مئويتان
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

مئويتان

مئويتان

 العرب اليوم -

مئويتان

بقلم : سمير عطا الله

 لدى روسيا ما يدعو إلى الاحتفال: ربما إلى أبد الأدب والرواية. في مثل هذا الوقت قبل مائتي عام، ولد لها فيودور دوستويفسكي، الذي صنفه معظم النقاد، أعظم الروائيين الروس. البعض قال بل هو مواطنه تولستوي. ما من أحد تقدم باسم ثالث. وبعد دوستويفسكي وتولستوي توجت صناعة الرواية للروس، بارتضاء الأدباء من جميع الأمم. والرواية الأهم في دوستويفسكي لم تكن «الجريمة والعقاب»، أو «الإخوة كارامازوف» بقدر ما كانت سيرته البائسة والمعذبة: يحكم بالإعدام وتستعد الفرقة لإطلاق الرصاص وهو معصوب العينين، وفي اللحظة الأخيرة يصل أمر القيصر بالعفو عنه. ويستبدل بالإعدام السجن ست سنوات في سيبيريا، ذلك المنفى البارد الرهيب، الذي حوله القياصرة، وبعدهم الشيوعيون، إلى أقسى عقاب للمعارضين. أما الأقصى فكان الموت الذي أنزل بالملايين.
خرج دوستويفسكي من السجن لكي يكتب الرواية الإنسانية الكبرى. وأتقن، أيما إتقان، فيما داء الصرع يرميه ويمزقه، رحلة البحث في أعماق النفس البشرية وكرامة الإنسان المهان. وبعد وفاة زوجته الأولى التي هام بها، تزوج من فتاة هامت هي به، وأصبحت الزوجة والخادمة والكاتبة التي يملي عليها أعماله. لكن برغم نجاحه الأدبي وذيوع شهرته، افترسته الديون بسبب غرقه في إدمان القمار. وعندما كان في ألمانيا وصل الأمر به إلى أن اضطرت زوجته إلى بيع معطفها كي يسدد ديونه إلى كازينو «بادن بادن».
لا يزال الروائيون حول العالم يتأثرون بأعماله وآدابه. وتأثر هو أيضاً بكبار الأدباء مثل فيكتور هوغو، وأونوريه دو بلزاك، وشكسبير، وإدغار آلن بو. وأحب كثيراً أعمال تولستوي، وكتب إليه وحاول الالتقاء به، غير أن اللقاء لم يتم.
كان دوستويفسكي ضد الإقطاع والعبودية، لكنه كان أيضاً ضد النظام الجمهوري ووضْع نظام دستوري للبلاد، داعياً إلى وحدة كلية بين الشعب والقيصر. ورأى أن الحل الأمثل خليط من الاشتراكية والمسيحية.
كتب دوستويفسكي في كل شيء: المطالعة الفلسفية، الشعر، القصة القصيرة، المنشور السياسي، التحليل النفسي، والسخرية والرواية. تميز عن سواه بطاقة إبداعية في الجمع بين أبطال عدة في عمل واحد، كما في تحفته «الإخوة كارامازوف». وهي حكاية الصراع بين الخير والشر في عائلة واحدة.
ترجم الدكتور سامي الدروبي (سوريا) جميع أعمال دوستويفسكي إلى العربية، ولا تزال طبعاتها تتتالى إلى الآن.

 

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مئويتان مئويتان



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 11:17 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

لافروف يتوعد الإرهابيين في إدلب بـ رد ساحق

GMT 19:16 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

"كيا" تكشف عن سورينتو الجديدة كليًا في 2021

GMT 07:07 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زيت اللوز المر لتبييض المنطقة الحساسة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24