خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط عرض جانبي سيكشف عنه هذا الشهر
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

تعتمد على تقوية قدرة إسرائيل في مقابل إضعاف موقف الفلسطينيين

خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط عرض جانبي سيكشف عنه هذا الشهر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط عرض جانبي سيكشف عنه هذا الشهر

الرئيس الأميركي دونالد ترامب و رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
واشنطن _ يوسف مكي

يبدو أن الصفقة النهائية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخاصة بقضية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على وشك أن تدخل مرحلة ما قبل الإنطلاق، حسبما يدعي مخططوها، وذلك بعد عامين من الترنح، حيث لفت ترامب إلى إن خطة السلام التي أعدها فريقه، المكون من محاميين مقربين سابقين وصهره جاريد كوشنر، ستكون جاهزة للكشف عنها بحلول نهاية شهر يناير/ كانون الثاني.

ولكن على الرغم من الترقب المحيط بمقترحات ترامب لحل أحد أكثر الصراعات المستعصية في العالم، فإن خطة أكثر أهمية للمنطقة يجري تنفيذها بالفعل على أرض الواقع، وهي محاولة لتقوية قدرة إسرائيل مع إضعاف موقف الفلسطينيين. فقد نفذت إدارة ترامب المطالب الرئيسية للوبي اليمين الإسرائيلي المتشدد، وخفضت بشكل كبير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، كما أعلن ترامب مدينة القدس المتنازع عليها عاصمة لإسرائيل، وإغلق المكاتب الدبلوماسية الفلسطينية في العاصمة الأميركية واشنطن، كما أغلق قنصليتها الخاصة التي تخدم الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وبالنسبة للفلسطينيين، وكثير من الإسرائيليين، فإن صفقة السلام تعد عرضا جانبيا، لأن القضية الأكبر، التي لا تعتمد على السلام، هي تنفيذ رغبات إسرائيل من قبل الإدارة الأميركية الأكثر توافقا معها في تاريخها وقال ترامب مراراً وتكراراً إن هذه الإجراءات تهدف إلى إجبار الزعماء الفلسطينيين، الذين يرفضونه كليا ويعتبرونه وسيطاً متحيزاً، على بذل جهود للسلام، ولفت أيضا الى إن إسرائيل ستضطر إلى "دفع ثمن للسلام"، رغم أنه لم يحدد ماذا سيكون.

ورد الزعماء الفلسطينيون بالقول إنه "لا توجد خطة حقيقية للتوصل إلى حل عادل، حيث قالت حنان عشراوي، وهي سياسية فلسطينية بارزة: "إنها حقا كذبة"، مضيفة :"الجميع يعمل على هذا المفهوم الخيالي. الولايات المتحدة أصبحت شريكة لإسرائيل وهي تنفذ سياسات إسرائيلية. كل ما نراه هو إجراءات أحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، يجري الآن تصميم الواقع على الأرض."وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الأولوية القصوى قد وُضعت لتحقيق صفقة شاملة، ولكنها ستكون صعبة. وبينما لم يعلق على تفاصيل الخطة، التي لا تزال قيد الصياغة، فإن بعض الجوانب أصبحت أكثر وضوحا.

اقرأ ايضًا :

دونالد ترامب يتراجع عن قراره بسحب القوات الأميركية من سورية

أولا، خلافا للجهود السابقة التي قادتها الولايات المتحدة والتي كان على عاتق الإسرائيليين والفلسطينيين أن يقرروا فيها التفاصيل، فإن إصدار ترامب سيكون على الأرجح أكثر تحديدا وإلزاما، في جوهره، سيكون سلسلة من المقترحات يقول المنتقصون إنها ستكون مركزة بشكل كبير على المطالب الإسرائيلية القائمة على الآراء السياسية لمؤلفيها، على سبيل المثال، رأي جايسون غرينبلات، الذي يقود فريق ترامب بعد ترقيته إلى الحكومة من كبير المسؤولين القانونيين في منظمة ترامب، القائل إن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وهو الأمر غير القانوني بموجب القانون الدولي، ليس عقبة للسلام، حتى أن ديفيد فريمان، سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، كان أكثر صرامة في دعم بناء المستوطنات الإسرائيليىة، حتى أنه دعى إلى ضم الأراضي الفلسطينية.

