مسيرٌ تراثي وفني يجوب شوارع غزة إحياءً لـيوم الزّي الفلسطيني
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

المشاركون أكّدوا تمسكهم بالهوية الوطنية وتاريخ بلادهم

مسيرٌ تراثي وفني يجوب شوارع غزة إحياءً لـ"يوم الزّي الفلسطيني"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مسيرٌ تراثي وفني يجوب شوارع غزة إحياءً لـ"يوم الزّي الفلسطيني"

مسيرٌ تراثي وفني يجوب شوارع غزة
غزة- سورية 24

امتلأت شوارع مدينة غزة الفلسطينية بالعشرات في المسير التراثي الذي جاب شوارعها حيث بدا المشهد، "أثوابٌ زاهية بألوانها، تتوسطها تفاصيل التطريز الفلاحي. أمثالٌ شعبية ومواويل غنائية متبوعة بزغاريدٍ وآهات فلسطينية أطلقتها حناجر الفتيات والنساء. فرقُ دبكة شعبية حوّلت الشارع لميدانِ حياة وفرح. رجالٌ يصدحون بالزجل والعتابا وزفة عروسٍ وعريس تراقبها عيون الناس على جانبي الطريق"

والمسير الذي تُنفذ فكرته بذكرى «يوم الزي الفلسطيني»، عُقد هذا العام لأول مرّة في شوارع قطاع غزة، بعد أن كان تنفيذه مقتصرا خلال السنوات الماضية على مدن الضفة الغربية ومخيمات الشتات، وقامت عليه شابتان مبادرتان هما يافا الكفارنة وريما محمود.

وخلال الأيام الماضية عملت الشابتان بشكلٍ مكثف، واستطاعتا توحيد مجموعة مؤسسات رسمية وأهلية وحشدتا الجمهور باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لأجل إنجاح فكرتهما، وحددتا وقت صباح الثلاثاء للنزول للشارع من أجل تعريف الناس بالزي الفلسطيني ولإبقاء التاريخ الحقيقي حاضرا في أذهانهم.

وتقول محمود لـ«الشرق الأوسط»، «أردنا في هذا العام أن ننقل تجربة المسير لقطاع غزة لأنّه جزء أصيل وأساسي من الحالة الفلسطينية وتقع عليه مسؤولية الحفاظ على التراث كما كلّ المناطق»، موضحة أنّ علمها برفقة صديقتها جاء لتعميم فكرة ارتداء الثوب وتعزيز حضوره في كلّ المناسبات المحلية والعالمية بوصفه واحدا من أدوات النضال الوطنية في وجه الرواية الإسرائيلية.

والحضور المميز اليوم للنساء والرجال على حدٍ سواء وتفاعلهم مع الفكرة هما دليل على مدى وعي الناس بأهمية تراثهم وضرورة الحفاظ عليه، وفقا لما أشارت له الشابّة، مضيفة أنّ الفعاليات الخاصة بإحياء المناسبة انطلقت يوم الخميس الماضي من مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وجابت عددا من المدن داخل فلسطين وخارجها تحت شعار «البس زيّك مين زيّك».

«زرعنا الميرمية ع باب الدار، فلسطين بتنادي على الثوار» كلماتٌ من أغنية تراثية قديمة كانت ترددها الطفلة جومانة مطر برفقة المشاركين بصوتها الطفولي الدافئ. تتأمل قليلا بعيون المارة في الشوارع التي كان باديا عليها الاندهاش من هذا المشهد غير المألوف. تعود وتردد مطلع أغنية «على دلعونا» الشهيرة وتكمل طريقها. وانطلقت فكرة «يوم الزي الفلسطيني» بمبادرة عفوية قبل خمس سنوات، حين اعترض مجموعة من الشباب على ارتداء عارضة أزياء إسرائيلية الثياب الفلسطيني مدعية أنّه جزء من تراث دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ فقرروا تحويل ذلك اليوم لمهرجانٍ يطوف المدن ومخيمات اللجوء ومقار الجاليات الفلسطينية للتأكّيد على أصل وهوية ذلك الزي.

«الاحتفال بالزي في الشوارع والأماكن العامّة هو أبلغ رسالة للرّد على محاولات الاحتلال المتكررة الهادفة لسرقة التراث الفلسطيني»، تقول الفتاة المشاركة بالمسير هبة الفقعاوي (16 سنة) في حديثٍ لـ«الشرق الأوسط»، إنّ هذا اليوم يذكرها بالأجداد ولباسهم وعادتهم وتقاليدهم وحياتهم قبل النكبة، إضافة لكونه يرسخ وجودها ويظهر أصلها العربي الفلسطيني المتجذر في هذه الأرض.


اقرأ  أيضًا:

اختتام فعاليات معرض "421" وجهة الفنون والتصميم في أبوظبي

أمّا الزّجال خليل نصير (45 سنة) الذي لفت انتباه الناس بلبسه للقمباز التراثي، وبأدائه واستعراضه لزفة العريس الذي شاركه في تقليد طقوسها عدد من الشباب، فيذكر لـ«الشرق الأوسط» أنّه اختار الحفاظ على إرث آبائه وأجداده منذ نحو عشرين عاما وأسّس فرقة للزفة الفلسطينية؛ لإحياء الأفراح والمناسبات السعيدة، موضحا أنّ تفاصيل الزفة تختلف حسب المكان والزمان، فحمام العريس له طقوس تختلف عن حفلة الحناء، وكذلك لا تتشابه مع زفة الشارع. وعلى منصات التواصل الاجتماعي نشر مئات الأشخاص صورا لهم تُظهرهم يرتدون الزي الفلسطيني بالتزامن مع الفعاليات التي عُقدت على الأرض، ومن بين أولئك كانت الشابّة آلاء حامد التي بيّنت لـ«الشرق الأوسط» أنّها تعلّقت بالثوب الفلاحي منذ الصغر، بعد أن أهدتها جدتها «الماهرة» بخياطة الأزياء التراثية في ذكرى النكبة الفلسطينية ثوبا طرزته لها بيدها، وحاكت في وسطه خريطة قرية «بربرة» المحتلة.

ويُشار إلى أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتمد في عام 2018، الخامس والعشرين من يوليو (تموز) يوما للزي الفلسطيني، يُحيي ذكراه المواطنون بفعالياتٍ ممتدة على مدار أيام متعددة، من خلال نزولهم للشارع مرتدين الأثواب الفلسطينية رافعين الأعلام واللافتات الداعية إلى صون هذا الإرث التاريخي وحمايته من الاندثار، كما تنظم المعارض التراثية والمهرجانات التي تشارك فيها فرق الفلكلور الشعبي.


قد يهمك أيضًا:

العراق يسترد مجموعة من القطع الأثرية من بريطانيا والسويد

دراسة حديثة على فخار غامض تُوضِّح ثقافة "مجهولة" في الإكوادور

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيرٌ تراثي وفني يجوب شوارع غزة إحياءً لـيوم الزّي الفلسطيني مسيرٌ تراثي وفني يجوب شوارع غزة إحياءً لـيوم الزّي الفلسطيني



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 14:34 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

تتحرر وتتخلص من الأعباء الكثيرة والضغوط

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 09:13 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

توقيع رواية أول أكسيد الحب بمديرية الثقافة بحلب

GMT 17:20 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل عرض مسرحية علاء الدين ضمن فعاليات موسم الرياض

GMT 14:43 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

الطريقة المثالية لتطبيق كريمات الترطيب على بشرتك

GMT 08:13 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يمسح الأصدقاء "ثقيلي الظل" من الصور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24