التحدي الإيراني والاستجابة الأمريكية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

التحدي الإيراني والاستجابة الأمريكية

التحدي الإيراني والاستجابة الأمريكية

 العرب اليوم -

التحدي الإيراني والاستجابة الأمريكية

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

ناقلات النفط الإيرانية المعبأة بالنفط ومشتقاته و"بتروكيماوياته"، تجوب البحار والمحيطات وتعبر المضائق والممرات المائية الاستراتيجية صوب وجهتيها: فنزويلا والصين، ضاربة عرض الحائط بالعقوبات الأمريكية المفروضة عليها وعلى الدول المستهدفة، في تحدٍ استعراضي غير مسبوق، لهيبة الدولة الأعظم، ودون أن يصدر عن إدارة الرئيس المتبجح بالحزم والعزم، أي رد فعل يذكر حتى الآن على الأقل، فما هي الحكاية؟
 
من المنظور الإيراني، يندرج قرار تسيير الناقلات في سياقين متلازمين: الأول؛ إصرار طهران على كسر الحظر واختراق العقوبات، مهما كلف الأمر، ورفضها سياسة الموت البطيء أو الموت جوعاً، التي تتبعها واشنطن حيالها تحت مسمى "الضغوط القصوى" ... والثاني؛ اقتناع طهران بأن دونالد ترامب الغارق في فشله في إدارة ملف جائحة كورونا وأزمة الركود الاقتصادي وأرقام البطالة غير المسبوقة منذ 90 عاماً، يبدو على مبعدة بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية كما لو أنه "بطة عرجاء" لا قدرة له على الاتيان بأي حركة جدية ... هي مغامرة إيران بلا شك، بيد أنها مغامرة من النوع المحسوب، تأتي استمراراً لعمليات التعرض الإيراني لبعض الناقلات في مياه الخليج وبحر عمان، وقصف منشآت أرامكو في خريص وبقيق.
 
من المنظور الأمريكي، يبدو أن إدارة ترامب تخشى تداعيات ضرب الناقلات أو احتجازها، سيما وأن طهران بعثت برسائل واضحة: سنرد بالمثل على أي عمل من هذا النوع ... وهي سبق لها أن أتبعت الأقوال بالأفعال عندما أقدمت على احتجاز سفينتين بريطانيتين رداً على احتجاز لندن لسفينة إيرانية كانت متجهة إلى ميناء طرطوس السوري عند مضيق جبل طارق ... يومها، كُسرت الهيبة البريطانية، واضطرت لندن للتراجع، وواصلت الناقلة الإيرانية طريقها صوب الشاطئ السوري.
 
لا يهم إيران أن تصل سياسة التصعيد مع واشنطن "حافة الهاوية"، بل ربما هذا ما تريده بالضبط، وربما لهذا السبب اختارت لناقلاتها المتجهة إلى الكاريبي طريقاً محفوفاً بأصدقاء أمريكا و ومفخخاً بأساطيلها وقواعدها: من هرمز، مروراً ببحر عمان وبحر العرب فباب المندب والأحمر وقناة السويس وجبل طارق قبل أن تمخر عباب الأطلسي، فإن هي أفلتت من فعلها المتحدي من دون رد فعل أمريكي، أطلقت صيحات النصر، وإن دخلت العلاقة بين البلدين في دائرة الأفعال وردود الأفعال المتبادلة، كان ذلك مدخلاً للبحث عن "مخارج"، وربما تحسيناً لشروط مفاوضات جديدة للخروج من استعصاء العقوبات والحصار الجائر المضروب عليها ... إيران مستعدة للتصعيد، وراغبة فيها، طالما أن استمرار الحال من المُحال.
 
الكرة الآن في ملعب واشنطن، إذ لا يمكن القول إن إدارة ترامب استنفذت جميع خياراتها، وقررت الإشاحة بنظرها عن التحدي الإيراني، فالباب ما زال مفتوحاً لخطوة أمريكية "عقابية"، إن لم تُستهدف الناقلات في طريق الذهاب فقد تستهدفها في طريق الإياب ... لكن أغلب الترجيحات تقول إن واشنطن ليست بوارد الدخول في دوامة من هذا النوع، سيما وأن لدى الرئيس جدول معارك وحروب لا تنقطع: من الصين إلى فنزويلا، مروراً بـ"كورونا" والإعلام والديمقراطيين، و"تويتر" مؤخراً.
 
إن مر التحدي الإيراني من دون استجابة أمريكية من نفس النوع والمقدار، فسيشجع ذلك طهران أولاً، على تكرار التحدي وتسيير المزيد من الناقلات والطائرات، كما أن أطرافاً أخرى، خاضعة للعقوبات الأمريكية، ونصف البشرية تخضع لأشكال متفاوتة من هذه العقوبات، ستتشجع ثانياً، على فعل شيء مشابه ... بمعنى من المعاني، فأن "هيبة" واشنطن على المحك، وعلى المحك أيضاً، قدرة الدولة الأعظم على إنفاذ عقوباتها الخاصة بقوة الحديد والنار.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحدي الإيراني والاستجابة الأمريكية التحدي الإيراني والاستجابة الأمريكية



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء

GMT 02:51 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

العثور على سلحفاة نادرة برأسين في جزيرة مابول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24