أخوان من قطاع غزة يُنتجان تُحفًا خشبية بحرفية عالية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

يبحثان عن فرصة للاحتفال بإنجازاتهما المميَّزة

أخوان من قطاع غزة يُنتجان تُحفًا خشبية بحرفية عالية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أخوان من قطاع غزة يُنتجان تُحفًا خشبية بحرفية عالية

أخوان من غزة يصنعان تحفاً خشبية بحرفية عالية
غزة- سورية 24

يعمل الشاب نضال النخالة، 20 عاما، بخطوات متسارعة، على رفع الأخشاب لسطح منزله، حيث أخته الأكبر هبة (23 عاما) تنتظره داخل ورشة صغيرة للنجارة تشبه «الكوخ»، صمّماها بطريقة عصرية جذابة واستخدموا في ذلك بعض الأخشاب البالية، إضافة إلى مهاراتهم الممزوجة بالشغف.

تمتد ساعات طويلة من شروق شمس الصباح حتى غروبها يقضيها الأخوان في «الكوخ» يساعدان بعضهما لإنتاج قطع فنية وتراثية وتحف «أنتيكا» خشبية متنوعة يتم تسويقها في المتاجر والأسواق ويعبر جزء منها عن التاريخ الفلسطيني والأصالة العربية، والآخر يحملُ قيمة جمالية عالية، وعن ذلك تقول هبة إن «بداية الفكرة كانت حين أردت برفقة أخي تقديم هدية لوالدي في يوم ميلاده، وقتها احترنا كثيراً في تحديد ماهيتها وشكلها، لأننا رغبنا أن تكون مختلفة، وتحمل طابعاً خاصاً»، وأضافت: «فقررنا أن نصنعها بأيدينا، وبدأنا العمل بعد أن جمعنا الأخشاب اللازمة واستخدمنا أدوات النجارة البدائية».

وأنتج الأخوان لوحة فنية لاقت قبولا وإعجابا من كل أفراد العائلة، فقرر والدهما أن تكون بداية مشروع لهما، فشجعهما على الاستمرار من خلال تحفيزهما بكلمات الثناء والشكر، إضافة لجلب الأخشاب والمعدات اللازمة.

تطور الأمر ورأى هبة ونضال أنّهما أصبحا بحاجة لورشة تجمع أدواتهم والأخشاب وتكون مكاناً خاصاً لهم، فمنحهم والدهم جزءاً من سطح المنزل لأجل ذلك، وبدآ في مشروعهما الصغير.
هبة التي تخرجت من تخصص الخدمة الاجتماعية قبل عامين، توضح أنّها تسعى برفقة أخيها الذي ما زال يدرس في الجامعة لتحدي شبح البطالة الذي يسيطر على معظم الشباب في غزة الذي يعاني من سوء في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية منذ عشر سنوات وأكثر، مبيّنة أنّها استطاعت أن تحقق استقلالاً مادياً ومصدر دخل بفترة قصيرة من خلال المشروع الذي أطلقا عليه اسم «أنتيكا هوم».

تضيف الشابّة: «لا نستخدم الطلاء الصناعي لمنتجاتنا، فنحن نصنع جماليات القطع من خلال العقد الموجودة في الخشب نفسه، والتي نُظهرها من خلال النحت المستمر الذي يحتاج ساعات طويلة ومهارات دقيقة»، تردف: «في النهاية نصل لنتائج رائعة، تنال إعجاب الجميع، وتحقق لهم مناظر مريحة للنظر والعين».

اقرأ  أيضًا:

أشعار عنترة بن شداد تترجم للإنجليزية والأدب الأوروبي يُنشر بالعربية

يتولى نضال مهمة جلب الأخشاب ونقلها وقصها والأشغال الأخرى التي تحتاج إلى مجهودٍ عضلي وبدني، بينما تهتم هبة برسم الشكل الأولي للقطع وتصميمه والإشراف عليه حتى يخرج بشكله النهائي، وكذلك تحرص على تنوع اللمسات الفنية في كلّ قطعة لتكون مرضية لجميع الأذواق، وجذابة للمشترين.

واجهت الفكرة منذ بداياتها صعوبة كبيرة بحسب ما يشير نضال خلال كلامه مع مراسل «الشرق الأوسط»، والصعوبة تمثلت في كون الناس يظنون أنّ المنتجات الخشبية المصنوعة يدوياً هي مثل المصنوعة بواسطة الآلات الكبيرة، لافتاً إلى أنّهما حرصا على تجاوز تلك المرحلة من خلال تخفيض أسعار القطع على حساب هامش الربح.

يكمل: «نصنع الصواني، والمرايا، والمقاعد الصغيرة والكبيرة، وساعات الحائط، وغيرها من القطع، ونعتمد في ذلك على أخشاب شجر الزيتون والسرو، لما تتميز به من صلابة ومتانة»، وينبّه إلى أنّهم يهتمون بترويج منتجاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشاركا أيضاً في عدد من المعارض المحلية ووجدا فيها إقبالاً جيداً على منتجاتهم.

وتروي هبة أنّ نظرة المجتمع لها كانت في البداية محاطة بالدهشة، فكيف لفتاة أن تكون «نجارة». تلك المهنة التي لا يقوى على تحمّل أعبائها كثيرٌ من الرجال، منوهة بأنّ دعم أهلها ساعدها في تخطيها، وتتكلم كذلك عن أنّ كثيرين حوّلوا نظرتهم من الاستغراب للإعجاب والثناء بعدما شاهدوا جودة الأعمال وجمالها.

«اليوم العالمي لمهارات الشباب الذي يتم إحياؤه في مثل هذا الوقت من كلّ عام، إضافة لغيره من الأيام الدولية التي تهتم بالفئات الشابّة وقدراتها الإبداعية، هي بمثابة فرصة نحتفل فيها بإنجازاتنا» تتحدث هبة، مستدركة أن الحالة الخاصة التي يعيشها الشباب في غزة تجعل من تلك المناسبات أوقاتاً ملائمة لإطلاق الأصوات التي تعبر عن سوء واقعهم والمشاكل التي تحيط بكل مناحي الحياة.

قد يهمك أيضًا:

البحرين تشارك في اجتماع لجنة التراث العالمي الـ43 في باكو

13 معرضًا فنيًّا يُنتظَر افتتاحها في أوروبا خلال 2019

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخوان من قطاع غزة يُنتجان تُحفًا خشبية بحرفية عالية أخوان من قطاع غزة يُنتجان تُحفًا خشبية بحرفية عالية



GMT 10:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:28 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 16:42 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 08:56 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 19:09 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

تويوتا سوبرا تحصل على رزمة تعديل خارجية من Prior

GMT 11:23 2020 الإثنين ,11 أيار / مايو

فرنسا سجلت أكثر من 176 ألف إصابة بكورونا

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كارمن سليمان تتألق فى إطلالة جديدة عبر "إنستغرام"

GMT 14:01 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

طرق تنسيق الجينز مع الملابس ليناسب موضة الموسم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24