البسطاء من أبناء غزّة يشاركون في السجادة الحمراء ويتحدّون الظروف
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

عُقد حفل افتتاح الموسم الخامس أمام سينما "عامر" المهجورة

البسطاء من أبناء غزّة يشاركون في "السجادة الحمراء" ويتحدّون الظروف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - البسطاء من أبناء غزّة يشاركون في "السجادة الحمراء" ويتحدّون الظروف

المهرجان داخل قاعة الهلال الأحمر
غزة - سورية24

 

مع حلول ساعات ليل الأربعاء الماضي، بدأ مئات من المواطنين الذين يسكنون مناطق قطاع غزة، بالتوافد إلى مبنى "سينما السامر" المهجور منذ أكثر من 25 عامًا، وسط مدينة غزّة، للمشاركة في افتتاح فعاليات مهرجان "السجادة الحمراء" السينمائي في موسمه الخامس.

دقائقٌ مضت ترقب فيها الجميع بشغفٍ لحظات البدء بفرد "السجادة الحمراء" على أرض الشارع المقابل للسينما التي اجتهد المنظمون كثيرًا خلال الأيام السابقة للافتتاح، في ترميمها لتكون جاهزة لاستقبال المواطنين، لكنّ الظروف حالت دون إتمام ذلك، فاضطروا لعقد حفل الانطلاق في الهواء الطّلق على أبواب "السينما".

"السجادة الحمراء التي اعتاد الناس على متابعة سير كبار الفنانين والنجوم عليها في افتتاح أكبر مهرجانات الأفلام العالمية والعربية، كسرت اليوم نمطيتها في غزة، حين سار عليها الناس البسطاء المتعطشون للفرح والحياة"، يقول رمزي الأسطل (34 سنة) ، وقد قدم من مدينة خانيونس جنوب القطاع، للمشاركة في الفعاليات السينمائية.

وفي الافتتاح الذي تزيّن باليافطات الحمراء والإضاءة اللافتة، عُرض فيلم "غزة" الوثائقي المُرشح لنيل جائزة أوسكار العالمية، ويعالج مضمونه الحياة اليومية لأهالي القطاع المحاصر، ويتناول السُّبُل التي يسلكونها لنيل الرزق، كما أنّه يسلّط الضوء على جانبي الأمل والفرح الذين يظهران في كلّ التفاصيل رغم قسوة الحياة وضنك العيش.

وحمل المهرجان الذي يخصّص القائمون عليه مساحة كبيرة للحديث عن حقوق الإنسان وأوضاعها في فلسطين بشكلٍ عام، اسم "أنا إنسان"؛ وذلك كون جميع الأفلام التي تعرض هذا الموسم تتناول تفاصيل الحياة وما يحيط بها، وتربط بينها وبين الأشخاص بطريقة درامية ووثائقية فنية عالية.

وسيعرض خلال الأيام السينمائية التي يبلغ عددها سبعة، (45 فيلمًا) من إنتاج صحافيين ومخرجين عالميين، وستتنوع أماكن العرض بين المؤسسات التعليمية ومراكز المجتمع المدني والجمعيات التنموية الواقعة في المناطق المهمشة كذلك، وستشمل تلك العروض أفلام تحمل أسماء: "هم، وتشبيك نقاط، والغربية، وأمبيانس، وبركي اليوم، وديبلو، ومن أجل سما، ومرآة الملائكة، والحليب، وزيارة، والمدفأة، وغيرها الكثير".

وسط حفل افتتاح المهرجان جلست الشابّة هيام الجيار (25 سنة)، إلى جانب مجموعة من صديقاتها اللواتي أممن أرض الافتتاح، تتحدث "مثل هكذا فعاليات، هي بوابة الأمل والفرح لنا، ورسائلها المحملة بالحب والحياة يجب أن تصل لكلّ العالم"، مضيفة: "طوال حياتي كنت أمر من جانب سينما عامر، وأتألم من داخلي على حالها، كلّما تأمّلت الغبار الذي أكل جدرانها".

وتذكر أنّ إقامة المهرجان إلى جانب السينما المهجورة، شكّل بصمة خاصّة، وقد يكون بوابة مستقبلية للمرور نحو إنشاء سينمات ودور عرض في قطاع غزة، لافتة إلى أنّها تحلم بأن تكون متمكنة دائمًا من زيارة السينما، كونها تعشق الأفلام المنتجة بجودة عالية وتحمل أفكار ذات قيمة.

وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم المهرجان سعود أبو رمضان، إن "الفعاليات السينمائية تُنظم للسنة الخامسة على التوالي، بشكلٍ جديد وطابع مختلف، يحمل دلالات ورسائل مليئة بالحياة والحرية"، مشيرًا إلى أنّ مليوني إنسان ملّوا من الحصار والفقر والبطالة في غزة، وهم يطمحون لحياة أفضل، ويتطلعون لكلّ جديد في عالم الفن والثقافة، كما أنّهم يحرصون على إنجاح كلّ نشاط من خلال المشاركة الفاعلة والحضور.

وخلال فترة التجهيز، استقبلت لجنة المهرجان أكثر من 300 فيلم مرشح للعرض، واختارت اللجنة 45 فيلما، بعضها من إنتاج أوروبي وأخرى من إنتاجٍ عربي، وفقًا لحديث أبو رمضان، الذي نبّه إلى أنّ اختيار مكان الافتتاح جاء بعد تفكيرٍ طويل خاضته الإدارة التي اجتهدت كثيرًا لترتيب أدق التفاصيل، ونسّقت مع الجهات الرسمية لإعادة ترميم السينما المهجورة في غزة، لجعلها جاهزة لاستقبال الزوار، "لكنّ الظروف كانت أقوى منهم". ويزيد: "لمسنا خلال السنوات الماضية تجاوبًا من الناس مع أنشطة المهرجان بطريقة حفزتنا جدًا للحفاظ على دوريته ونوعيته، من خلال انتقاء أفلام العرض بعناية شديدة وضمن معايير محدّدة من قبل لجان مختصة، لأنّنا نعتبر أنّ الشعب الفلسطيني بطبعه ذوّاق للفن ويستطيع التمييز بين ما هو جيد وما هو عكس ذلك".

على جانبٍ آخر داخل المهرجان، كانت الفتاة فرح الريس (17 سنة)، وعلى ألحان الأغاني الوطنية التي سبق عرضها في افتتاح المهرجان، تحكي "حضرت المهرجان خلال العامين الماضين، لكنّي أشعر بأنّ هذه المرة مختلفة، ففكرة إحياء السينما في قطاع غزة غريبة علينا، وظلت لسنوات طويلة خارج آمالنا وطموحاتنا".

وتبيّن أنّها جاءت اليوم متشوقة لمشاهدة العرض الأول لفيلم "غزة"، كونها طالعت تفاصيل ترشحه للأوسكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، منوهة إلى أنّ غزة تعيش معاناة من نوعٍ مختلف، والفيلم يسلّط الضوء عليها، لذلك هو مهم، "ويستحق الفوز وأن يكون في المراتب الأولى في أي مكانٍ يأتي ذكر الأعمال الوثائقية والسينمائية فيه".

والجدير ذكره أنّ المهرجان عُقد في سنته الأولى عام 2015، على أنقاض حي الشجاعية شرق مدينة غزة، الذي دمرته إسرائيل خلال عدوانها عام 2014، وفي الموسم التالي عُقدت الفعاليات داخل قاعة رشاد الشوا وسط المدينة، وفي الثالث افتتحت الأيام السينمائية على أرض ميناء غزة، وأمّا الموسم المنصرم فعُقد المهرجان داخل قاعة الهلال الأحمر.

قد يهمك ايضا:

جرير المردود ينتهي من تصوير "دراهم" مع نخبة من أشهر النجوم

تفاصيل انطلاق منتدى ومهرجان موسيقى بدون تأشيرة في الرباط

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البسطاء من أبناء غزّة يشاركون في السجادة الحمراء ويتحدّون الظروف البسطاء من أبناء غزّة يشاركون في السجادة الحمراء ويتحدّون الظروف



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 19:17 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هتافات مدوية من جماهير الترجى أثتاء استقبال الأهلى في تونس

GMT 02:01 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

بوسي تعتبر "بيت السلايف" رسالة اجتماعية جميلة

GMT 22:19 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الأمير متعب آل سعود الأخ غير الشقيق للملك سلمان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24