الظاهرة الكرواتية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

الظاهرة الكرواتية

الظاهرة الكرواتية

 العرب اليوم -

الظاهرة الكرواتية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كسب منتخب كرواتيا قلوب معظم محبى كرة القدم فى العالم, وعقولهم أيضاً, رغم خسارته بطولة المونديال. ونجح فى رسم صورة مشرقة لدولته التى صارت حديث العالم منذ صعوده إلى دور ربع نهائى المونديال، وحضور رئيستها كوليندار كيتاروفيتش مباراة ذلك الدور التى فاز فيها على المنتخب الروسى. وعرف كثيرون فى العالم عن هذه الدولة للمرة الأولى عن طريق منتخبها.

ولكن غير قليل من وسائل الإعلام بالغ فيما نقله عن رئيستها، ربما بسبب الانهيار بأدائها فى تشجيع منتخبها. أما وسائل التواصل الاجتماعى فقد حفلت بكلام غير دقيق عن إنجازات خارقة حققتها، وسياسات رائعة اتبعتها.

وليس هذا انتقاصاً منها، لأن أداءها السياسى يثير الإعجاب، مثلما يدفع أسلوبها فى تشجيع منتخب بلدها إلى الانبهار. ولكن نظام الحكم فى كرواتيا برلمانى، أى إن رئيس الحكومة هو رأس السلطة التنفيذية، وليس رئيس الجمهورية. ولذلك فليست هى التى ترسم السياسات الاقتصادية والتجارية والمالية. كما أن سلطتها لا تسمح باتخاذ قرارات مثل بيع سيارات حكومية فاخرة يقال إنها قررت بيعها.

غير أن التضامن الحميم الذى أبدته مع منتخب بلدها، وأسلوبها فى تحية لاعبيه, جديدان فى العلاقة بين رؤساء الدول ومنتخباتها فى العالم. ولذلك أصبحت جزءاً مما يُعرف الآن بالظاهرة الكرواتية، التى جعلت منتخباً, لم يتوقع أحد أن يبلغ الدور ربع او نصف النهائى, قاب قوسين أو أدنى من إضافة اسم جديد إلى الأسماء الكبيرة فى تاريخ المونديال.

ويقترن بروز الظاهرة الكرواتية فى عالم كرة القدم بسقوط ظاهرة النجم الأكبر، أو الأوحد، بعد خروج المنتخبات الكبيرة التى اعتمد كل منها على مثل هذا النجم. وربما نكون الآن فى بداية مرحلة إعادة تأكيد الطابع الجماعى لكرة القدم، والاعتماد على عدد من اللاعبين المميزين المتساوين. وإذا صح هذا التقدير، يكون كل لاعب قد أسهم فى صناعة الظاهرة الكرواتية, وليس فقط الأسماء الأكثر شهرة مثل موديتريتش، وبرزيسيتش، وماندزوكيتش، وراكيتيتش. ولكنهم واجهوا فى النهائى منتخباً مماثلاً من حيث إنه يلعب كفريق متناغم لكل لاعب فيه دور لا يقل أهمية عن غيره, ولكن مديره الفنى أكثر خبرة ويعرف الطريق إلى الفوز دون أداء مقنع.

المصدر : الأهرام
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الظاهرة الكرواتية الظاهرة الكرواتية



GMT 08:11 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 14:47 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 09:04 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

الرجل الشرقى حين يتحرر

GMT 10:01 2019 السبت ,18 أيار / مايو

الروح فى أنفيلد ويوهان

GMT 12:24 2019 الجمعة ,17 أيار / مايو

ليسوا كلهم ملحدين

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 12:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الوضع مناسبٌ تماماً لإثبات حضورك ونفوذك

GMT 10:40 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 07:28 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بعد احتجاز دام أسبوعان إيران تفرج عن الصحفية الروسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24