الحجر المنزلي يزيد من الاختلالات داخل العائلات العراقية غير المستقرة
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

وفاة سيدة من النجف متأثرة بحروقها ومقتل زوجة حامل في ذي قار

الحجر المنزلي يزيد من الاختلالات داخل العائلات العراقية غير المستقرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحجر المنزلي يزيد من الاختلالات داخل العائلات العراقية غير المستقرة

الحجر المنزلي يزيد من الاختلالات داخل العائلات العراقية غير المستقرة
بغداد-سورية24

تصاعدت في الآونة الأخيرة حالات الانتحار والقتل وأعمال العنف المنزلي التي طالت نساء وفتيات، في مؤشر -بحسب متخصصين في الشأن النفسي والاجتماعي- إلى الآثار السلبية التي نجمت عن الحجر الصحي الذي فرضته السلطات لمواجهة فيروس "كورونا"، واضطرار المواطنين إلى ملازمة منازلهم من أكثر من شهر.

ومع عدم وجود إحصاءات موثقة حول المشكلات وحالات العنف العائلي، ومع تكييف أعداد غير قليلة من العوائل العراقية مع قصة الوجود الإلزامي في المنازل، فإن بعض المؤشرات والأحداث التي وقعت مؤخرًا، وأخذت مساحة واسعة من الاهتمام الشعبي والإعلامي، ربما تكشف عن "قمة جبل المشكلات" الاجتماعية راهنًا، التي قد تسمح بتخمين الآثار المحتملة لذلك على المديين المتوسط والبعيد، في حال لم تتخذ السلطات العراقية إجراءات من شأنها تقليل التوترات والمشكلات العائلية التي قد تجد لها أساسًا قويًا في الحرمان والفقر الناجمين عن توقف الأعمال، وفقدان كثير من العوائل مصدر دخلها الوحيد.

كانت الأوساط الشعبية والرسمية والعشائرية العراقية قد انشغلت منذ نحو أسبوع بحادث إقدام الشابة ملاك حيدر الزبيدي (20 عامًا) على الانتحار حرقًا، نتيجة الضغوط النفسية وعمليات الترهيب التي مارسها عليها زوجها محمد المياحي وعائلته، استنادًا إلى ما تقوله عائلة الزبيدي. وبعد مرور أيام على اتهامات متبادلة بين عائلة الزوجة والزوج، وتدخلات عشائرية لتهدئة الأوضاع بين العشيرتين، أعلنت المصادر الطبية في محافظة النجف، أمس، عن وفاة ملاك الزبيدي نتيجة التوقف التام في "كليتيها" وتسمم الجلد من شدة الحروق.

وتحدث ناشطون قبل بضعة أيام عن قيام أب في بغداد بربط ابنته المراهقة إلى عمود في المنزل لأكثر من 20 يومًا، في محاولة لضبط سلوكها، كما أفاد في شهادة للشرطة وفي سياق العنف الأسري أيضًا، أعلنت قيادة شرطة البصرة، في بيان، أول من أمس، عن أن "مفارز شرطة قضاء شط العرب ألقت القبض على متهم بتعذيب ابنته بصورة وحشية بواسطة آلة (كاوية) في جميع أنحاء الجسم". وأضافت أن "المتهم من متعاطي المخدرات، وتمت إحالته إلى القضاء وتوقيفه".

وتكررت حوادث العنف والقتل المنزلي، أمس، حيث أعلنت قيادة شرطة محافظة ذي قار عن تفاصيل قضية مقتل زوجة على يد زوجها بناحية النصر الواقعة شمال المحافظة. وفي التفاصيل، ذكر مدير إعلام قيادة الشرطة، العقيد فؤاد كريم، في تصريحات صحافية، أن "مركز شرطة ناحية النصر، شمال محافظة ذي قار، تلقى بلاغًا بمقتل فتاة من مواليد 2000، من خلال تلقيها رصاصات في رأسها"، مبينًا أن "القوات الأمنية توجهت لمكان الحادث، وقامت بنقل الجثة إلى الطب العدلي لإكمال الإجراءات القانونية لها، وأن مجريات التحقيق حتى الآن تشير إلى أن الحادث انتحار رميًا بالرصاص". وأضاف أن "والد المجنى عليها تقدم بشكوى أمام مركز الشرطة في الناحية ضد زوجها بتهمة ارتكاب جريمة القتل بحق ابنته، وأن القوات الأمنية أوقفت الزوج على ذمة التحقيق".

