الشرق الأوسط في الجبهة الأمامية لعملية طرد داعش من سورية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

"الشرق الأوسط" في الجبهة الأمامية لعملية طرد "داعش" من سورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الشرق الأوسط" في الجبهة الأمامية لعملية طرد "داعش" من سورية

عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية"
دمشق - سورية 24

المسافة بين مدينة القامشلي ومحافظة دير الزور شرق سورية تبلغ نحو 300 كيلومتر. يستغرق الطريق عادة ساعتين ونص الساعة، لكنه أخذ أكثر من 5 ساعات، جراء الحواجز والنقاط العسكرية المنتشرة بكثرة، حيث كانت الإجراءات مشددة على غير عادتها بعد إعلان "قوات سورية الديمقراطية" إطلاق المعركة الأخيرة ضد "داعش".

وتقترب المرحلة الأخيرة من القضاء على الوجود الجغرافي لتنظيم "داعش" شرق نهر الفرات، مع إعلان حلفاء واشنطن الهجوم على الجيب الأخير الذي يسيطرون عليه في قرية الباغوز في الريف الشمالي لمدينة دير الزور والمحاذية للحدود العراقية.

وبدا أنه في الطريق السريع المؤدي إلى ريف دير الزور الشمالي، مروراً بالبلدات والقرى البعيدة نسبياً عن مناطق الاشتباكات، التي تحررت منذ بضعة أشهر من قبضة التنظيم المتشدد، بدأت الحياة تعود تدريجياً من خلال مشاهدة الناس وهم يتبضعون من المحلات المنتشرة على جانبي الطريق، إضافة إلى انتشار محطات وقود بدائية الصنع تدر مالاً وفيراً على أصحابها.

وفي بلدة الصور على الطريق السريع، بدا أن سكانها عادوا إليها وافتتحوا محالاً ومتاجر لبيع الأقمشة والألبسة والعباءات الملونة والمزركشة والتي اشتهر في لبسها نساء المنطقة، وكانت محرمة لسنوات مضت بعد سيطرة عناصر التنظيم.

وقرب أحد الحواجز الأمنية في مدخل بلدة البصيرة القريبة من آخر معاقل التنظيم، اصطفت عشرات السيارات بانتظار السماح لأصحابها بالمرور باتجاه مدينة الحسكة شمالاً. يطلب عنصر الأمن التابع لـ"قوات سورية الديمقراطية" البطاقة الشخصية مع وثائق السيارة. يتأكد من هوية الشخص ويقوم بتفتيش دقيق للسيارة، خشية من تسلل خلايا نائمة وتنفيذ عمليات انتحارية داخل سورية أو خارجها.

ولم يخل الطريق من مشاهد السيارات والمصفحات العسكرية المحترقة على حافة الطريق، التي كانت في يوم ما مفخخات نفذت عمليات انتحارية قام بها عناصر "داعش"، إما لاستهداف رتل عسكري مهاجم أو اغتيال شخصية ما.

ولا يزال كثير من كتابات التنظيم منتشرة على جدران المرافق العامة وعلى مداخل البلدات الواقعة على قارعة الطريق، لتذكير أبنائها بحقبة سوداء امتدت منذ يناير/كانون الثاني 2014 وحتى اليوم، قضوها في ظل "دولتهم" كما زعموا. العبارات المكتوبة تحاول تعزيز مفهوم "داعش" في نفوس سكان المنطقة سيما الشباب والمراهقين عن طريق عبارات تبشرهم بالجنة، وتوهمهم بوعود كاذبة، تحذر النساء وتحض الرجال على القتال والالتحاق بصفوف التنظيم.

وفي الطريق الصحراوي الفرعي المؤدي إلى حقل العمر بريف دير الزور الشمالي، الذي يبعد نحو 80 كيلومتراً شمال غربي جبهة الباغوز، انعدمت الحياة. بالكاد يمكن مشاهدة مرور عربات عسكرية تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية"، فالمنطقة قريبة من الخطوط الأمامية ويحظر على المدنيين التجول والتحرك ولا يسمح بالمرور إلا بمهمة رسمية.

وفي محيط الحقل الذي تم استهدافه قبل يومين بعد هجوم نفذته خلية تابعة للتنظيم، بدت آثار قصف الطيران واضحة للعيان، حيث احترقت خزانات الوقود وتحولت إلى قطع حديد متفحمة، فيما تناثرت أسلاك الكهرباء وشبكات التوصيل.

وبينما تعلو أصوات المدافع الثقيلة مع حلول المساء، كانت طائرات التحالف والأباتشي الأميركية تقصف آخر معاقل التنظيم، ولا يزال عناصر "داعش" يدافعون بشراسة عن آخر موطئ قدم لهم. وفي هذه البقعة الصحراوية باتت نهاية التنظيم شرق الفرات وشيكة ومسألة أيام ليس أكثر.

والمعركة استقطبت الأضواء والصحافيين من كل أنحاء العالم، حيث يقترب الأمر من أن يكون غير قابل للتصديق، إذ يسيطر عناصر التنظيم حالياً على أقل من واحد في المائة من مناطقهم التي أعلنها على مناطق سيطرته السابقة في سورية والعراق المجاور.

وكان التنظيم سيطر في مرحلة من المراحل على نحو نصف مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر مربع... لكن أصوات المدافع وهدير الطيران يدل وكأن "داعش" يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وقد يهمك ايضَا:

"قوات سورية الديمقراطية" تعتقل عنصراً "داعشياً" ألمانياً مع زوجتيه في الباغوز

اغتيال عنصر في "قوات سورية الديمقراطية" بسلاح كاتم للصوت وسط الرقة

 
syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط في الجبهة الأمامية لعملية طرد داعش من سورية الشرق الأوسط في الجبهة الأمامية لعملية طرد داعش من سورية



GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 11:17 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

لافروف يتوعد الإرهابيين في إدلب بـ رد ساحق

GMT 19:16 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

"كيا" تكشف عن سورينتو الجديدة كليًا في 2021

GMT 07:07 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زيت اللوز المر لتبييض المنطقة الحساسة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24