم هذا الارتباط للقصاص منه، ومن هو ضد الفن أو التمثيل يحاول الحط من قدر قيمة الفن، ومن هو مع أو ضد مسألة حجاب المرأة يستخدم ذلك كوسيلة أو أداة للضغط على الرأى العام لخدمة فكرته.

يفعلون ذلك بقلوب غليظة ومشاعرة باردة، وضمائر لا تعرف السماحة أو الشفقة تحت دعوى «أن الشخصيات العامة هى موضع اهتمام الرأى العام وأن وظيفة الإعلام هى متابعة أخبارهم والكشف عن حقيقة أفعالهم وكشف عوراتهم».

قد يكون ذلك من ضمن أدوار بعض مدارس الإعلام، ولكن المدرسة التى أؤمن بها هى مدرسة إنسانية الإنسان، بمعنى أنه إذا فقد الإعلامى ضميره الإنسانى، فلا معنى أن يتشدق بضميره المهنى.

الإنسان هو ذلك الكائن الذى يعرف حدود خصوصيات الآخرين، وهو أيضاً ذلك الكائن الذى لا يحب أن ينصب من نفسه قاضياً قاسياً على أفعال وشئون الغير.

لم يفعل معز وشيرى أى شىء مشين أو مضر أو خاطئ، لقد تحابا وتزوجا على سنة الله ورسوله زواجاً شرعياً أحله الله.

قرار زواجهما، كما هو قرار أى زوج وزوجة هو قرارهما وحدهما، لا يحق لمخلوق كائناً من كان أن يتدخل فيه أو يسىء له ما دام لا يوجد فيه أية موانع شرعية أو قانونية.

ارحموا الناس من ألسنتكم، ودعوا الخلق للخالق، ودعوا اختيارات الناس فى الحب أو الزواج أو الاعتزال أو الاستمرار أو الحجاب أو السفور لأصحاب القرار. لا تضعوا أنفسكم فى موقع الخالق، فهذا من كبائر الأمور لأنه تألهٌ على الله.

لقد شاءت الظروف أن أسعد بمعرفة شيرى عادل منذ سنوات طويلة بشكل أسرى عائلى، كما أنها عملت معى فى فيلم «حسن ومرقص»، الذى تشرفت بإنتاجه، وأشهد بالله أنها بالفعل نموذج محترم للفنانات الشابات، وهى بالفعل «بنت ناس طيبين ومن بيت محترم».

وأستطيع أن أتخيل الآن حجم الألم الذى تسببه هذه التدخلات الفجة فى حياة الناس لدى «معز وشيرى»، وشعورهما بأنهما يقفان أمام محكمة غير عادلة تقوم أركانها على الافتراء والتقوّل والتطفل والثأر العام أو الشخصى.

إننى أسأل كل من يتعامل مع أى شخصية من شخصيات الرأى العام قبل أن يكتب حرفاً عن الناس: هل تحب أن يُكتب عنك ما كتبته عن غيرك؟ لا تفعل ما لا ترضاه لنفسك!

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة زواج الداعية من الممثلة جريمة زواج الداعية من الممثلة



GMT 06:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

«قابوس»: رحيل الرجل الصامت

GMT 05:35 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

خطأ أردوغان القاتل!

GMT 14:29 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مستقبل "داعش"

GMT 17:31 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 13:21 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء

GMT 02:51 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

العثور على سلحفاة نادرة برأسين في جزيرة مابول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24