تشكيليَّة تونسية تخوض رحلة تحدٍّ وإبداع في إحدى مدن محافظة المنستير
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

تخطَّت مأساة إعاقتها وعانقت الإبداع بفضل موهبتها بالرسم بِفَمِّها

تشكيليَّة تونسية تخوض "رحلة تحدٍّ وإبداع" في إحدى مدن محافظة المنستير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تشكيليَّة تونسية تخوض "رحلة تحدٍّ وإبداع" في إحدى مدن محافظة المنستير

تونس
تونس - سورية24

تُمسك "نجاة" ريشتها بفمها وتغمسها في الألوان ثم ترفعها، لترسم لوحات تشكيلية مستوحاة تارة من المعالم الأثرية والمعمار التونسي وأخرى من خيالها المتأرجح بين الملموس والمجرد، وذلك داخل ورشتها الصغيرة في منزلها في إحدى مدن محافظة المنستير وسط تونس. نجحت نجاة بامري، وهي فنانة تشكيلية عصامية التكوين، في أن تتحدى إعاقتها العضوية وتعانق الإبداع بفضل موهبتها بالرسم بواسطة فمها، فقد ولدت وهي لا تستطيع ثني ركبتيها، كما أنها غير قادرة على تحريك ذراعيها، لكن ذلك لم يمنعها من أن تخوض رحلة تحد صعبة وممتعة في الآن نفسه. نجاة بامري أصبحت إحدى أبرز الفنانات التشكيليات العصاميات، لا فقط في تونس وإنما في العالم العربي، فعجزها عن الرسم بيديها لم يقف حائلا دون ملامسة الإبداع، في فن اكتشفت به موهبتها منذ نعومة أظافرها فمنحها طعما آخر للحياة ومفهوما جديدا للإبداع.
تحدثت نجاة عن بداية قصتها مع الفن التشكيلي، والصعوبات التي واجهتها في مشوارها الفريد مع الفرشاة والألوان.

وقالت نجاة: "بدأت الرسم منذ سن الرابعة، كان الأمر محض صدفة في البداية عندما وجدت قلما أمامي، فأمسكته بفمي وانطلقت أخط بعض الخربشات على الأوراق، وعند عودة أمي وقعت على تلك الخطوط المتناغمة"، وتابعت: "بدأ حبي للرسم يكبر وكنت أخصص كل وقتي لأمسك قلما أو ريشة وأرسم ما يحمله خيالي، أو ما أشاهده من المعمار التونسي والمناظر الطبيعية". وترى الفنانة التشكيلية أنها وجدت في الرسم أفضل طريق لتتحدى إعاقتها وتعوض حرمانها، إذ تقول: "أشعر أن لوحاتي مليئة بالحركة والحياة، الحركة التي حرمت منها في حياتي أراها في تلك الإبداعات التي أصنعها بريشتي وبفمي"، وتضيف: "لا أريد أن أشاهد ملامح الشفقة نحوي في عيون الناس. تحديت إعاقتي وأعتقد أني نجحت في أن أمنح حياتي لونا زاهيا مثل معظم اللوحات التي أرسمها".

وترسم نجاة على القماش، وعادة ما تستلهم رسوماتها من الهندسة المعمارية لتونس، فهي تجسد مدينة سيدي بوسعيد وقبابها وأقفاصها الزرقاء، وتخط لوحات للمدينة العتيقة بالعاصمة تونس أو المناطق الطبيعية مثل واحات النخيل في الجنوب، أو الأزياء التقليدية والحلي الذي يزين المرأة التونسية، كما تستوحي لوحاتها أيضا من الخيال أو من معالم تاريخية ودينية عربية، مثل المسجد الأقصى. وشاركت نجاة بامري في عدد كبير من المعارض في تونس وخارجها، وآخرها عام 2018 عندما أقامت معارض تشكيلية في عدد من المدن الجزائرية ونالت استحسان النقاد والزائرين وهواة الفن التشكيلي هناك.

وتستطرد: "قدمت لوحاتي في عدد من المدن الجزائرية لمدة شهر، وشهد المعرض التشكيلي الذي شاركت به نجاحا كبيرا، كما شاركت في مارس 2019 في معرض المبدعات العصاميات وفزت بعدد من الجوائز، أما التكريم الأبرز فكان حصولي على الدكتوراه الفخرية في الفن التشكيلي من مؤسسة المبدعين العرب في مصر في فبراير 2018، عندما قدمت عصارة أعمالي التشكيلية التي أشاد بها النقاد ورواد العمل الفني والثقافي في العالم العربي".

وتعتقد الفنانة التي كرمها الرئيس التونسي قيس سعيّد في الصيف الماضي على هامش الاحتفاء بعدد من المبدعات بمناسبة العيد الوطني للمرأة، أن الإعاقة لا يمكن أن تكون حاجزا أمام الإبداع، وأن الإرادة والعزيمة هما السلاح الذي يجعلها تتحدى إعاقتها وتصقل موهبتها، وتضيف: "عجزت يديّ فاستطعت بفمي أن أمسك الفرشاة وأمزج الألوان، وأرسم لوحات تفيض إبداعا وفنا وجمالا". ونجحت نجاة في إنجاز أكثر من مائة لوحة فنية حتى الآن، وباعت أغلبها لتتمكن من توفير قوتها، فهي زوجة وأم لبنت عمرها 10 سنوات، ورغم ذلك فهي ترى أنها كانت مجبرة على بيع لوحاتها ولم تكن لتفرط فيها لولا الحاجة.

وقد يهمك أيضا:

تطبيق معايير تصنيف الفنادق المصرية لارتقاء المستوى العالمية

معرض اللوفر في أبوظبي يعرض عددًا من القطع الأثرية تبرز حضارة عمان

 
syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشكيليَّة تونسية تخوض رحلة تحدٍّ وإبداع في إحدى مدن محافظة المنستير تشكيليَّة تونسية تخوض رحلة تحدٍّ وإبداع في إحدى مدن محافظة المنستير



GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 17:28 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

باهر المحمدي يضيف الهدف الثاني لمصر في شباك تونس

GMT 14:39 2020 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أغراض و مستلزمات جهاز العروس بالتفصيل

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مصدر يؤكد اتفاق عمرو دياب مع "روتانا " من جديد

GMT 19:04 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

إصابة سائحة روسية وابنتها بـ"مرض النوم" في زنجبار

GMT 07:05 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

٧ أخطاء تجنبي الوقوع فيها عند تجهيز منزل الزوجية

GMT 16:38 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

"جاموفوبيا" مجموعة قصصية جديدة لـ "محمد متبولي"

GMT 00:52 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحرس الثوري يحذر أميركا من الرد على قصف قاعدة "عين الأسد"

GMT 04:43 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

موسى أبو مرزوق يؤكد علاقاتنا مع سوريا مقطوعة

GMT 09:38 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

تأسيس شركة إعمار لصهر المعادن في حمص

GMT 13:38 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

قسطرة قلبية تنقذ حياة مريض ستيني في بيشة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24