الكاظمي هل ينقذ العراق
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الكاظمي... هل ينقذ العراق؟

الكاظمي... هل ينقذ العراق؟

 العرب اليوم -

الكاظمي هل ينقذ العراق

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد

إشارات من بغداد توحي بالتغيير؛ فقد أُزيلت جدارية عملاقة للجنرال الإيراني قاسم سليماني كانت معلّقة في محيط المطار، وبالقرب من المكان الذي قُتِل فيه. وقوة أمنية أغارت على مقر حزب «ثأر الله» في البصرة، الذي كان يهدد المتظاهرين، والأميركيين، ويجاهر بولائه لإيران.

الجديد في العراق هو مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء، الذي فاز بأغلبية الأصوات البرلمانية.

غالبية الفرقاء العراقيين، والقوى الإقليمية، وكذلك الولايات المتحدة وروسيا، يُجمِعون هذه المرة على أن في بغداد قيادة يمكن التعامل معها.

ويترافق صعود الكاظمي في الساحة السياسية العراقية، مع بدء العد التنازلي للانتخابات الأميركية، التي ستؤثر نتائجها بشكل حاسم على إيران وعلاقات المنطقة معها، ومن ضمنها منطقة الخليج.

أصعب مهام الكاظمي أن ينقذ العراق من إيران التي تريد السيطرة عليه، وأن يدفع ببلاده بعيداً عن أخطار الصراع الأميركي - الإيراني، الذي وصل إلى مرحلة خطيرة؛ بعدما كشف الأميركيون عن عزم إيران إحداث فوضى أمنية سياسية في بغداد، تتبعه سريعاً تصفية أبرز قادة إيران العسكريين، قاسم سليماني، وأتباعه من قادة ميليشياته، وتلاه التصعيد ضد الوجود الأميركي العسكري في العراق. هذه كانت أعلى مرحلة صدام على التراب العراقي.

بُعيد انتخاب الكاظمي برلمانياً ليكون رئيس الوزراء، أعلنت الحكومة الأميركية موافقتها على السماح للعراق، استثناءً، بأن يشتري البترول من إيران لتغطية حاجاته من الطاقة. وهو، في الحقيقة، إغراء للإيرانيين مقابل تحجيم نشاطات الفوضى في العراق.

بعد حيدر العبادي وعادل عبد المهدي، رئيسي وزراء العراق السابقين، تنتقل المشاكل نفسها في عهديهما إلى الكاظمي؛ فإيران متغلغلة في مفاصل البلاد ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والدينية، والتصدعات الطائفية والمناطقية، والفساد والعجز المالي الحكومي، الذي تضاعف مع انهيار أسعار النفط، والاحتجاجات التي تهدد بالعودة على نطاق واسع. الكاظمي يحتاج إلى الثقة الشعبية في الحكومة، وإلى تعاون البرلمان معه حتى يلبي طلبات المتظاهرين. وسيحتاج إلى السيطرة سريعاً على الميليشيات، و«إعادة الهيبة للمؤسستين العسكرية والأمنية»، كما قال أمس.
قائمة توقعات العراقيين طويلة، وما تنتظره دول المنطقة والقوى الدولية منه، أيضاً، لا يقل صعوبة. إنما الذي يجعل الكاظمي في وضع أفضل أنه جاء دون خلافات مسبقة. وعلاقاته مع الجميع، بمن فيها الأطراف المتحاربة، أيضاً جيدة. هذه تؤهّله لأن يتحرك إلى الأمام في الأشهر القليلة المقبلة، مستفيداً من علاقاته، واستعداد الأغلبية للتعاون معه من أجل إخراج العراق من المأزق الذي يصارع للخروج منه منذ سنوات. وتشافي العراق وتأهيله هو في صالح الجميع، ويعطي أملاً في تعافي بقية منطقة الشرق الأوسط، التي تمر باضطرابات لم تشهد مثلها منذ عقود. إطفاء أزمات العراق سيساعد المنطقة على الخروج من عالم الفوضى، أخيراً.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاظمي هل ينقذ العراق الكاظمي هل ينقذ العراق



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف

GMT 20:30 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سوق السفر العالمي" ينطلق افتراضيًا في تشرين الثاني 2020

GMT 13:35 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24