بقلم : عماد الدين أديب
بوصول أول قوات رسمية تركية إلى الأراضى الليبية يكون رجب طيب أردوغان قد بدأ فى ضرب أول فأس فى حفر قبره السياسى.
هذه ليست مشاعر أو تمنيات أو تحليلاً عاطفياً، لكنه تحليل قائم على تقديرات حسابية تتعلق بقواعد الحروب وتحليل دقيق للقدرة العسكرية التركية.
كيف؟
أولاً: هذه عملية احتلال عسكرى فاقدة للشرعية الدولية بدءاً من الأمم المتحدة إلى الاتحاد الأوروبى وصولاً إلى حلف الأطلنطى وجامعة الدول العربية.
إذن نحن أمام عمل فاقد للغطاء الشرعى الدولى.
ثانياً: هذا عمل اعترض عليه نصف البرلمان التركى، وعادة حينما تكون هناك عمليات «قومية عظمى»، على حد وصف أردوغان، يكون الدعم السياسى والشعبى مطلقاً، وهو ما لم يحدث فى حالة إرسال قوات تركية إلى ليبيا.
ثالثاً: هناك إشكالية فى الدعم العسكرى التركى لليبيا، وهى طول خطوط الإمداد والتموين ما بين أقرب نقطة تركية ومثيلاتها الليبية.
رابعاً: ضخامة حجم مسرح العمليات فى ليبيا، فالأخيرة هى رابع دولة من ناحية المساحة أفريقياً والدولة رقم 17 فى المساحة عالمياً.
خامساً: صعوبة تضاريس الأراضى الليبية، مما يجعلها أحياناً أرض قتل أكثر منها أرض قتال.
سادساً: الدول المحيطة بليبيا برياً وساحلياً ليست دولاً صديقة لتركيا، أو على الأقل ليست متعاطفة مع أنقرة، مثلاً مصر واليونان وقبرص وإسرائيل أصحاب مواقف معادية للسياسة التركية بينما تقف كل من الجزائر وتونس وسوريا ولبنان موقف أقل عداء لكنه ليس مؤيداً لأنقرة.
سابعاً: أردوغان يدخل هذه العملية وهو على علاقات سيئة بواشنطن وموسكو والاتحاد الأوروبى وحلف الناتو!
ثامناً: شركتا النفط الكبريان فى ليبيا وهما «إينى» الإيطالية و«توتال» الفرنسية تعتبران التدخل التركى كارثة تهدد مصالحهما.
تاسعاً: التاريخ أثبت منذ عهد العثمانيين والإيطاليين والإنجليز والألمان أنه من السهل أن تدخل ليبيا ولكن من الصعب جداً أن تعرف كيف تخرج منها.
لذلك كله فإن عملية أردوغان خطأ استراتيجى فادح مهما طال الزمن أو قصر!
قد يهمـــك أيضـــا:
رجب طيب أردوغان يكشف دور الوجود العسكري في ليبيا وجلسة لمجلس الأمن
مقاتلون أجانب يصلون ليبيا بينهم مخابرات تركية والولايات المتحدة مستعدة للرد
أرسل تعليقك