البغيض
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

البغيض!

البغيض!

 العرب اليوم -

البغيض

حسن البطل
بقلم - حسن البطل

بين الانتخاب والتنصيب، أي بين اليوم الثالث من تشرين الثاني، واليوم العشرين من كانون الثاني، فترة حرجة لترامب وللولايات المتحدة، وحتى للعالم إذا انتخبت غالبية المقترعين الرئيس دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية: «كان الله في عوننا».
أما إن انتخبت غالبية المقترعين جو بايدن، كتب كبير معلّقي «نيويورك تايمز»، توماس فريدمان أن الحرب الأهلية الأميركية الثانية قد تذر بقرنها إذا لم يسلم ترامب بهزيمته.
يحصل في الديمقراطية الأقوى عالمياً، ما لا يحصل في ديمقراطيات أوروبية. إذ قد تصوت غالبية الناخبين لصالح مرشح، بينما تجيء نتيجة المجمع الانتخابي خلاف ذلك، أو يكون فارق الأصوات لا يتعدّى المئات، فيطعن الخاسر، ويعيدون التعداد وفي النهاية حصل أن فاز الجمهوري جورج بوش الابن على الديمقراطي آل غور، وأعلن المجمع الانتخابي فوز دونالد ترامب.
آل غور كان شهماً، واعترف بهزيمته، ولا يبدو أن دونالد ترامب يتصف بالشهامة، ولمح إلى اعتراض محتمل بشائبة إما تدخل إلكتروني روسي أو صيني، أو لأن التصويت المبكر بالبريد، قد يرجّح فرصة جو بايدن، كما تشير إلى ذلك تقديرات التصويت في ولايات معينة.
قبل انتخاب الشاب جون كنيدي كان رؤساء الولايات المتحدة يفوزون وفق قانون غير مكتوب يحدد مواصفاتهم يسمى (WASP)، أي أبيض انكلوساكسوني مسيحي بروتستانتي، لكن كنيدي كان سليل عائلة إيرلندية، وأول رئيس كاثوليكي، كما هو حال جو بايدن، وكان كنيدي محبوباً في أميركا والعالم.
إلى أول رئيس كاثوليكي، كان الرئيس (144)، باراك حسين أوباما، أول رئيس ملوّن البشرة، ووالده كان مسلماً، وحصلت مفارقة في أدائه قسم يمين التنصيب، إذ قال القاضي ليردد الفائز: أنا باراك أوباما، فردّد الفائز: أنا باراك حسين أوباما، فأعادوا القسم في غرفة مغلقة، بدل حفلة التنصيب الرسمية في صقيع كانون الثاني.
أستطيع أن أتذكّر، بسهولة، أسماء الرؤساء الأميركيين منذ دوايت أيزنهاور، كديمقراطيين أو جمهوريين، ومعظمهم فاز بفترة ولاية ثانية، باستثناء الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر، والرئيس الجمهوري جورج بوش الأب، وأيضاً ولاية واحدة للجمهوري ريتشارد نيكسون، لخضوعه للاستقالة تبعاً لفضيحة «ووترغيت» ضد منافسه.
منذ انتخاب الجمهوري الجنرال دوايت أيزنهاور لفترتين في الخمسينيات، إلى انتخاب الجمهوري دونالد ترامب قبل أربع سنوات، كان لثلاثة رؤساء أميركيين شعبية عالمية، وهم، جون كنيدي، وبيل كلينتون وباراك أوباما.. وجميعهم ديمقراطيون.
ليس للرئيس الجمهوري الـ (145)، دونالد ترامب شعبية في معظم دول وشعوب العالم، لأن سياسة رئاسته وشخصيته لا تتمتع بأمرين ضروريين، أي الهيبة والاحترام، ولو بقيت الولايات المتحدة القوة العسكرية والاقتصادية الأولى عالمياً. لا يمكن استعادة شعار ترامب عن عظمة الولايات المتحدة، دون هيبة واحترام عالمية للرئاسة، ودون تقلبات ترامب المزاجية في إدارته وفي سياسته معاً.
صحيح، في معظم ديمقراطيات العالم، هناك موجة يمينية ـ شعبوية، ذروتها في رئاسة ترامب، وهو وحده الذي يصف معارضيه بالاشتراكية واليسارية والليبرالية، منذ فضيحة السيناتور مكارثي، الذي قرأ عن ورقة في يده أسماء الشيوعيين واليساريين، لكن كانت الورقة هي طلبيات زوجته للتسوق المنزلي.
سياسة ترامب لا تحظى بقبول عالمي، ولا شخصيته ونزواته وتقلباته، وحتى إسفافه ووقاحته، لكن معظم الفلسطينيين يمقتونه منذ إعلانه «صفقة العصر»، وتحالف الإنجيليين الأميركيين مع اليمينيين ـ التوراتيين اليهود الإسرائيليين.
لكن، منذ حفلة تنصيبه صرت أمقته، فقد أطلّ على الاحتفال بخيلاء مصطنعة «وبارم بوزه»، دون احترام بروتوكولي لرؤساء سابقين حاضرين الاحتفال مع زوجاتهم، وكانت منافسته الخاسرة هيلاري كلينتون تتصنع الابتسام والضحك، مثل زوجها بيل، كما الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته.
لديّ سبب سياسي وشخصي لأرى دونالد ترامب أكثر ما أتذكره من رؤساء أميركا منذ أيزنهاور مدعاة للبغض، سواء خسر أمام بايدن، أو انتصر عليه بمفاجأة انتصاره على منافسته هيلاري كلينتون، وسواء سلّم بهزيمته، أو تسبب في زرع بذور حرب أهلية أميركية، كما يخشى توماس فريدمان.
أمامنا قبل الثالث من تشرين الثاني ثلاثة أسابيع. لعلّ وعسى!

حسن البطل
 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البغيض البغيض



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:46 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:12 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 09:27 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 10:59 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الداودي يُوجه رسالة إلى جمهور "حسنية أغادير"

GMT 16:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

رصد 3 حالات كورونا على متن رحلتين إلى أستراليا

GMT 12:35 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

7 مواد يتم تناولها رفقة الشاي وتُزيد من فائدته للجسم

GMT 12:50 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لإعداد فيليه سمك في الفرن

GMT 19:03 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تعلن خفض أسعار البنزين

GMT 04:20 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 08:20 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

كريستال بالاس يعلن ضم ميشي باتشواي

GMT 22:16 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

نسرين طافش تخوض الجزء الثاني لمسلسل "الزيبق"

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

كاسياس يفكر بجدية في عرض النصر السعودي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24