كورونا إقليمياً  المخفي أعظم
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

كورونا إقليمياً ... المخفي أعظم

كورونا إقليمياً ... المخفي أعظم

 العرب اليوم -

كورونا إقليمياً  المخفي أعظم

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

مستوى الثقة بالمعلومات التي تكشف عنها حكومات دول عديدة في المنطقة، متدنٍ للغاية ... والاعتقاد السائد لدى خبراء ومختصين في علم الأوبئة وعوالمها، أن الإصابات الحقيقية تفوق بأضعاف مضاعفة ما يجري الكشف عنه من معطيات يومية، بعد أن تحولت مؤتمرات وزراء الصحة، طقساً مشتركة لمختلف دول المنطقة وحكوماتها.وتتجه الأنظار إلى دول الكثافة السكانية الهائلة في المنطقة (مصر، أثيوبيا، تركيا وإيران) ... بعضها (مصر وأثيوبيا) لم يُجر الحد الأدنى المفترض من الاختبارات المطلوبة للكشف عن الحالات المصابة من دون أن تظهر على أصحابها أعراض المرض المتقدة ... بعضها الآخر (إيران وتركيا) يُعتقد أنه تأخر في البوح عن انتشار لأسباب سياسية واقتصادية، وعندما تم الاعتراف بوجود الفيروس، بدا أن معدلات انتقاله وانتشاره تتسارع بوتائر مذهلة، إيران في البدء، واليوم تركيا التي باتت تحتل المرتبة التاسعة عالمياً من حيث أعداد المصابين.
 
بعض دول الخليج العربية، ربما تكون تأخرت في البوح عن إصابتها بالفيروس، للأسباب السياسية والاقتصادية ذاتها، وربما تكون تأخرت في اتخاذ الإجراءات الاحترازية ... تزايد أعداد المصابين في هذه الدول، وفقاً لمتوالية هندسية، دفع وزير الصحة السعودي على سبيل المثال، إلى عدم استبعاد أن تتخطى الإصابات في بلاده في غضون بضعة أسابيع حاجز المائتي ألف إصابة.
 
ما الذي يدفع دولاً لإخفاء الأرقام الحقيقية عن أعداد المصابين لديها؟
سياسياً، الاعتقاد السائد لدى قياداتها بأن الاعتراف بتفشي المرض، قد يصيب صورة الزعيم أو "شرعية النظام" بشرخ عميق، ويضعف من هيبته ويبدد الهالة التي يحيط بها نفسه، مع أن الفيروس اللعين لم يبق واحدةً من الدول الأعظم، دون أن يصيبها في مقتل ... هي "ثقافة العيب" التي تمنع دولاً، كما تمنع أفراداً، من الاعتراف بالإصابة والتقدم للمعالجة، وقبل فوات الأوان.
 
"التهوين" من خطر الفيروس و"التهويل" به، يندرج بدوره في إطار "المعالجة السياسية" لكارثة كورونا ... نتنياهو أجاد لعبة "التهويل" وانتهى إلى حكومة طوارئ ستعلن قريباً برئاسته، بعد أن كاد يخرج من "التداول السياسي" وبات على مبعدة خطوة أو اثنتين من المحكمة ... في المقابل، كان "التهوين" تكتيك ترامب المفضل لتفادي اتخاذ قد تؤثر على حملته الانتخابية الرئاسية، قبل أن يجبره الفيروس "اللا-مرئي" على الرضوخ لإملاءاته.
 
اقتصادياً: تخشى دولٌ على اقتصاداتها القائمة على العمالة والاستثمارات "الوافدة" كدول خليجية على سبيل المثال، أو على السياحة (تركيا ومصر مثالاً) ... خشيةٌ دفعت هذه الدول للتأخر في تقديم نذور الاعتراف، واتخاذ ما يلزم من إجراءات ... لكن هذه الدول، ستجد نفسها مرغمة على اتخاذ إجراءات أشد قسوة، وفي ظروف غير مواتية، لإدراك ما يمكن تداركه.
 
السياسة لا تتحكم بسلوك دول وحكومات حيال الجائحة فحسب... بل ستتدخل كذلك في "تصميم سياساتها في مرحلة "ما بعد كورونا" .... إذ من المتوقع أن تحاول بعض حكومات منطقتنا تحويل إجراءاتها المؤقتة، إلى سياسات دائمة ... فإطلاق قنابل الغاز على متظاهرين في الخرطوم تجمعوا لإحياء ذكرى أحد أيام ثورتهم المجيدة، يعطي مؤشراً على ما يمكن أن تكون عليه سياسات "المجلس السيادي" في المستقبل، واعتقال عدد من الصحفيين والمعارضين في تركيا بحجة تثبيط الهمم في مواجهة الجائحة، هو استمرار لسياسة تصفية الحساب مع الخصوم بذريعة الجائحة، وستظهر لنا قادمات الأيام مزيداً من السياسات والإجراءات التي تندرج تحت خانة "تحويل المؤقت إلى دائم" و"الطارئ إلى مُستدام".

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا إقليمياً  المخفي أعظم كورونا إقليمياً  المخفي أعظم



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء

GMT 02:51 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

العثور على سلحفاة نادرة برأسين في جزيرة مابول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24