تداعيات من الحجر المنزلي
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

تداعيات من "الحجر المنزلي"

تداعيات من "الحجر المنزلي"

 العرب اليوم -

تداعيات من الحجر المنزلي

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

يرتفع منسوب الاعجاب الشعبي بـ"النموذج" الصيني، كلما ازداد وباء كورونا تفشياً في دول "الديمقراطية الليبرالية" ... قبل الجائحة، اجتذب "النموذج" الصيني اهتمام أنظمة وحكومات عربية، جادلت في إمكانية تحقيق الإعجاز الاقتصادي، كما الصين، من دون حاجة للإصلاح السياسي او "استعارة" أي نماذج للديمقراطية، ليبرالية كانت أم اجتماعية.
 
أخطر ما في ضائقة كورونا، أنها وفرت لهذا "النموذج" قاعدة شعبية، تتعاظم باستمرار ... "الدولة المركزية" قادرة على محاربة الوباء ومنع تفشيه، أكثر من النظم الديمقراطية ... نظرية "المستبد العادل"، ستجد رواجاً في مرحلة "ما بعد كورونا"، مع أن كثيرٍ من القائلين بها والمتواطئين معها، يدركون سلفاً، أنهم قد يتركون تحت رحمة "المستبد"، أما "العادل" فقد يواجه مصير "الإمام الغائب" أو "المهدي المنتظر".
 
جائحة كورونا، داهمت عالمنا العربي، وهو يعيش الموجة الثانية من ثورات "الربيع العربي" وانتفاضاته، والتي شملت الجزائر والسودان ولبنان والعراق ... ثورات هذه البلدان، لم تستكمل أهدافها بعد، تماماً مثلما حصل مع بلدان الموجة الأولى من الثورات العربية، مع فارق واحد، أن الموجة الأولى، تكسرت على صخرة الثورات المضادة والدولة العميقة والجنرالات، أما الموجة الثانية، فيبدو أنها عرضة للتكسير والانكسار، على صخر الفيروس المايكروسكوبي الخبيث.
 
الضائقة الاقتصادية، التي كانت "المحرك الأول" لثورات الربيع العربي في موجتيها المتعاقبتين، من المرجح أن تتفاقم في مرحلة "ما بعد كورونا"، المكلفة للغاية على الاقتصاد والاجتماع، وقد تفضي إلى تجفيف أو تخفيف موارد كثير من الأنظمة والحكومات ... "نظرياً"، قد يعد ذلك سبباً كافياً للقول، أن قطار "الربيع العربي" سيستأنف تنقله بين المحطات والعواصم، ما أن تضع الحرب على الوباء أوزارها ... لكن هذا ليس سوى واحدٍ من سيناريوهات عدة، تنتظر المنطقة في المستقبل القريب ... فقد نشهد انهيار أنظمة صحية وسياسية عربية، وقد تتفكك دولٌ تقف على حافة التحول إلى "دول فاشلة"، وقد يتعاظم ميل شعوبها للانضباط تحت قوانين الطوارئ وأحكام الدفاع، فالفقر، وحتى الجوع، لا يأتي بالثورات الاجتماعية دائماً وبالضرورة، بل قد يأتي بالفوضى والانهيار والميل للخضوع لأنظمة تعسفية كذلك، وهذا فصل معرف في تاريخ البشرية.
 
وسوف تُكافئ حكومات دول، أدارت بكل شفافية واقتدار، جائحة كورونا من قبل شعوبها (الأردن نموذجاً)، على أن أداء هذه الحكومات في مرحلة "ما بعد كورونا"، سيكون الحكم والفيصل عند تقرير وجهة تطور الأحداث في هذا البلد أو ذاك، والأرجح أن حكومات أخرى، فشلت في إدارة الأزمة، ستجد عنتاً في ضبط إيقاع شوارعها وردود أفعال مواطنيها من دون اللجوء للقوة المفرطة...عند الامتحان، تُكرم الحكومات أو تُهان.
 
وثمة حاجة لضبط إيقاع خطاب الكراهية والتمييز، ولقد رأينا وسمعنا أصواتاً عربية ناشرة، تتحدث بالسوء عن الوافدين والعمال الأجانب، وقد يمتد هذا الخطاب ليطاول شرائح من مواطني تلك البلدان، وقد يميل بعض الناس، لنظرية "الاختيار الطبيعي" الدارونية ... هذه النظريات الشاذة، ليست حكراً على أوروبا أو المجتمعات الغربية، فلدينا ما يماثلها في العالم العربي، وربما بأشكال أكثر فجاجة.
 
وقد يُنمي "التباعد الاجتماعي" الأنانية وحس "الخلاص الفردي" عند شريحة من السكان والمواطنين، ولقد قرأنا تقارير إخبارية عمّا يدور في بعض دول العالم في هذا المجال ... الإجراء المؤقت، يتعين أن يظل "مؤقتاً"، والتدابير الاحترازية، ومن بينها "التباعد الاجتماعي" لا يجب أن تقتل روح المواطنة و"التضامن" عند المواطنين، وإلا كانت النتيجة كارثية بامتياز، سيما وأننا نتحدث عن مواجهة ربما تكون طويلة الأمد مع الفيروس الخبيء والخبيث.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداعيات من الحجر المنزلي تداعيات من الحجر المنزلي



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف

GMT 20:30 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سوق السفر العالمي" ينطلق افتراضيًا في تشرين الثاني 2020

GMT 13:35 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24