غوتيريش يقرِّر تشكيل لجنة تحقيق دولية حول سلوك الأمم المتحدة في ميانمار
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

بعدما اتهمت بتجاهل علامات التحذير قبل حصول إبادة الأقلية المسلمة "الروهينغا"

غوتيريش يقرِّر تشكيل لجنة تحقيق دولية حول سلوك الأمم المتحدة في "ميانمار"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - غوتيريش يقرِّر تشكيل لجنة تحقيق دولية حول سلوك الأمم المتحدة في "ميانمار"

جماعية "الروهينغا"
نيودلهي ـ علي صيام

أطلقت الأمم المتحدة تحقيقاً حول سلوكها في "ميانمار" على مدى الـ10 سنوات الماضية، بعدما اتُهمت بتجاهل علامات التحذير بتصاعد العنف قبل الإبادة الجماعية للأقلية المسلمة "الروهينغا".

وأكدت مصادر الأمم المتحدة لصحيفة الـ"غارديان" البريطانية، أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والذي كان مترددا في البداية، قرّر المضي قدما في التحقيق بعد زيادة الضغط داخل المنظمة الدولية.

وسيترأس التحقيق غيرت روزنتال، وزير الخارجية السابق والممثل الدائم لدولة "غواتيمالا" لدى الأمم المتحدة، الذي يعتقد أنه بدأ الإشراف على الاجتماعات في هذا الدور.

وقال ستانيسلاف سالينغ، المتحدث الأممي في ميانمار :"هذه المراجعة غير موجهة لأي فرد أو وكالة بعينها، بل لمعرفة كيفية عمل الأمم المتحدة كمؤسسة على أرض الواقع، والدروس التي يمكن تعلمها للمستقبل". وأضاف أن روزنتال لم يكن لديه أي خطط للسفر إلى ميانمار لإجراء تحقيقاته.

وقال مسؤول أممي كبير في نيويورك، طلب عدم ذكر اسمه، إن روزنتال اختير لأنه يعتبر خبيرا جادا ومتزنا في حل مسائل الأمم المتحدة، ويعبر عن رأيه بصراحة.

اقرأ أيضا:

أنطونيو غوتيريش يدعو إلى القضاء على ظاهرة "ختان الإناث"

وكانت هناك دعوات متعددة لبدء تحقيق كامل في عمليات الأمم المتحدة في ميانمار في السنوات الأخيرة، والتي وصفت بأنها "مختلة بشكل صارخ" في مذكرة مكتوبة قبل أشهر من حملة قادها جيش ميانمار على "الروهينغا" في ولاية "راخين" في شهر أغسطس/ آب 2017.

ووصفت الأمم المتحدة العنف في تلك البلاد، بأنه "تطهير عرقي وإبادة جماعية محتملة"، حيث قتل الآلاف من الناس، وتم اغتصاب النساء والأطفال، وتدمير القرى وأجبر أكثر من 700 ألف شخص على الفرار عبر الحدود إلى "بنغلاديش".

وقال مرزوقي داروسمان، رئيس بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بشأن ميانمار، في أواخر العام الماضي إن هناك "إبادة جماعية مستمرة" في راخين.

بدوره اعتبر فيل روبرتسون، نائب مدير قسم آسيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش": أنه "من الجيد أن تنوي الأمم المتحدة المشاركة في بعض البحث الجاد عن الذات لفهم الخطأ الذي حدث في تعاملها مع أزمة ميانمار". وقال: "من الواضح تماما أنهم فشلوا في رؤية وتحذير العالم عما كان واضحا لنا وكثيرين آخرين قبل فترة طويلة من شهر أغسطس/ آب 2017، بأن الجيش البورمي كان يبحث عن فرصة لشن عملية تطهير عرقي هائلة للتخلص من الروهينغا."

وركز انتقاد المنظمة الأممية على الاتهامات الموجهة الى ريناتا لوك ديساليان المنسقة السابقة المقيمة في ميانمار التي اتهمت بالتقليل من شأن المخاوف المتعلقة بتفاقم الانتهاكات ضد "الروهينغا" وعرقلة التصريحات العامة التي تنتقد الحزب الحكم بقيادة، أونغ سان سو كي، وإعطاء الأولوية لإستراتيجيات التنمية على حساب حقوق الإنسان، بل وحتى قمع التقارير الداخلية التي لم تعجبها. وقد أنكرت الأمم المتحدة معظم هذه الادعاءات.

