أسئلة سابقة لأوانها ما بعد كورونا
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

أسئلة سابقة لأوانها: "ما بعد كورونا

أسئلة سابقة لأوانها: "ما بعد كورونا

 العرب اليوم -

أسئلة سابقة لأوانها ما بعد كورونا

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

ليس الوقت لاستخلاص الدروس وصوغ العِبر، فنحن ما زلنا في قلب المعمعة وذروة المواجهة ما الفيروس الخبيث ... لكنني أعجز عن مقاومة الرغبة التي تجتاحني للتساؤل عمّا سيتعين علينا فعله في مرحلة "ما بعد كورونا"، إن لجهة حفظ الثقة المُستعادة بين المواطن ومؤسسات الدولة، أو لجهة المحافظة على هذا المستوى الرفيع للأداء الحكومي، الكفؤ والشفاف.

لا أجد من بين من أحادثهم هاتفياً أو عبر الوسائط الأخرى، من هو غير متفاجئ بالأداء الرفيع للحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة، وفي صدارتها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والدفاع المدني ... ثمة حالة من "عدم التصديق": هل هذه هي الحكومة ذاتها، التي أشبعناها اتهامات وانتقادات، كثيرٌ منها محق وبعضها ليس كذلك؟

هذه حالة نادرة الحدوث، أولاً: لأن الأقدار فرضت علينا مواجهة عدو لعين، لم تكن حربنا عليه اختيارية بل اضطرارية... في الحروب الاختيارية، ننقسم بين مؤيد ومعارض، فالخطر لا يداهمنا جميعاً، بالقدر ذاته، والكيفية ذاتها على أقل تقدير ... في هذه الحرب، ثمة اضطرار للمواجهة، والخطر ماثل ويتهدد الجميع من دون استثناء ... العدو عابر للجغرافيا والطوائف والأقوام والطبقات والمنابت والأصول والجهات الأربع ... نحن جميعاً في هذه الحرب، ولكل من أدواره، بدءاً من ملازمة بيوتنا، وهذا أضعف الإيمان.

وثانياً: لأن الحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة، فاجأتنا بهذا العزف الجماعي، وهذا التقسيم المتقن للأدوار، ليس ثمة من "نشاز"، ولا مطرح لـ"المخلفون من الأعراب" .... قبل أن يتفاقم تحدي كورونا، وحين كانت الحكومة تعلن عن خلو الأردن منها، انقسمنا بين مصدق ومكذب ومتشكك... اليوم، ينتظر الأردنيون بفارغ الصبر، إطلالة وزير "صحتهم" المتميز سعد جابر، فـ"عند جهينة الخبر اليقين" ... تآكلت الشائعات وضعف دورها، وغاب فرسان "السوشيال ميديا" الذين لم تعد لهم من وظيفة سوى ترديد ما يقوله وزراء الحكومة ... لا مطرح لأراجيفهم أو أكاذيبهم ... الأردنيون تعرفوا على مصادرهم الموثوقة للمعلومات والتوجيهات، وليسوا بحاجة لخدمات يقدمها "من يهرفون بما لا يعرفون".

"فجوة الثقة" المتراكمة والممتدة، تكاد تتبدد، وذلك خبر طيب يأتي في زحمة الأخبار السيئة، علينا أن نمسك بها بالنواجذ، على الحكومة (هذه الحكومة أو أي حكومة في المستقبل) غذ السير على طريق التواصل والمكاشفة والثقة بالرأي العام ... حين تثق الحكومة بشعبها، يبادلها الثقة بالثقة، وبخلاف ذلك، نعود إلى المربع الأول.

والحضور الميداني للحكومة الذي طالما "تغنينا" به، وحوّلناه إلى "رطانة" فارغة من أي مضمون، يتجلى اليوم في أحسن صوره، من كان يتخيل أن يوماً سيأتي ينقل فيه وزير الزراعة مكتبه إلى "الحسبة"؟ ... من كان ينتظر وزراء الحكومة وهم يجوبون الطرقات والمؤسسات كل في مجال اختصاصه ... من كان يظن، أن "الليبرالية المتوحشة" كما اعتدنا وصف حكوماتنا أو على الأقل، فرقها الاقتصادية والمالية، ستظهر كل هذا القدر من الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، وكل هذا التفهم لحاجات المواطنين وكراماتهم.

أما الإعلام الوطني، فقد تألق كما لم يفعل من قبل ... عندما تحضر مؤسسات الدولة الإعلامية بمسؤولية ومهنية وكفاءة، تتضاءل "الدكاكين" و"البقاليات" ... فيما الظهور الهادئ والمسؤول لوزير الاعلام الإعلام أمجد عضايلة، وانفتاحه قبل الأزمة وفي أثنائها، على الجسم الإعلامي والصحفي بل وعلى كافة مكونات المجتمع الأردني يعيد الاعتبار لإعلام الدولة الأردنية ولموقع "الناطق الرسمي" ... فهل سنواصل هذا المسار وبهذه الروحية، حتى لا يقال "جمعة مشمشية" وانقضت؟ ... سؤال برسمنا جميعاً، حكومة وصحافة ومجتمع ومواطنين أفراد.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة سابقة لأوانها ما بعد كورونا أسئلة سابقة لأوانها ما بعد كورونا



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء

GMT 02:51 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

العثور على سلحفاة نادرة برأسين في جزيرة مابول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24