ساحة التحرير في بغداد تتحوَّل إلى مجتمع عراقي مُصغَّر يؤمن الخدمات للمتظاهرين
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الرمز أبرز لها حضور "الماجدات" وعربة "التوك توك"

ساحة التحرير في بغداد تتحوَّل إلى مجتمع عراقي مُصغَّر يؤمن الخدمات للمتظاهرين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ساحة التحرير في بغداد تتحوَّل إلى مجتمع عراقي مُصغَّر يؤمن الخدمات للمتظاهرين

الاحتجاجات في العراق
بغداد ـ نهال قباني

شهدت ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، خدمات على مدار الساعة؛ الطعام والشراب والخدمات الطبية للمتظاهرين، كلها موزعة بين النساء والرجال، الذين يواصلون لليوم السادس (أمس)، على التوالي حراكاً احتجاجياً لـ«إسقاط النظام» في العراق.

عربة «التوك توك» الصغيرة التي كانت تتنقل في الأحياء الشعبية فقط قبل انطلاق المظاهرات، أصبحت الرمز الأبرز في ساحة التحرير الرمزية. وقال علي كوراني (26 عاماً) بعد شهر من الاحتجاجات، التي شهدت كثيراً من العنف، متحدثاً من ساحة التحرير لوكالة الصحافة الفرنسية: «يجب إقامة نصب هنا للتوك توك»، في إشارة تكريم لسائقي هذه العربة، التي لم تنقطع عن تقديم خدمات، أبرزها نقل المتظاهرين وإخلاء الجرحى. وأضاف متحدثاً عن طموحاته ورفاقه المتظاهرين عند الإطاحة بالسلطة: «سنأخذ سيارات الدفع الرباعي من المسؤولين، ونقدمها لشباب (سائقي) التوك توك».

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي عبارات تتغنى بهذه العربة، وصورة لنصب «التوك توك» أمام علم للعراق في ساحة التحرير. وقد شجع سقوط الحواجز الاجتماعية خلال الاحتجاجات كثيراً من الطلبة من جميع المراحل الدراسية، بينهم سارة طالبة في كلية الهندسة في كلية دجلة، للحضور إلى ساحة التحرير الرمزية. وقالت هذه الشابة، التي يغطي رأسها حجاب أسود اللون: «عادة ما يفكر الرجال أننا ضعيفات ولا نقدر على الدخول لهذه الأماكن». وأضافت متحدية التقاليد الاجتماعية: «بالعكس جئنا وعالجنا الجرحى وباتوا يسموننا بالعراقيات الماجدات».

وتابعت سارة، وهي تحمل زجاجة بيبسي، وتقوم برشّ محتواها على أعين متظاهرين، معتقدة أن ذلك قد يخفف الألم الناتج عن الغاز: «كان الشبان يحيطون بنا عند إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لحمايتنا، الآن توقفوا عن ذلك، فنحن أقوى منهم». وأضافت بفخر: «هنا يوجد أشخاص من كل الديانات، ومتظاهرون من كل المحافظات، لا تفرقة بينهم، نسينا كل الخلافات، وأصبحنا شعباً واحداً»، في إشارة إلى طي صفحة مرحلة العنف الطائفي التي عمت البلاد، إضافة إلى هجمات الجماعات المتطرفة.

وتقول آمنة كريم، الطالبة في كلية الطب، وهي تضع قبعة وتحمل علماً عراقياً فوق حجاب رأس أبيض، تتخلله أشكال هندسية، وتضع علماً آخر على كتفيها: «نحن الآن نبني وطننا الذي تعرض لخراب، وسنعمل على قيام مجتمع جديد ونظيف» بعيداً عن التفرقة.

ولأنه من الضروري توفير الطعام لاستمرار الاحتجاجات، يتولى إبراهيم عبد الحسين (64 عاماً) تحضير وتوزيع وجبات الطعام على المتظاهرين. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، وهو يتحدث من وراء منصته التي يوزع منها وجبات غنية بالرز والخضراوات واللحم و«المسكوف» وهو سمك مشوي على الطريقة العراقية: «أطبخ وأقدم الطعام للجميع». وتابع: «أطعمهم وأبقى جائعاً، وأجعلهم يفرحون وأنا منهك».

بدورها، تقول زينب القيسي (39 عاماً)، التي تعمل طوعاً منذ عدة أيام لتقديم الإسعافات الأولية للمتظاهرين من داخل خيمة صغيرة، رداً على سبب وجودها في الساحة: «لماذا أنا هنا؟ لأنني عراقية!». كل المواد الطبية من ضمادات وأدوية وغيرها تم تأمينها من قبل مجهولين، كما قام بعض الصيادلة ممن يتعاطفون مع المتظاهرين بتقديم الأدوية بأسعار مخفضة جداً. في موقع آخر من ساحة التحرير، تتولى علياء، الطالبة في كلية الطب (29 عاماً)، وهي تضع قفازات مطاطية حمراء، وتحمل مكنسة ومجرفة وأكياس قمامة، تنظيف الساحة. فيما توزعت حولها فتيات أخريات يعملن بجرأة وسط مجتمع تقليدي في عاداته. وقامت عشائر شيعية في مدينة الصدر بنشر سرادق، تعالت على مقربة منه موسيقى صاخبة، كما جلس شبان في المكان يدخنون الأرجيلة، في حين كان آخرون يؤدون الصلاة.

وقد يهمك أيضا:

نصر الله يُحذَّر من حرب أهلية في لبنان ويؤكد أن أي حل

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساحة التحرير في بغداد تتحوَّل إلى مجتمع عراقي مُصغَّر يؤمن الخدمات للمتظاهرين ساحة التحرير في بغداد تتحوَّل إلى مجتمع عراقي مُصغَّر يؤمن الخدمات للمتظاهرين



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24