بدوره، يؤكد اختصاصي الطب النفسي، الدكتور جميل التميمي، أن الحظر الصحي المفروض يؤثر بطريقة سلبية على الحياة اليومية داخل العوائل، خاصة تلك التي تعاني أساسًا من الاختلالات وعدم الاستقرار. ويقول التميمي لـ"الشرق الأوسط" إن "الحظر يؤثر بكل تأكيد. شخصيًا، يتصل بي يوميًا عدد غير قليل من مرضاي الذين ساءت حالتهم بسبب غلق العيادات وضغوطات الحظر".

ويرى التميمي أن "مشكلة الحظر عمق الخلافات المنزلية بسبب الاحتكاك المستمر بين أفراد العائلة نفسها، هنا أتحدث عن العوائل التي لديها مشكلات واختلالات في الأساس"، ويشير إلى أن "الجانب الاقتصادي لعب دور حاسمًا في تعميق هذه المشكلات؛ أعرف نساء كن يعملن خارج المنزل سابقًا، واليوم انقطعت أرزاقهن، ويعشن ما يشبه الانهيارات النفسية".

ويعتقد التميمي أن "خلية الأزمة الحكومية لم تفكر بهذا الموضوع الحيوي، ولذلك اعتمد تقييمها على الجانب الوبائي فقط، في حين يفترض به أن يناقش الأزمة الوبائية، والأزمات الأخرى التي تنتج عن الحظر، وربما يكون وقعها أكبر من الأزمة الوبائية. لقد أصبح واضحًا أن العراق لا يهدده الوباء مثل باقي دول العالم، لكن الذي حدث أننا تركنا المشكلات المعيشية والنفسية الأخرى، وركزنا على مواجهة الوباء فقط، وهذا أمر غير صائب بالمرة"، وتساءل: "هل سأل أحد عن مصير عشرات آلاف المرضى الذين يراجعون الأطباء يوميًا، وماذا حل بهم".

ويعبر التميمي عن خشيته من أن "السلطات تستثمر حظر التجوال لأهداف سياسية، بمعنى أنها تجبر الناس على البقاء في بيوتهم كي ترتاح من المظاهرات، أو أي شي آخر يهدد الحكومة الراخية الخاملة التي لا يهمها شيء لأنها على وشك الرحيل. أظن أنها جريمة بحق الشعب، وأن تبعات الحظر الاقتصادية والاجتماعية ستكون كارثية".

قد يهمك ايضا

طالب لبناني يحاول الانتحار فجرًا إثر ظهور نتائج امتحانات "البريفيه"

شكران مرتجى تؤكد أنها فكّرت في الانتحار بسبب مرورها بظروف نفسية صعبة

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحجر المنزلي يزيد من الاختلالات داخل العائلات العراقية غير المستقرة الحجر المنزلي يزيد من الاختلالات داخل العائلات العراقية غير المستقرة



GMT 10:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:28 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 16:42 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 08:56 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 19:09 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

تويوتا سوبرا تحصل على رزمة تعديل خارجية من Prior

GMT 11:23 2020 الإثنين ,11 أيار / مايو

فرنسا سجلت أكثر من 176 ألف إصابة بكورونا

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كارمن سليمان تتألق فى إطلالة جديدة عبر "إنستغرام"

GMT 14:01 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

طرق تنسيق الجينز مع الملابس ليناسب موضة الموسم

GMT 14:10 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة مغني الراي ميمون الوجدي بعد صراع طويل مع المرض

GMT 07:14 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

آسوس تطرح هاتفا مميزا لهواة الألعاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24