مخلد النشر أيضاً
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

مخلد النشر أيضاً

مخلد النشر أيضاً

 العرب اليوم -

مخلد النشر أيضاً

بقلم -سمير عطا الله

أعادت «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» نشر «مقالات اليوم» التي كتبها محمود درويش بين 1982 و1990. تساوي 242 صفحة هنا، 242 كتيبة، ما عدا شهداءها، وقد يكون في ذلك كثير من المبالغة وكثير من الرومانسية التي لا تليق بهيكل الحداثة الشعرية. أليس من الأفضل أن نكون أكثر دقّة ونحن نستعيد نثر محمود درويش؟ بلى. ولذا يجب القول إنها تساوي ألف كتيبة.
لطالما كان سحر النثر والشعر واحداً عند محمود درويش؛ لأنه في الحالتين تعبير عن تلك النفس الشفيفة العالية التي تشبه وقع أول مطرة في مسيرة حارة طويلة. وأنا كان لي ضعف لنثر محمود درويش لاعتقادي أن النثر أقدر على احتضان آفاقه. لم يكن نغمه أقل نشوة وألحاناً. وفي النثر كان يفيض محمود المفكّر والعقلي والمتأمّل السياسي. وأتقن إتقاناً هو إتقانه وحده التحليق فوق هفوات الثورة ورذاذها والبقاء خارج مخاضاتها. كان شاعرها ومحرّكها لكنه ببندقيته لم يطلق رصاصة واحدة على الرفاق.
في استعادة محمود درويش الرائي والمفكّر زمن الصخب والتحوّلات والمضاربات، نكتشف اليوم إنساناً جديداً لم نكن نعرفه. ففي حياته لم يكن يُسمح لنا بأن نراه حقاً. كان دائماً كالسهم العابر أو العاصفة المسرعة إلى الهدوء. أما هنا فيستوقفنا ذلك الطفل المستعجل ليقدّمنا إلى الأشخاص الذين صنعوا حياته وسقوا ألقه وكانوا سور منفاه. أبوه، الفلاح الذي لا يعود من الحقل والأم التي تضربه على شقاوته والرفاق وصاحب «حنظلة» المعروف بناجي العلي، توأمه الذي «كان يرسم وكنت أكتب».
من قتل ناجي العلي، الذي كانت ريشته في قوة ألف فرقة؟ يجب أن تقرأ محمود درويش الآن. يجب أن ترى كيف يخلط الفكر السياسي بدمع المودّات بالتحليق فوق صغارات الحياة. محمود درويش لن يقع فيها. كان قريباً من ياسر عرفات لكن من موقعه كقائد لفرقة الشعر. وكان بتواضعه المجنون، مجنوناً في رؤيته لنفسه ضمن الثورة.
صاغ لفلسطين شعراً آخر. لم يعد يتوجب عليك عندما تبحث عن شعرائها أن تتوقف عند بضعة أسماء كلاسيكية ضاعت بين أسماء الشعراء العرب. هنا صار شاعر فلسطين ندّاً للشعراء في كل مكان، قامة بين القامات في قاعدة الأعمدة، نزار قباني وبدر شاكر السياب وأدونيس وصلاح عبد الصبور. لم يكتفِ بأنه شاعر القضية بل تحوّل إلى شاعر الشعر وناثر العطر والطيبة والأفكار.
دعني أعترف لك أنني أخجل من نفسي بالاحتفاء بك. أنت، كلما تقادم غيابك، احتفى بك رجال مثل بابلو نيرودا وأراغون وبالكثير من بدر، أقصد السياب، قاطرة الأحزان في يأس الأوطان.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخلد النشر أيضاً مخلد النشر أيضاً



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24