عائلات مصرية تتوارث حرفًا وفنونًا فرعونية منذ 3500 عام في محافظات الصعيد
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

يعملون على حفظ تراث جدادهم الذين نحتوا ونقشوا ورسموا مئات المقابر

عائلات مصرية تتوارث حرفًا وفنونًا فرعونية منذ 3500 عام في محافظات الصعيد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عائلات مصرية تتوارث حرفًا وفنونًا فرعونية منذ 3500 عام في محافظات الصعيد

مدينة الأقصر التاريخية
القاهرة- سورية24

عندما تزور مقابر ومعابد ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، في البر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، سوف تقودك قدماك لتتجول في ربوع مدينة القرنة القديمة، الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وسوف تجذبك الأحجار بكل أنواعها وألوانها، والمباني التي تسكنها عائلات تتوارث الحرف والفنون المصرية القديمة التي يبلغ عمرها قرابة 3500 عام.

إنهم أناس يمتهنون حرف وفنون النحت والنقش والرسم على الحجر، الأطفال والنساء والرجال يعملون على حفظ فنون أجدادهم الفراعنة الذين نحتوا ونقشوا ورسموا مئات المقابر وعشرات المعابد في جبل القرنة، أو ما يطلق عليه قديما جبانة طيبة.

هنا يرقد ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، في مقابر نحتت في الصخور قبل آلاف السنين، على يد عمال وفنانين مهرة، كانوا يقيمون في مدينة العمال، التي تعرف اليوم باسم دير المدينة، جنوبي القرنة.

وعلى خطى سكان مدينة العمال التي تأسست في عهد الدولة الحديثة (1570 قبل الميلاد–1070 قبل الميلاد)، واصل سكان مدينة القرنة الحفاظ على فنون النحت والنقش والرسم والتلوين، فيما بات يعرف اليوم بـ" صناعة الألباستر".

وبجانب المئات ممن يعملون في نحت ونقش ورسم وتلوين التماثيل واللوحات الجدارية التي تعد نسخة كاملة من تلك التماثيل واللوحات التي تزين المقابر وتمتلئ بها معابد قدماء المصريين، هناك ما يعرف بـ" مصانع الألباستر" التي أقيمت على جانب الطرق المؤدية إلى معابد ومقابر الفراعنة، في تلك المنطقة التي تضم بين جنباتها مقابر وادي الملوك ووادي الملكات والأشراف والعساسيف وذراع أبو النجا.

كما أن هناك معابد الرامسيوم وهابو وسيتي الأول وأمنحتب الثالث وإيزيس ومرن بتاح وحتشبسوت، وغيرها من المزارات الأثرية المهمة التي يتوافد لزيارتها كل يوم آلاف السائحين من مختلف بلدان العالم.

وتضم مصانع الألباستر مجموعات من هؤلاء الفنانين الفطريين من أهل مدينة القرنة، وقاعات عرض ضخمة يعرضون بداخلها مئات من التماثيل واللوحات والتحف الفرعونية، التي يأتي السائحون لشرائها والعودة بها لبلادهم.

كما توارث هؤلاء خبرة جلب الأحجار، ومعرفة أنواعها وألوانها، والمعدات والأدوات التي تستخدم في تقسيمها إلى قطع، وتهيئتها لتكون صالحة لنحت تمثال أو نقش ورسم لوحة جدارية.

وبحسب إبراهيم زوتس، رئيس جمعية حماية التراث والفنون في الأقصر، فإن مؤسسات حكومية تدعم هؤلاء النحاتين والرسامين في القرنة، عبر إشراكهم في معارض خارجية وداخلية يعرضون فيها منحوتاتهم من التماثيل واللوحات الفرعونية، بجانب إقامة ورش عمل في قصر ثقافة القرنة لتدريب الصغار على حرف وفنون أجدادهم من قدماء المصريين، الذين سكنوا تلك المنطقة قبيل آلاف السنين

وكان سكان القرنة حتى العام 2008 يعيشون في مساكن أقيمت فوق مقابر قدماء المصريين وبين معابدهم، قبل أن تقوم الحكومة بنقلهم من تلك المساكن إلى مدينة القرنة الجديدة التي أقيمت على بعد عدة كيلو مترات من القرنة القديمة، لكن بعض نجوع القرنة القديمة لاتزال باقية حتى اليوم وسط معابد ومقابر شيدها قدماء المصريين قبل آلاف السنين، مثل سكان الرامسيوم وسكان عزبة الورد وسكان نجع الجنينة والمنطقة الملاصقة لمصانع الألباستر المواجهة لمقابر الأشراف والنبلاء من قدماء المصريين في ذراع أبو النجا والعساسيف والأشراف.

يذكر أن سكان القرنة الذين يمارسون الفن بالفطرة، هم ورثة لأجدادهم من قدماء المصريين الذين أبدعوا تماثيل ولوحات وقطعا فنية رائعة، ذات ألوان مفعمة بالحيوية، وتميز أسلوبهم بالأناقة والجمال والفخامة، وتؤكد مدى ثقة الفنان بنفسه – آنذاك – ومدى ما كان ينعم به من حرية التخيل والإبداع.

واستخدم المصري القديم أدوات بسيطة مثل الإزميل في نحت التماثيل، ونقش الرسوم والكتابات الهيروغليفية على جدران المقابر والمعابد، كما عرف صناعة وتكوين الألوان قبيل آلاف السنين.

وكان لابد للفنان المصري القديم الذى يقوم بنحت الحجر أن يكون على دراية بفن الرسم، وكانت الألوان في مصر القديمة تتكون من أصباغ معدنية وماء يتم خلطه بالصمغ والشمع والعلكة والطمي وزلال البيض، بجانب الراتينج الذى كان يستخدم لتثبيت الألوان.

كما كان الفنان المصري القديم، يستخدم فرشاة ذات شعر ناعم تشكل من قطعة خشب وفى طرفها تثبت ألياف نباتية، أو قلم من الحطب، في تلوين الرسوم والنقوش واللوحات والتماثيل. وقد عرف الفنان المصري القديم ثمانية أنواع من الألوان هي الأبيض والأصفر والأحمر والأزرق والأخضر والبني والرمادي والأسود.

فد يهمك ايضا:

اختتام الدورة السادسة لـ"مؤتمر المكتبات" بمُشاركة 22 مُتحدّثًا في معرض الشارقة الدولي

شهلا العجيلي ارتبط اسمها بمدينة الرّقة وقدَّمت معاني الحبّ والجسد بلا تحفّظات

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عائلات مصرية تتوارث حرفًا وفنونًا فرعونية منذ 3500 عام في محافظات الصعيد عائلات مصرية تتوارث حرفًا وفنونًا فرعونية منذ 3500 عام في محافظات الصعيد



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 12:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الوضع مناسبٌ تماماً لإثبات حضورك ونفوذك

GMT 10:40 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 07:28 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بعد احتجاز دام أسبوعان إيران تفرج عن الصحفية الروسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24