مُتحف القرارة في جنوب منطقة غزة مزارٌ تراثي شاهد على تاريخ القطاع
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

عكف التشكيلي محمد أبولحية على إقامته مع زملائه قبل 4 أعوام

مُتحف "القرارة" في جنوب منطقة غزة مزارٌ تراثي شاهد على تاريخ القطاع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مُتحف "القرارة" في جنوب منطقة غزة مزارٌ تراثي شاهد على تاريخ القطاع

الفنان التشكيلي محمد أبو لحية
غزة_سورية24

عبَّر الفنان التشكيلي محمد أبو لحية (30 سنة)، عن الحال التي تسيطر عليه خلال تفقده اليومي متحف «القرارة» الثقافي الواقع في منطقة جنوب قطاع غزة، والذي عكف على إقامته مع زملائه، قبل نحو 4 سنوات، وصار اليوم بمثابة مزار تراثي، يقصده الناس من كل مكان، قائلا: "جولة واحدة داخل المتحف، أتفقد خلالها القطع الأثرية والتّراثية، وأمسح الغبار عنها، تكفي لصناعة يومي، وتغمسه بتفاصيل السعادة والجمال".
وجمع أبولحية برفقة أصدقائه على مدار السنوات، 3500 قطعة أثرية وتراثية، يعود تاريخها لمئات الأعوام الماضية، تشرح حضارات مختلفة، مرّت على الشّعب الفلسطيني بفترات حكم متعدّدة، وتدلل على الهوية العربية، التي اصطبغت بها الأرض ومعداتها وأهلها.
ويقول في حديث له: «التّراث الوطني بشكلٍ عام، يعدّ بالنسبة للشعوب من أهم الأشياء التي يجب الحفاظ عليها، والتّمسك بكلّ التفاصيل المتعلقة بها، كونها ترتبط بشكلٍ وثيق بالوجود والأحقية في الأرض»، موضحاً أنّ إنشاء المتحف جاء بمبادرة ذاتية منهم، بصفتهم فنانين تشكيليين، وذلك لوعيهم بأهمية تلك الأثرية، ولإدراكهم ضرورة الحفاظ عليها، لا سيما في ظلّ إهمال بائن من الجهات الرسمية.
وقسّم أبو لحية وزملاؤه المتحف إلى مجموعة أقسام؛ أولها القسم الذي يضم القطع النحاسية والخشبية، وبعض المعدات الحديدية، وعلى رفوفه تتناثر أدوات الطبخ والمنزل القديمة، وفي زاوية أخرى تصطف مجموعة من الأدوات الحادة والخناجر، كما أنّ هناك مكاناً مخصّصاً للمعدات التي كان يستعملها الفلاحون في الأرض، والبائعون في تجارتهم، إضافة لمجموعة من أجهزة الراديو والتلفزيون والكاميرات القديمة التي يعود عمرها لعشرات السنين. كما خصّص خزانة خشبية لأدوات الزينة التي كانت تستعملها النساء الفلسطينيات قبل النكبة؛ إذ احتوت على المكاحل النحاسية، والبراقع التي كانت تستخدم من النساء البدويات قناعاً للوجه. وكذلك يلفت النّاظرين الذين يزورن المتحف باستمرار، وجود بعض السلاسل التي تضم قطعاً معدنية وفضية، والتي كانت تستعمل من قبل الفلاحات قديماً، في الزينة وصناعة الأقراط.
ويلفت خلال حديثه إلى أنّ وجود تلك المعدات، يدلّل على تنوع الحياة الفلسطينية القديمة، ويشير إلى أّنّ السكان كانوا يهتمون بكلّ تفاصيل عيشهم، ويقبلون على توفير كلّ احتياجاته، منوهاً بأنّ جمع كل تلك القطع كان بفضل جهد الفريق الكبير، وقد تضمّن عملاً باتجاهين؛ الأول هو زيارة كبار السن لجلب ما لديهم من معدات ما زالوا يحتفظون بها؛ والثاني تضمّن البحث في الأماكن الأثرية الموجودة داخل قطاع غزة، حيث جُمعت الحجارة والقطع النقدية... وغيرها.
وفي القسم الثاني من المتحف، تحتوي مجموعة من الصناديق الزجاجية على عينات مختلفة من صخور ذات ألوان جذابة، وكذلك على قطع نقدية فضية معدنية، تحمل شعارات وصوراً، يقول أبو لحية إنّها ترمز لعدد من العصور، التي تعاقب عليها شعب فلسطين العربي، منبهاً إلى أنّ كل ما جمعه من قطع مقيّد في سجلات رسمية لدى الجهات الحكومية معرفة بها، لكنّها لم تقدم له أي دعمٍ مناسب حتّى هذا الوقت.
والمتحف بمثابة مزار، ينجذب إليه أهل مناطق جنوب قطاع غزة، ويفتح بابه أمام رحلات المدارس والأطفال، فهناك زاوية مخصصة لاستقبالهم، ولإلقاء المحاضرات التاريخية التي تعرفهم بالتّراث الفلسطيني، كما يمنحهم فرصة التّجول في أرجائه لمشاهدة القطع التراثية عن قرب.
وضمن الساحة الخارجية للمتحف، تقع مجموعة من الصخور الكبيرة، التي يعود تاريخها لمئات السنين، وقد عمل أبو لحية وزملاؤه على نقلها إلى أرض المتحف، ومع الوقت رمموا ما كان بحاجة لترميم منها، لتبقى شاهدة على الحضارة والتاريخ. وتضم الساحة أيضاً منطقة «المقعد العربي»، الذي تتزين جدرانه بالأثواب القماشية النسائية والرجالية التقليدية، إضافة لصبّابات القهوة والمفارش العربية.
وفي نهاية كلامه، يشير أبو لحية إلى أنّه يحلم بتحويل المتحف، الذي يقع مقره فوق «بايكة حبوب» أثرية، إلى هيئة وطنية عامة، يزورها الناس من داخل المنطقة وخارجها، منبهاً إلى وجود عدد من الصعوبات التي تواجههم خلال العمل، أهمها غياب الدّاعم الأساسي، ففي كثير من الأحيان، يكون الفريق غير قادر على توفير أجرة المكان المُقام على أرضه «المتحف».

