تشكيلية سويسرية تستلهم أعمالًا من التراث الفرعوني والعربي
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

استعانت بورق البردي والخيامية لصنع مجسمات مميزة

تشكيلية سويسرية تستلهم أعمالًا من التراث الفرعوني والعربي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تشكيلية سويسرية تستلهم أعمالًا من التراث الفرعوني والعربي

ورق البردي
جينيف- سورية24

استلهمت الفنانة السويسرية باتريسا جاكوميلا، أفكارا متنوعة لتنفيذ أعمال تشكيلية وذلك بعد إقامتها بالقاهرة نحو 6 أشهر عبر منحة علمية سويسرية، من نبات البردي الذي كثر استخدامه في الحضارة الفرعونية، وفنون الخيامية التي تنتمي إلى التراث العربي والإسلامي، وورق صحف الجرائد.

الأشكال الفنية التي صنعتها جاكوميلا وعرضتها أخيراً بمدينة زوغ السويسرية، جاءت نتيجة التفاعل والاندماج مع الناس والثقافة والتاريخ والأماكن المختلفة التي زارتها وتحركت فيها بمصر، إذ ركزت في تناولاتها ومعالجاتها المختلفة على المجال العام، كما حاولت فهم الحياة اليومية للمصريين وتناقضاتها وتأثير الثقافة العالمية في الإنسان المصري، بهدف خلق بيئة للتفاعل والتبادل الثقافي تستند لوسائط فنية مختلفة وفق جاكوميلا.

وصممت الفنانة السويسرية مركباً مساحته متران، من ورق البردي، بجانب طائرة صممتها من ورق الصحف بعد معالجتها بطريقة معينة، وكانت مساحتها مترين أيضاً، بالإضافة إلى أعمال أخرى تنوعت بين عروض الفيديو والتكوين في الفراغ، على غرار مجسم لشجرة سقطت أوراقها، ووضعتها بشكل مائل وإلى جوارها وضعت بقجة من نسيج الخيامية.

تصميم طائرة حربية مصنوعة من ورق الصحف يرمز إلى الخليط المتنوع من الانتشار المفرط للكتابات المفبركة، التي عمد مسؤولو الصحف وكتابها إلى إغراق المجتمع والناس بها، فضلا عن الأخبار المزيفة والتي تهدف إلى توجيه اهتمامات الناس في طريق معين، بحسب تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط».

وذكرت جاكوميلا أنها قامت ببناء الطائرة من أوراق صحف أحضرتها من مدن مختلفة حول العالم بعد زيارتها ومن بينها القاهرة ونيويورك والقدس وغيرها من البلدان الأوروبية، وقد نفذتها بحيث تكون راقدة على الأرض غير مهيأة للإقلاع.

أعمال جاكوميلا المستمدة من التراث العربي والفرعوني لم تقتصر عند حدود التشكيل في الفراغ بل قامت بإعداد فيلم بعنوان «بقايا» تعود فكرته إلى عام 1989 عندما أولى الدكتور حسن رجب اهتماماً بالغاً بالصناعات اليدوية في دلتا مصر وتحديداً في قرية الجراموس، بمحافظة الشرقية، والتي تعد من أهم القرى التي تهتم بزراعة ورق البردي في مصر، ورصدت جاكوميلا تراجع زراعة هذا النبات التاريخي بالقرية.
وبعنوان «ذكريات الغد» صنعت جاكوميلا مركباً من ورق البردي، قامت بربطه بخيوط حمراء، وتوضح جاكوميلا أنها شاهدت رسوما بالصحراء الشرقية المصرية لمراكب مصنوعة من ورق البردي، تعود لمرحلة ما قبل التاريخ «3500 - 5000 قبل الميلاد». وترى أن العمل الذي نفذته يشير إلى التواصل بين الماضي والحاضر، مشيرة إلى أن «البردي لا يزال مستخدما في إثيوبيا والهند وبوليفيا كمادة أساسية في صناعة الزوارق الخفيفة، وهي تمثل في أساطير بلاد الرافدين والثقافة الهندية رمزاً للخلاص، كما أنها تحمل مفردات الحياة وعناصر استمرارها.
ورغم أن المركب يمثل في اعتقاد جاكوميلا نوعا من الأمل، فإنه في الوقت ذاته يشير إلى نقطة محزنة وهي مشكلة اللاجئين، وغرق أعداد كبيرة منهم في البحر المتوسط، وهم يسعون للهجرة إلى دول أوروبا بحثا عن حياة آمنة، لا يجدونها وهم يصارعون الأمواج، لكنها تأمل أن يفتح العالم صفحة جديدة معهم.

أما عمل الشجرة الذي جاء بعنوان «في اللامكان» ويصور شجرة قاربت على السقوط، وإلى جوارها صرة من قماش الخيامية المزخرف بألوانه الزاهية المعروفة، وتعبر من خلاله عن رقة حال العديد من البشر، بجانب غياب الإحسان فيما بينهم، وعدم الشعور بالاستقرار، وهو في رأيها يدفع المشاهد للتفكير والتأمل والتفاعل مع تلك المشاعر المتناقضة.
ولم تتوقف رحلة جاكوميلا مع حياة المصريين عند هذا الحد، بل قامت بالتقاط عشر صور وضعتها إلى جوار بعضها، تنوعت بين التشخيص والتجريد، بين الخيال والواقع، وجميعها تظهر الحياة اليومية المصرية، وقد تعمدت بحسب وصفها محو بعض التفاصيل والمفردات التصويرية ودمجها سوياً للتوغل في اكتشاف بنية مجتمعاتنا المعاصرة، من دون الوقوع في أنماط معتادة تغلب على الكثير من الصور التي تسجل جوانب من حياة المجتمعات.

قد يهمك ايضا:

"مسك للفنون" يعيد النّبض لأكبر صالة أعمال تشكيلية في الرياض

"الثقافة السعودية" تنظم فعالية "حياة الأعشي" للاحتفاء برموز التراث العربي

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشكيلية سويسرية تستلهم أعمالًا من التراث الفرعوني والعربي تشكيلية سويسرية تستلهم أعمالًا من التراث الفرعوني والعربي



GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 09:02 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات كبيرة في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 11:34 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدأ الاستعداد لبدء التخطيط لمشاريع جديدة

GMT 11:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 13:01 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

زيدان يدافع عن هازارد عقب الهزيمة أمام أتلتيك بيلباو

GMT 14:43 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب والتدخل الروسي وقضية أوكرانيا

GMT 13:43 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عشرات القتلى في جنازة قاسم سليماني

GMT 08:15 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

لوحات تحكي بلسان الأطفال في معرض لون وحب لسناء قولي

GMT 09:34 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

انكماش الاقتصاد البريطاني بعد تدهور للخدمات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24