تشكيلية مصرية تبرز أوجاع المرأة وأحلامها عبر حكايات ستات
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

على سطح اللوحات قصصًا مُعلنة وخفية حافلة بالمعاناة

تشكيلية مصرية تبرز أوجاع المرأة وأحلامها عبر "حكايات ستات"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تشكيلية مصرية تبرز أوجاع المرأة وأحلامها عبر "حكايات ستات"

التشكيليات الفنية
القاهرة -سورية 24

تناول كثير من الأديبات وجع الأنثى عبر أعمال روائية وسردية نسوية مفعمة بالإبداع وبلغة أنثوية عذبة، وكذلك فعلت التشكيليات... فلكم التقينا على سطح لوحاتهن بقصص مُعلنة وخفية حافلة بالآلام والمعاناة، وكل تفاصيل السعادة والأحلام في الوقت ذاته. وفي تجربة فنية جديدة تُعد سرداً بصرياً يغوص في أعماق المرأة، تروي الفنانة الشابة دينا محمود «حكايات ستات» بأسلوب فني بسيط وقريب لنفس المتلقي، وكأنّها أرادت أن تأخذنا إلى داخل بيوتهن، وتجعلنا نشاركهن جلساتهن، ونستمع إلى أحاديثهن وهن على سجيتهن دون تكلف أو تصنّع، فجاء سردها جميلاً و«سهلاً ممتنعاً».

وفي جلسات النساء على سطح لوحاتها، التي يضمها معرضها المقام في «المركز الثقافي الدولي» بالقاهرة، نحن لا نلتقي بحكايات «نميمة» أو أحاديث تافهة، كما قد يظن البعض، حتى إن تضمنت قدراً من أخبار الموضة والأزياء ومساحيق التجميل، فإنّ ذلك لا يكون إلا لتبرز أنوثتها، وهو حق مشروع لها، أو لتخفي أحزانها وإخفاقاتها.6نفقذ

ففي الجلسات نساء يتحدثن عن أنفسهن... عقول تتحاور، صور من الحياة تعيشها المرأة وأسرتها التي لا تغادر وجدانها أينما ذهبت، وأوجاع تظهر رغم الكتمان، وسعادة ترقص في عيونهن، وضحكات يضج المكان بها. إلى جانب سرديات قريبة من «المونولوج» حين تقرر المرأة الاستمتاع بلحظات من العزلة والحديث مع نفسها.

وحسب دينا، فإن معرضها بمثابة «محطات من حياة المرأة، ففيه نعيش يومياتها عن قرب، وقد كنت مصدراً لإلهام نفسي، باعتباري سيدة تعيش في مجتمع شرقي، تمر بتلك المحطات ذاتها، أو تستمع إلى حكايات نساء أخريات، وقد أردت من خلال معايشتي بعضها أن أنقلها وأجسدها في لوحاتي».

لكن إذا كانت لوحاتها توثق بعض التجارب الإنسانية النسوية، فقد نجحت أن تفعل ذلك بشكل غير مباشر، بمعنى أن اللوحات لا تتضمن مشكلات بعينها، إنما تجسد المشاعر والأحاسيس والعاطفة المرتبطة بها، فتجد نفسك في بعض اللوحات أمام امرأة متألمة في صمت وصبر، ولا تتحدث سوى تعبيرات وجهها الناطقة بالحزن الدفين، أو تروي عيونها لعيون صديقتها الكثير، أو تكتفي بنفسها للبوح الذاتي، وهكذا تخفي أو تبوح كل امرأة في أعمالها بقصة أو حديث خلفه مشاعر وحقائق لا تعرفها إلا هي وجدران بيتها.
«وكأن كثيراً من النساء في الشرق يعشن حياتين... الأولى تمنح فيها من حولها الحنان والاهتمام، والأخرى تتألم فيها من الافتقاد إلى الحنان والاهتمام! أو ربما ذكرى حبيب لا يزال يسكن القلب، فلا يمكن أن ننكر كم أنّ المرأة رومانسية، ولا تستغني عن العاطفة في حياتها، حتى لو كانت لذكرى رجل»، تقول دينا في حديثها لـ«الشرق الأوسط».

لكن ليست كل اللوحات تحمل حكايات حزينة، فالمرأة بطبيعتها تبحث عن السعادة دوماً لنفسها ولأسرتها، ولذلك نستطيع أن نقبض على كثير من لحظات السعادة المسروقة من متاعب الحياة في بعض أعمال المعرض، البالغة 35 لوحة، فنجدها تركب الدراجة في إطلالة أنيقة ناعمة خلف رجل، أو تجلس تحتسي القهوة في الصباح في دلال واسترخاء على أريكتها المفضلة في حوار مع نفسها، أو مع قهوتها، وتظهر بثوب ذي تصميم أنثوي يلون حياتها بألوانه المبهجة.

وكأن الفنانة تحرضها على السعادة في رؤية حداثية للمرأة، تحفزها على حب الحياة بعيداً عن حكايات الحزن والألم في الشرق؛ حيث يموت الحب وتختفي السعادة أمام عتبات «القسمة والنصيب» وجمود الإرث الاجتماعي، حسب دينا، التي توضح: «لا ينبغي أن تستمد المرأة سعادتها من الرجل وحده... رضاه عنها، علاقتها به، وإخلاصه لها، إنما عليها أن تصنع سعادتها بنفسها، ومن أجلها». وتتابع: «لذلك لم أجعلها معه سوى في عدد محدود من اللوحات، فثمة شخوص وأشياء أخرى بسيطة يمكن أن تجلب لها السعادة».

ولا يسلط «حكايات ستات» الضوء على طبقة أو شريحة اجتماعية بعينها، لكن هناك تنوع، إذ تطل علينا من اللوحات السيدة البسيطة والشعبية والراقية والمثقفة والأرستقراطية، مع تعبيرية رمزية تحفل بدلالات ورموز مثل الطائر رمز الحرية والانطلاق، بجانب الاحتفاء بخلفية اللوحة كقطع الديكور ذات التصميم البسيط الذي يمنح اللوحات الأجواء الدافئة.

استخدمت دينا ألوان أكريليك، وخامات مختلطة، ولجأت إلى الكولاج في بعض الأعمال، وخبطات للفرشاة، لإكساب الأعمال تأثيرات مقصودة، وملمساً بارزاً يجذب المتلقي للتفاعل مع العمل.
ويظهر أيضاً تعمد الفنانة الاعتماد على بالتة ألوان أنثوية زاهية في ملابس النساء المنقوشة ببعض النقوش والزهور الصغيرة والدانتيل والتفاصيل الشعبية، للتأكيد على فكرة أنه ليست كل حكايات النساء حزينة، ولبثِّ البهجة في نفوس الجمهور. ويعدّ معرض «حكايات ستات» المعرض الخاص الثاني لدينا محمود، بعد معرض «تأملات» الذي أقامته منذ نحو 3 سنوات.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشكيلية مصرية تبرز أوجاع المرأة وأحلامها عبر حكايات ستات تشكيلية مصرية تبرز أوجاع المرأة وأحلامها عبر حكايات ستات



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 19:39 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

"لادا 4 أكس 4" بتقنية جديدة من "أفتوفاز" الروسية

GMT 17:06 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد فؤاد سليم يهنئ معجبيه بالعام الجديد عبر "فيسبوك"

GMT 16:01 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

كشف طريقة لتخفيض خطر الإصابة بمرض السكري

GMT 06:44 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

النجمة ياسمين عبد العزيز تتألق في أحدث ظهور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24