قد يهمك أيضا

الفنان التشكيلي طلال العبد الله وجماليات الموروث الشعبي

مُتحف "القرارة" في جنوب منطقة غزة مزارٌ تراثي شاهد على تاريخ القطاع

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُتحف القرارة في جنوب منطقة غزة مزارٌ تراثي شاهد على تاريخ القطاع مُتحف القرارة في جنوب منطقة غزة مزارٌ تراثي شاهد على تاريخ القطاع



GMT 10:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 15:08 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ابرز الاحداث اليومية عن شهر كانون الثاني 2020

GMT 14:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تطرق أبواب الحكومات أو المؤسسات الكبيرة وتحصل على موافقة ما

GMT 15:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 16:49 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ماجدة زكي تصور "قوت القلوب" 15 ساعة يوميًا

GMT 08:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كونتوستافلوس مثيرة في حفل إطلاق فيلم "Diva"

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 07:40 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

رزان مغربي تخطف أنظار متابعيها بفستان ذهبي أنيق

GMT 04:27 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

هشام سليم يكشّف عن طبيعة دوره في مسلسل " كلبش 3"

GMT 05:38 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

عبير منير تؤكّد سعادتها بردود الفعل عن فيلم "ساعة رضا"

GMT 16:13 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

عجوز بريطانية تُنجِب للغير 13 مرة وتفكر في الحمل مجددًا

GMT 05:34 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يُعلن أن الأهلي سيبني فريقَا بالانتقالات الشتوية

GMT 08:55 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

ريهام عبد الغفور تُعلن أن "كورونا" درس كبير من ربنا

GMT 14:40 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تساؤلات حول نجاح الملكة إليزابيث بحل النزاع العائلي

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز المعالم السياحية في تونس موصى بزيارتها في 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24