إنقاذ معطف نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

أكّدت ابنة الراحل "هدى" أنّه كان هديةً مِن والدتها

إنقاذ "معطف" نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إنقاذ "معطف" نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة

الأديب العالمي نجيب محفوظ
القاهرة - سورية 24

عمليات ترميم الآثار تتشابه مع العمليات الجراحية البشرية في العديد من الأمور، من بينها شدة التركيز، وأحياناً التوتر المصاحب لإجرائها، قبل الشعور في النهاية بالفرحة بنجاح العملية... هذه المراحل الثلاث مر بها فريق خبراء الترميم الذين نجحوا في إنقاذ معطف (بالطو) الأديب العالمي نجيب محفوظ، وتمكنوا من إجراء المرحلة الأولى من العملية التي وصفوها بـ«العاجلة» بنجاح مكنهم من إيقاف التلف وتلافي أسبابه، بينما قاموا بحفظ المعطف تمهيداً لإجراء عملية أخرى قريباً عقب عودة الحياة في المتاحف إلى طبيعتها، إذ ستحتاج العملية الجديدة إلى الكثير من الفحوصات والأشعة ووسائط تكنولوجية.

عقب الاتصالات والتنسيق بين كل من قطاع التنمية الثقافية بوزارة الثقافة التي يتبعها متحف نجيب محفوظ، ووزارة السياحة والآثار، وقع الاختيار لتولي مهمة إنقاذ المعطف على إدارة الترميم بمتحف النسيج المصري، كونه المتحف المتخصص والأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويمتلك خبراؤه خبرة فريدة في التعامل مع قطع النسيج من مقتنيات المتحف التي يعود تاريخ بعضها إلى العصر الفرعوني، ورغم إغلاق المتاحف أبوابها أمام الزوار، ومخاطر العمل في هذه الأجواء قرر فريق الترميم التوجه إلى متحف أديب نوبل في تكية أبو الدهب، بحي الأزهر التاريخي، بحسب الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير متحف النسيج المصري، والذي يقول إن «أعضاء فريق الترميم بالمتحف أدركوا خطورة ترك المعطف من دون معالجة، والحاجة الملحة للتصرف، لذلك قرروا القيام بالمهمة برغم مخاطر الحركة والعمل في ظل جائحة كورونا، وزاد حماسهم وإصرارهم كوْنه معطف أديب نوبل».

فور وصول فريق خبراء الترميم إلى متحف نجيب محفوظ، تسلموا المعطف وقاموا بعملية توثيق فوتوغرافية دقيقة لحالته خلال الفحص بأنواع عديدة من الأشعة والمعدات والأجهزة العلمية التي حملوها معهم، وحدد الفريق إجراءات عاجلة لإنقاذ المعطف.

رشا شاهين، مدير إدارة الترميم بمتحف النسيج المصري، والتي قادت الفريق، تقول إن «فحص المعطف أكد أنه يعاني من حشرة (العتة) التي تسببت في تآكل جزء صغير من الصوف، إضافة إلى وجود بقع عبارة عن مادة ملحية ناتجة عن العرق، حيث إنه لم يُغسل منذ أن ارتداه نجيب محفوظ آخر مرة، وقمنا بمعالجة انتشار العتة والحشرات بمواد كيميائية خاصة تقضي عليها تماماً وتمنع وجود أي حشرات وتوقف انتشارها، وقمنا كذلك بمعالجة أقمشته المتنوعة كيميائياً، وتغليفه بمادة حافظة إلى أن نتمكن من معالجة الجزء الذي تلف من الصوف».

وبحسب التوثيق الرسمي لمواصفاته وحالته، المعطف صناعة إيطالية، لونه بيح غامق، ومقاسه 44. ويتكون من صوف عالي الجودة يمثل 80 في المائة من مكوناته، و20 في المائة من الكشمير، مبطن من الداخل بالساتان، وياقته من الصوف، وهو من النوع متوسط الطول الذي ينزل خلال ارتدائه إلى تحت الركبة بنحو 20 سم.

وتشير شاهين إلى أن «المعطف التقط حشرة العتة من مصدر عدوى خارجي، يرجح أن يكون من ملابس أخرى مصابة، لكن الخطر زال، وقمنا بحفظه في متحفه إلى أن يتم نقله إلى مقر متحف النسيج مستقبلاً، حيث سيحتاج إلى خبراء من مركز البحوث بوزارة السياحة والآثار لإجراء مسحة، يتحدد على أساسها وسائل إصلاح الرقعة الصوفية التي أصابها العطب».

ولم يُعرض المعطف من قبل على الجمهور، إذ نُقل إلى المخزن عقب قيام هدى نجيب محفوظ ابنة الأديب العالمي بإهدائه إلى المتحف أخيراً ضمن مجموعة جديدة من مقتنياته الشخصية، التي ستضاف إلى المجموعات التي شكلت نواة تأسيس متحفه الذي افتتح في يوليو/ تموز 2019.

وكان المعطف هدية من زوجة الأديب العالمي، وفقاً لابنته هدى نجيب محفوظ، والتي تقول إن «المعطف كان هدية من والدتي، وقد أعطت المال لشقيقتي وقتها وكلفتها بشرائه خلال وجودها خارج مصر، ولم تكن هناك مناسبة للهدية، لكن والدي كان يرتديه دائماً في الشتاء حتى وفاته».

وتعود أصدقاء الأديب الكبير على رؤيته مرتدياً المعطف ليلاً في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) طوال السنوات الأخيرة من حياته، بحسب ما يتذكر الأديب يوسف القعيد، مدير متحف نجيب محفوظ، وأحد أصدقائه المقربين، والذي يقول إن «الأديب الكبير كان يرتدي المعطف في الشتاء، إذ كنا نلتقي ليلاً في مقهى (ريش) أو أماكن أخرى، وفي كل مرة يحدث جدل بيننا حول المعطف، فقد كنا نطلب منه خلعه خلال وجوده بداخل المقهى لنقوم بوضعه على الحامل (شماعة) وكان يحب أن يظل مرتدياً إياه، وكان أحياناً يصر ويرفض خلعه، وأحياناً أخرى يقبل ذلك».
قد يهمــــك أيضـــا: 

"القومي للسينما" يحتفل بذكرى ميلاد نجيب محفوظ

أسرار وراء تأخر زواج نجيب محفوظ حتى بلغ 43 عامًا منها عشقه الأدبي

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنقاذ معطف نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة إنقاذ معطف نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة



GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف

GMT 20:30 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سوق السفر العالمي" ينطلق افتراضيًا في تشرين الثاني 2020

GMT 13:35 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"البنتاغون" يؤكد أن جثة أبوبكر البغدادي ألقيت في البحر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24