حوار حزين على مقهى عربى
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

حوار حزين على مقهى عربى

حوار حزين على مقهى عربى

 العرب اليوم -

حوار حزين على مقهى عربى

بقلم - عماد الدين أديب

بينما كنت أجلس على مقهى شعبى فى إحدى العواصم العربية، وبينما كنت أحتسى الشاى المغربى الممزوج بالنعناع الأخضر وماء الورد، بادرنى أحد الشباب، واقتحم علىّ عزلتى الجميلة، ودون استئذان جلس إلى طاولتى، وقال:

الشاب: معلش يا أستاذ، محتاج أتكلم معاك ضرورى جداً.

العبد لله: خير إن شاء الله، تحت أمرك.

الشاب: إننى منزعج تماماً من كل هذه المؤتمرات التى انعقدت فى الآونة الأخيرة.

العبد لله: أى مؤتمرات تقصد؟ هناك مؤتمر كل يوم تقريباً.

الشاب: انظر فى الآونة الأخيرة: قمة سوتشى بين الأتراك والروس والإيرانيين، ومؤتمر ميونيخ للأمن الدولى، ومؤتمر وارسو الذى خُصص لتحديد موقف دولى من إيران.

العبد لله: وما الذى يضايقك فى هذا؟

الشاب: إنهم يحددون سياسات العالم على هواهم وحسب مصالحهم، ويرسمون -رغماً عنا- حاضرنا وآفاق مستقبلنا.

العبد لله: القوى دائماً هو الذى يفرض شروطه على العالم يا عزيزى.

الشاب: ولماذا نحن ضعفاء أو مستضعفون؟

العبد لله: لسنا ضعفاء، لكننا لا ندرك مكامن قوتنا، ولا نعرف كيف ومتى وأين نستخدمها فى علاقاتنا بالقوى الكبرى فى هذا العالم.

الشاب: هل هى مؤامرة، أم سوء إدارة لمصالحنا؟

العبد لله: أعتقد أن الجميع يتآمر على الجميع، هذا يحدث فى العالم كل يوم، ولكن يبقى السؤال: ما الذى تفعله أنت فى وجه هذه المؤامرات؟ هل تستسلم لها؟ هل تقاومها؟ هل ترد عليها؟ والسؤال الأهم: هل تعرفها وتفهمها؟

الشاب: ولماذا هذا الاستسلام لما يفعلونه بنا؟

العبد لله: هناك فارق بين 3 أمور جذرية فى هذا المجال.

الشاب: بالله عليك ما هى؟

العبد لله: هل تعرف أم لا تعرف؟

هل تريد أن تفعل أم لا تريد؟

هل تقدر أم لا تقدر على الفعل؟

الشاب: وما رأيك، هل المشكلة فى المعرفة أم الرغبة أم القدرة؟

العبد لله: فى رأيى المتواضع، عندنا مشكلة عميقة فى المعرفة والرغبة والقدرة.

اكتأب الشاب، وتغيّر لون وجهه، وغادرنى دون أن يودعنى ولو بكلمة واحدة.

وانتهى الحوار الحزين.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار حزين على مقهى عربى حوار حزين على مقهى عربى



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 11:17 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

لافروف يتوعد الإرهابيين في إدلب بـ رد ساحق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24