ودعت بعثة تقصي الحقائق الأخيرة، التي خلصت إلى أنه ينبغي التحقيق مع الجنرالات بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية بسبب أعمالهم ضد الروهينغا والأقليات الأخرى إلى مراجعة السلوك الأممي في ميانمار، مرددة توصية قبل أشهر قدمها يانغ خه لي، المقرر الأممي الحقوقي الذي قال للصحيفة: "يجب أن تكون المراجعة مستقلة عن الأمم المتحدة وأن تكون متاحة للجمهور عند انتهائها."

وفي الواقع، هناك مخاوف من أن التحقيق سيكون محدودا في نطاقه وتأثيره، وليس من الواضح ما إذا كان سيتم نشر التقرير النهائي. ووفقا لمصادر مطلعة، فإن هناك حذرا داخل المستويات العليا في المنظمة، في ظل مناخ يتزايد فيه العداء تجاه الأمم المتحدة من قبل حكومات مثل الولايات المتحدة، حيث يمكن لتحقيق أوسع نطاقا أن يزرع الانقسام ويدمر سمعة المنظمة وقدرتها على الاستمرار في صنع السلام والعمل الإنساني. وقال المصدر في نيويورك إن "خطوات بدء المراجعة توقفت بسبب التوترات الداخلية".

وبعد فجوة في أعقاب الجدل حول قيادتها في ميانمار، يُتوقع على نطاق واسع تعيين لوك ديساليان منسقا مقيما للأمم المتحدة في الهند، ومن المرجح أن تتولى المنصب قبل الانتهاء من التحقيق في ميانمار، مما يؤدي إلى مزيد من الشكوك حول احتمال عقد أي مساءلة فردية.

وقالت مصادر داخل منظمة الأمم المتحدة، إن "المسؤولين في مقر المنظمة في نيويورك لم يرغبوا في تكرار تقرير تشارلز بتري مساعد الأمين العام السابق للأمم المتحدة بتري المثير للجدل في عام 2012، والذي خلص  إلى أنه خلال نهاية الحرب الأهلية في سريلانكا، حيث قتل عشرات الآلاف من المدنيين التاميل، كان هناك "إخفاق نظامي" من قبل وكالات الأمم المتحدة على الأرض للتحدث بصراحة عن المدنيين وحمايتهم.

وأجريت مقارنات بين سريلانكا وميانمار في تقرير سري بتكليف من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في ميانمار في عام 2015. واستمرت مزاعم الخلل الوظيفي للأمم المتحدة في ميانمار منذ رحيل لوك ديسلان في عام 2017، وأشار تقرير بعثة تقصي الحقائق، الذي صدر في أغسطس/ آب الماضي، إلى أن بعض كيانات الأمم المتحدة في ميانمار لم تتعاون مع التحقيق.

قد يهمك ايضا

غوتيريش يؤكّد أن انتقاد القوميين لن يُنقذ نظام الأمم المتحدة

ثلث موظفي الأمم المتحدة يتعرضون للتحرش الجنسي وغوتيريش يتفاجأ بالعدد

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غوتيريش يقرِّر تشكيل لجنة تحقيق دولية حول سلوك الأمم المتحدة في ميانمار غوتيريش يقرِّر تشكيل لجنة تحقيق دولية حول سلوك الأمم المتحدة في ميانمار



GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 15:23 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

عراقيل متنوعة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 08:51 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الكشّف عن أدلة تُثبت وجود الحياة على كوكب "المريخ"

GMT 09:49 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

مهزلة .. فضيحة

GMT 14:32 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة روجينا تنشر صورة وهي تؤدي مناسك العمرة مع عائلتها

GMT 05:01 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محكمة إسرائيلية تقضي بسجن شاب أميركي مصاب بمرض التوحُّد

GMT 17:14 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلامية داليا كريم تنهي مأساة أسرة عمرها سنوات

GMT 17:29 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تشكيل ناري لـ جنوب أفريقيا في مواجهة مصر

GMT 01:13 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مجلس الوزراء السوري يقر إجراءات لتأمين السلع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24