ثانيا، ستدفع الولايات المتحدة الجانبين لقبول الصفقة، مما يعني أن الخطة عرضة للأنهيار، ويقول النقاد إنه من الواضح بشكل متزايد أن أولئك الذين يصوغون الخطة ربما لا يراهنون على نجاحها في تحقيق أهدافهم، والتي يجري تنفيذها بالفعل على أرض الواقع وسيعرف فريق ترامب أنه من وجهة نظر إسرائيل، هناك شهية قليلة جدا للسلام مقارنة بالماضي، حيث أظهر استطلاع في أغسطي/ آب أن 9٪ فقط من الإسرائيليين يريدون من حكومتهم إعطاء الأولوية للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين في عام 2019.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يدرك كليا مشاعر الرأي العام قبل الانتخابات، إنه لا يرى ضرورة ملحة بشأن كشف ترامب عن خطة السلام، وكان وزير دفاعه السابق، أفيغدور ليبرمان، أكثر وضوحا عندما سئل عن اتفاق سلام يمكن أن يؤدي إلى حكم ذاتي فلسطيني، حيث قال: "أنا لا أهتم بدولة فلسطينية"، وقالت وزيرة العدل، إيليت شاكيد، إنها ستخبر ترامب بأن "الخطة مضيعة للوقت"وقال دبلوماسي أوروبي في القدس لصحيفة الـ"غارديان" شرط عدم الكشف عن هويته إنه من الممكن بوضوح أن نصل إلى نهاية رئاسة ترامب دون أي مقترحات سلام.

ومع ذلك، يصر المسؤولون الأميركيون على وجود جهود حقيقية للسلام، إن مصممي الصفقة الرئيسيين الثلاثة، غرينبلات، وفريدمان، وجاريد كوشنر، جميعهم جاءوا من خلفية تجارية، وكان موقفهم هو معالجة الصراع كصفقة، وبفضل الحوافز الاقتصادية، فإنهم يأملون في إقناع الجانب الذي أعطى أولوية للمسائل المبدئية، مثل حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم أو المطالبة بالقدس عاصمة لهم.

وكتب ثلاثتهم في مقال في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في يوليو/ تموز يقولون:" لا يوجد سبب للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، يمنعهم من الاستمتاع بالنجاحات الاقتصادية، والاندماج في اقتصاد إقليمي مزدهر، في حال سمحوا لنا بمساعدتهم. ويرى ترامب أيضا أن أي مفاوضات هي معاملة تجارية، قائلا إن "عليه إجبار الفلسطينيين على الوصول إلى اتفاق من خلال يدهم عن طريق قطع المساعدات".

وكتب كوشنر رسالة إلى وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين "الأنروا"، في العام الماضي، حيث قال:" لا يمكن أن يكون هدفنا الحفاظ على استقرار الأمور كما هي. في بعض الأحيان، عليك أن تخاطر استراتيجيا بتكسير الأشياء للوصول إلى هناك. وبعد وقت قصير من تعيين غرينبلات في العام الماضي، قالت تانيا هاري، المديرة التنفيذية في "غيشا"، وهي منظمة إسرائيلية غير ربحية تشجع حرية حركة الفلسطينيين، إن "مكتبها بدأ في تلقي اتصالات من فريقه يطرح أسئلة حول الاقتصاد في غزة" ولا يرى غرينبلات أن الحصار الذي تقع غزة تحته منذ 10 سنوات، سببا في الحالة الإنسانية السيئة التي يعيشها القطاع، ويلقي باللوم على حركة حماس، والسلطة الفلسطينية.

قد يهمك أيضًا:

بارلي تشدد على إنهاء "داعش" قبل الانسحاب الأميركي من سورية

استقالة ماتيس تسعد ترامب لكنها تربك العالم

 
syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط عرض جانبي سيكشف عنه هذا الشهر خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط عرض جانبي سيكشف عنه هذا الشهر



GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 18:08 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تولوز يُفاجئ برشلونة ويؤكد دراسة تجديد عقد توديبو

GMT 10:24 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 13:27 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

ميونخ يدفع بـ"ألابا" لإيقاف الفرعون المصري

GMT 13:43 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

رجل يعض تمساحًا لمنعه من افتراس ابنه في الفلبين

GMT 11:39 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

إقبال جيد على زراعة القطن في الحسكة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

فورد تطرح سيارتها الرياضية “فييستا أس تي”
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24